Connect with us

اقتصاد

الاحتيال والفساد والنظام البونزي 

Published

on

يعتبر الاحتيال والفساد والنظام البونزي من بين الجرائم الاقتصادية الأكثر إثارة للجدل في العالم، وتمثّل هذه الجرائم تهديداً كبيراً للاقتصادات، وبالتالي يجب محاكمة المتورطين فيها ومعاقبتهم بشدة.

ويتم تعريف الاحتيال بأنه استخدام وسائل خداع للحصول على أموال أو خدمات بشكل غير مشروع. ويشير الفساد إلى الاستغلال غير القانوني للسلطة الموكلة لشخص ما من قبل الجهات الحكومية أو الخاصة لتحقيق مكاسب شخصية. ويعدّ النظام البونزي نوعًا من الاحتيال يستخدم فيه المتورطون في النظام أموال الضحايا الجدد لتمويل الضحايا القدامى، ويتم استخدام هذا النظام لتحقيق أرباح غير مشروعة على حساب الضحايا. سنأخذ سيرة برنارد مادوف كمثال على هذه الظاهرة السلبية، وكيف تسببت أفعاله في تأثير كبير على الاقتصاد العالمي لا سيما انها أحد أبرز الأمثلة الحديثة عن النظام البونزي، الذي قاد نظامًا بونزيًا لأكثر من 30 عامًا. بدأ مادوف عمله في الثمانينات، وقام بجمع المال من المستثمرين الأغنياء والمؤسسات المالية بوعود بأن يتم استثمار الأموال بشكل مربح في سوق الأوراق المالية. ولكن في الواقع، لم يتم استثمار أي من الأموال، بل تم استخدامها لتمويل نفقاته الشخصية ولتسديد ديونه.

وصل إجمالي الأموال التي تم جمعها عبر نظام مادوف إلى 65 مليار دولار، وتعد هذه القضية واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في القرن الماضي.

وفي عام 2008، تم الكشف عن نظام برنارد مادوف وكشف النقاب عن أفعاله الاحتيالية. وبعد عدة اشهر من التحقيقات والمحاكمات، تمت إدانته بتهم الاحتيال والفساد والنظام البونزي. وفي عام 2009، تم الحكم عليه بالسجن لمدة 150 عامًا، بعد إدانته بجرائم الاحتيال والتلاعب بالأوراق المالية والإفساد..

حوكم مادوف أمام محكمة فيدرالية، حيث تم توجيه تهم الاحتيال والتلاعب بالأوراق المالية ضده. وأُدين بجميع التهم الموجهة ضده، وحكم عليه بالسجن لمدة 150 عامًا، بالإضافة إلى تغريمه بمبلغ 17 مليار دولار.

يعدّ حكم مادوف الأقسى من نوعه في التاريخ القضائي الأميركي، وتعد هذه العقوبة الصارمة إشارة واضحة إلى الخطورة الكبيرة التي تشكلها جرائم الاحتيال والفساد والنظام البونزي على الاقتصاد والمجتمع.

ومن خلال قضية مادوف، يمكن القول إن الجرائم الاقتصادية هي جرائم خطيرة، وانه يجب على القضاء معاقبة المتورطين فيها بشدة. فعندما يتم السماح للأفراد بالاحتيال والنصب والاستغلال، فإنه يؤدي إلى تفكك الثقة في النظام المالي والاقتصادي، مما يسبب تداعيات اقتصادية كبيرة وأضرارا لا يمكن إصلاحها.

وبالنظر إلى الأثر السلبي الذي يترتب على الاحتيال والفساد والنظام البونزي على الاقتصاد، يجب أن يتم تشديد القوانين والعقوبات والملاحقة القانونية. وللمقارنة قام حاكم مصرف لبنان بتنفيذ نظام مالي يشبه بونزي، حيث تعرض لبنان لأزمة اقتصادية خطيرة نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي والفساد السياسي الواسع الانتشار في البلاد. في ظل هذه الظروف، قام الحاكم بتنفيذ سياسات نقدية متهورة تفاقمت بها الأزمة المالية. تجاهل الحاكم الواقع الاقتصادي الصعب وأصرّ على ممارسات مالية غير مستدامة.

لجأ الحاكم إلى الاقتراض بكثافة لتمويل عجز الحكومة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في دين لبنان العام. وجذبَ الودائع من البنوك المحلية وقدّم أسعار فائدة عالية لجذب المزيد من الأموال. ومع ذلك، بدلاً من استخدام هذه الأموال لتحفيز النمو الاقتصادي والاستثمار في القطاعات الإنتاجية، استخدمها الحاكم لتغطية الإنفاق غير المستدام وللحفاظ على وهم الاستقرار الاقتصادي.

بشكل مشابه لنظام بونزي، اعتمد الحاكم على جذب الودائع الجديدة بشكل مستمر لسداد الديون الموجودة والتزامات الفائدة. هذا خلق شعوراً كاذباً بالاستقرار المالي وقام بتأجيل الانهيار الحتمي. ومع ذلك، مع تفاقم الوضع الاقتصادي بشكل أكبر، تراجع تدفق الودائع الجديدة، مما أدى إلى أزمة سيولة حادة داخل قطاع البنوك.

