اقتصاد
سعر الدولار مستقرّ… بخسارة مستمرّة يُسجّلها مصرف لبنان

منذ التقلبات الحادة التي تعرّض لها سعر الصرف منذ بداية الأزمة، لم تشهد الليرة استقراراً في سعرها مقابل الدولار لفترة طويلة كما هي حالها منذ شهرين، حيث ان سعر الصرف يحافظ على استقراره منذ اوائل نيسان عند معدل 95 الف ليرة للدولار، بعدما بلغ مستويات قياسية في آذار وصلت الى 143 الف ليرة خلال فترة قصيرة وبوتيرة متسارعة.
هذا الاستقرار مستغرب في ظلّ عدم تحسّن أي من المؤشرات الاقتصادية والمالية وعدم تطبيق اي اصلاحات تؤدي الى لجم انهيار الليرة. فما الذي تبدّل؟ وما هي العوامل التي تساهم في الحفاظ على استقرار الليرة حاليا؟
في نيسان الماضي، رفع مصرف لبنان حجم تدخله في السوق بشكل ملحوظ، وبدأ ضخ الدولارات عبر منصة صيرفة بكمية أكبر من الاشهر السابقة للحدّ من انهيار الليرة، وهو ما نجح فعلاً في خفض سعر الصرف من اكثر من 140 الفاً مقابل الدولار الى حوالى 95 الف ليرة حاليا. والأغرب ان مصرف لبنان استطاع خلال الشهرين الماضيين الحفاظ على الوتيرة نفسها لمعدل التدخل اليومي في السوق والذي بلغ في ايار الحالي متوسط 134 مليون دولار يومياً، وفي نيسان متوسط 95 مليون دولار مقارنة مع متوسط 30 مليون دولار يومياً في آذار. هل ان الدولارات التي جمعها من السوق عندما رفع سعر الصرف الى مستويات قياسية في آذار، ما زالت تلبّيه لغاية اليوم لتلبية الطلب الكبير على منصة صيرفة؟
ضوابط جديدة ساهمت في نجاح المنصة
“عندما تتوقف صيرفة، سيرتفع الدولار الى 200 الف ليرة!”، بهذه العبارة شرح أحد المصرفيين سبب استقرار الليرة حالياً، لافتاً الى ان الضوابط التي اضافها مصرف لبنان على عمل صيرفة ساهمت كثيراً في لجم انهيار الليرة ومنع المضاربات التي كان تحصل في السابق عندما كانت التداولات على صيرفة “فلتانة”. وقال لـ”نداء الوطن” ان صيرفة سابقا كانت تستقبل طلبات “مين ما كان”، اي ان العمال الاجانب من سوريين وغيرهم والذين لا يملكون حسابات مصرفية كانوا يستفيدون من صيرفة، وكانت تُفتح لهم الحسابات فوراً من دون اي تدقيقات جدية في الاوراق الثبوتية. كما ان القاصرين أيضا كانت تُقدم طلبات باسمهم، ومن يملكون 5 حسابات مصرفية كانوا ايضاً يستفيدون من صيرفة عبر كلّ حساب…
اما اليوم، فالضوابط وعملية التنظيم متشددة اكثر، حيث يمنع فتح الحسابات الجديدة من اتمام عمليات صيرفة، ويمنع الاجانب والقاصرون وكلّ من يملك حساباً مشتركاً، او حسابات متعددة من الاستفادة من صيرفة. واشار المصرفيّ الى ان الطلب على صيرفة حذر ويشهد حالياً تراجعاً بسبب التخوّف من ان العمل بصيرفة سيتوقف مع انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة وستحتجز اموالهم (المودعة بانتظار اتمام عمليات صيرفة) الى تاريخ مجهول، “علماً ان بعض المصارف سددت أمس اموال طلبات صيرفة المقدمة منذ كانون الثاني على سعر صرف الـ38 الف ليرة!”.
وبالتالي، يجزم المصرفيّ ان سبب استقرار سعر الصرف حالياً يعود الى ضخ مصرف لبنان الدولارات عبر صيرفة من دون انقطاع كالسابق، وبحجم كبير يتخطى الـ100 مليون يومياً، وان المركزي ما زال يجمع الدولارات من السوق متحمّلاً الخسائر الناتجة عن بيعها عبر صيرفة بفارق أصبح يقلّ عن 10 آلاف ليرة للدولار الواحد.
حكيم: رهان دائم على دولارات المغتربين
من جهته، اعتبر الوزير السابق والمصرفيّ آلان حكيم ان السبب الرئيس لاستقرار سعر الصرف حالياً، هو ضخ الدولارات في السوق بكمية كبيرة عبر صيرفة التي ارتفع حجم التداول عليها من 40 مليوناً الى 80 مليوناً وصولاً الى ما بين 120 و140 مليون دولار يومياً. لافتاً الى ان طلب مصرف لبنان على الدولارات في السوق متراجع، مما أفسح المجال لتهدئة السوق نوعاً ما. بالاضافة الى ذلك، اشار حكيم الى ان بدء موسم الصيف وقدوم اللبنانيين العاملين في الخارج (نظراً الى حركة المطار الناشطة)، يساهم في ضخ مزيد من الدولارات في السوق. كما ان هناك عاملاً نفسياً يساهم في استقرار سعر الصرف، “وهو الشعور بان التسوية الرئاسية على نار هادئة وستصل الى حلّ قريباً”، لافتاً الى ان الاستقرار المالي الذي نشهده حالياً يهدف الى التوصل لتسوية رئاسية.