علاوة على ذلك، قام الحاكم بالتلاعب بسعر صرف الليرة اللبنانية، مما تسبب في فقدان قيمتها بسرعة. ونتج عن ذلك التضخم المفرط وارتفاع الأسعار وفقدان القدرة الشرائية.

والخطة البونزية التي اتبعتها الحكومة اللبنانية تركت آثارًا سلبية واسعة النطاق على الاقتصاد اللبناني، فقد أدّت إلى تراكم ديون عالية وتضخم في الاقتصاد وتفاقم الفساد وتراجع القيمة الشرائية للعملة الوطنية. ومن المؤسف أن هذه الآثار السلبية تتأثر بها جميع شرائح المجتمع، بما في ذلك الفئات الفقيرة والمتوسطة التي تتضرر بشدة من تفاقم البطالة والفقر وارتفاع أسعار السلع الأساسية.

في الختام، نتج عن النظام المالي الذي وقع في لبنان عام 2019، والذي يشبه نظام بونزي، تداعيات كارثية على الشعب اللبناني. فقد شهد البلد انهيارًا اقتصاديًا شديدًا، وارتفاعًا كبيرًا في معدلات البطالة، وانتشارًا واسعًا للفقر، وقلة في الوصول إلى احتياجات أساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية. فقد فقد العديد من الأفراد والشركات مدّخراتهم واستثماراتهم، مما زاد من صعوباتهم المالية.

ومن المهم القول إن هذا النظام تميّز بالاعتماد على ممارسات غير مستدامة وجذب الودائع الجديدة بشكل مستمر لتسديد الديون الموجودة، مما خلق شعوراً كاذبًا بالاستقرار المالي. تجاوز الحاكم واقع الاقتصاد الصعب وتجاهل الوضع الاقتصادي الحقيقي، ممّا أدى إلى تفاقم الأزمة المالية وتفاقم معاناة الشعب اللبناني.

تعتبر هذه الحادثة تحذيرًا بشأن الأهمية القصوى للشفافية والمُساءلة في النظام المالي والمصرفي، لا سيما أنه يجب أن يتم تعزيز المراقبة وتطبيق الضوابط الصارمة لمنع حدوث مثل هذه الأنظمة الاحتيالية التي تؤدي إلى دمار اقتصادي ومعاناة بشرية.

وفي النهاية، يجب أن تكون الدروس المستفادة من هذه الحادثة: تعزيز الشفافية، وتعزيز المساءلة، وتعزيز الأخلاق المالية في جميع المستويات. ويجب أن تعمل الجهات الرقابية والمشرعة على ضمان أن مثل هذه الأنظمة الاحتيالية لن تتكرر، وأن تحقيق الاستقرار المالي يتم على أسس واضحة.

اقتصاد

ماذا حدث لأسواق إيران وإسرائيل بعد حرب الـ12 يوما؟

Published

on

بعد مرور 40 يومًا على توقف الصواريخ بين إيران وإسرائيل، بدأت تتضح ملامح التأثيرات الاقتصادية المختلفة للحرب التي استمرت 12 يومًا وانتهت في يونيو/حزيران، والتي كبّدت الطرفين خسائر مالية كبيرة، لكن بنتائج متباينة جذريًا.

فبينما دخل الاقتصاد الإيراني في دوامة من الانهيار، أظهرت مؤشرات السوق الإسرائيلية قدرة ملحوظة على التعافي، مدفوعة بهيكل اقتصادي أكثر تنوعًا، ومؤسسات مالية أكثر شفافية، وعلاقات راسخة بالأسواق العالمية.

الاقتصاد الإيراني: خسائر فادحة وعجز عن الاستجابة
قدّرت منصة “إيران واير” الخسائر الإيرانية المباشرة وغير المباشرة بأكثر من ثلاثة تريليونات دولار، في ظل اقتصاد مُثقل أصلًا بالعقوبات والتضخم.

سجّل الريال الإيراني تراجعًا حادًا خلال الصراع، إذ انخفض من 820 ألف تومان للدولار إلى نحو 880 ألفًا، وسط تقلبات حادة وتوقف شبه تام لنشاط تجار العملات بانتظار مؤشرات سياسية خارجية.

كما تدهورت سوق الأسهم الإيرانية بعد إعادة فتحها في 28 يونيو، رغم تدخل البنك المركزي بضخ نحو 60 تريليون تومان (680 مليون دولار)، وفرض قيود صارمة على التداول. ومع ذلك، تراجعت البورصة بنسبة 5% عن مستويات ما قبل الحرب، وخسرت نحو 40% من قيمتها الحقيقية بسبب موجات بيع واسعة وهروب المستثمرين.

بلغت الأزمة ذروتها في 9 يوليو، حين اقتحم مستثمرون غاضبون مبنى بورصة طهران احتجاجًا على خسائرهم.

وفي السياق الأوسع، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من 10% في يونيو، وتزايدت معدلات البطالة، وسط ما وصفه المسؤولون بـ”الركود العميق”. وشُلّت قطاعات واسعة من الاقتصاد بسبب الانقطاعات المتكررة في الكهرباء والغاز والمياه، ما أدى إلى توقف الإنتاج في معظم القطاعات غير الأساسية.

ويحذر خبراء من دخول إيران في “حلقة مفرغة”، حيث تمنع أعباء الحرب ومشكلات البنية التحتية النمو الاقتصادي المطلوب لتجاوز الأزمة.

إسرائيل: خسائر أقل وانتعاش أسرع
من جهته، أعلن البنك المركزي الإسرائيلي عن خسائر مباشرة بقيمة 12 مليار دولار، مع تقديرات مستقلة تشير إلى أن التكاليف الإجمالية قد تصل إلى 20 مليار دولار.

ورغم ذلك، أظهرت الأسواق الإسرائيلية قدرة ملحوظة على امتصاص الصدمة:

ارتفعت قيمة الشيكل بنسبة 8%، من 3.68 إلى 3.35 شيكل مقابل الدولار.

قفز مؤشر TA-35 بنسبة 12.7%، بينما سجّل مؤشر TA-125 الأوسع نطاقًا ارتفاعًا بنحو 8%.

بلغت الأسواق الإسرائيلية أعلى مستوياتها خلال 52 أسبوعًا في 19 يونيو – اليوم ذاته الذي زعمت فيه وسائل إعلام إيرانية أن صواريخ الحرس الثوري “دمرت” الحي المالي في تل أبيب.

ورغم ارتفاع معدل البطالة مؤقتًا إلى 10% في يونيو، إلا أنه عاد سريعًا إلى 2.9%. وبلغ معدل التضخم 3.3% فقط، مقارنة بـ40.1% في إيران.

وظلت شركات التكنولوجيا ومعظم الصناعات الإسرائيلية تعمل دون انقطاع، حيث بقي نحو 95% من المصانع نشطًا خلال فترة القتال.

وساهم الشفافية الحكومية والإفصاح المالي المستمر – بخلاف الغياب شبه الكامل للأرقام الرسمية من طهران – في استعادة ثقة المستثمرين بسرعة.

بنية الاقتصاد تُحدد مصير ما بعد الحرب
كشفت نتائج الحرب عن التباين العميق في هيكلي الاقتصادين:

تعتمد إيران بشكل أساسي على صادرات النفط وتفتقر إلى قاعدة صناعية متنوعة، كما أنها معزولة عن الأسواق العالمية.

في المقابل، تستند إسرائيل إلى اقتصاد متنوع قائم على الابتكار والتكنولوجيا، ولديها علاقات مالية دولية واسعة.

هذا الفارق البنيوي ساهم في سرعة تعافي الأسواق الإسرائيلية، في وقت تعاني فيه إيران من أزمة متصاعدة وغياب محفزات داخلية قادرة على إحياء النشاط الاقتصادي.

الرواية الإعلامية… واقع مغاير
في حين تحاول وسائل الإعلام الإيرانية التقليل من حجم أزمتها الاقتصادية، مركزة على ما تصفه بـ”الارتباك في الأسواق الإسرائيلية”، تظهر الأرقام والمؤشرات الرسمية أن الرواية مختلفة تمامًا.

وبينما تواجه إيران فترة تعافٍ طويلة ومؤلمة، تبدو إسرائيل في موقع أقوى لإعادة تثبيت استقرارها الاقتصادي، رغم التحديات الأمنية المتواصلة.

Continue Reading

اقتصاد

إرتفاع أسعار اللحوم في أميركا

Published

on

ارتفعت أسعار اللحم البقري إلى مستويات قياسية في الولايات المتّحدة الأميركيّة، حيث بلغ متوسط سعر رطل اللحم المفروم 6.12 دولار، بزيادة 12 بالمئة عن العام الماضي.

كذلك، ارتفعت أسعار كافة شرائح اللحم البقري غير المطهية بنسبة 8 بالمئة.

Continue Reading

اقتصاد

المالية تحوّل أكثر من 5800 مليار ليرة للضمان الاجتماعي

Published

on

أعلنت وزارة المالية، في بيان، انها “بصدد تحويل مساهمة مالية للصندوق الوطني الضمان الاجتماعي بقيمة ٥،٨٢٤،٩٤٢،٦١١،٠٠٠ خمسة آلاف وثمانمئة واربعة وعشرون ملياراً وتسعماية وأثنان وأربعون مليون وستماية وأحد عشر ألف ليرة لبنانية، من موازنة العام ٢٠٢٥ مخصصة بمجملها للمرض والأمومة، بعدما سلكت آلياتها المطلوبة عبر موافقة ديوان المحاسبة.

Continue Reading

Trending