واوضح حكيم ان مصرف لبنان يجمع الدولارات التي يضخها عبر صيرفة، بجزء منها من السوق، والجزء الآخر من احتياطيه ومن اموال السحب الخاصة (SDR)، علماً ان حجم الدولارات التي يجمعها من السوق تراجع مقارنة بالفترة السابقة، “لكنها الحلقة المغلقة نفسها التي ندور فيها حيث ان البنك المركزي يتدخل بالسوق شارياً الدولارات بكميات كبيرة تارة وبكميات اقلّ احيانا أخرى”.
وحول المخاوف من معاودة سعر صرف الليرة انهياره مع انتهاء ولاية سلامة، اعتبر حكيم ان تفعيل المساعي السياسية حالياً للتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، يهدف اوّلاً لتجنب الفراغ في منصب الحاكمية نظراً الى ان نواب الحاكم الاول والثاني والثالث يعتزمون تقديم استقالاتهم ولا يريد أحد منهم تولي هذا المنصب، مع الاشارة الى ان المجلس المركزي لمصرف لبنان لا يؤيّد الاجراءات التي اتخذها الحاكم خلال فترة الازمة، من تعاميم وتنظيمات وغيرها، وبالتالي لن يتحمّلوا عبء او مسؤولية التعامل معها في المرحلة المقبلة. وبالتالي، أكد حكيم انه في حال عدم التوصل الى حلّ قبل انتهاء ولاية سلامة، فان الازمة ستتفاقم والتداعيات ستكون كبيرة.
مصري: تمويل خسارة مصرف لبنان من أموال المودعين
على صعيد السوق الموازي، اوضح نقيب الصيارفة مجد مصري ان سبب استقرار سعر الصرف هو استمرارية صيرفة في ضخ الدولارات بكميات موازية للتي يسحبها مصرف لبنان من السوق متحمّلاً الخسارة الناتجة عن فارق السعر بين السوق وصيرفة. لافتاً الى ان وتيرة تدخل مصرف لبنان في السوق شارياً الدولارات تراجعت بشكل لافت. وبما انه لا يمكن تحديد حجم تدخله في السوق، فالمؤكد انه اصبح يوازي ما يضخه عبر صيرفة، “وهذا ما يفسّر استقرار سعر الصرف”. بالاضافة الى ذلك، اشار مصري الى ان توافد المغتربين الى لبنان يساهم ايضاً في ضخ الدولارات في السوق وفي استقرار سعر الصرف.
كما اكد ان الطلب على الدولار في السوق تراجع نظراً الى ارتفاع الطلب على الليرة بهدف الاستفادة من صيرفة، “علماً ان من يقوم بعملية بيع الدولارات لشرائها مجدداً عبر صيرفة والاستفادة من فارق الاسعار، يغفل عنه ان الخسارة التي يتحمّلها مصرف لبنان يتم تمويلها من اموال المودعين، وبالتالي المودع الذي يستفيد من صيرفة يكبّد نفسه ضرراً أكبر لناحية هدر ودائعه.
واعتبر مصري ان الحفاظ على استقرار سعر الصرف ناتج ايضاً عن قرار سياسي بتهدئة السوق، مشيراً الى ان سعر الصرف يتأثر بعاملين: الاول هو العرض والطلب والذي يكون مصرف لبنان اللاعب الاكبر المتحكم به، والثاني العامل النفسي المرتبط بالتطورات السياسية.
اقتصاد
ماذا حدث لأسواق إيران وإسرائيل بعد حرب الـ12 يوما؟

بعد مرور 40 يومًا على توقف الصواريخ بين إيران وإسرائيل، بدأت تتضح ملامح التأثيرات الاقتصادية المختلفة للحرب التي استمرت 12 يومًا وانتهت في يونيو/حزيران، والتي كبّدت الطرفين خسائر مالية كبيرة، لكن بنتائج متباينة جذريًا.
فبينما دخل الاقتصاد الإيراني في دوامة من الانهيار، أظهرت مؤشرات السوق الإسرائيلية قدرة ملحوظة على التعافي، مدفوعة بهيكل اقتصادي أكثر تنوعًا، ومؤسسات مالية أكثر شفافية، وعلاقات راسخة بالأسواق العالمية.
الاقتصاد الإيراني: خسائر فادحة وعجز عن الاستجابة
قدّرت منصة “إيران واير” الخسائر الإيرانية المباشرة وغير المباشرة بأكثر من ثلاثة تريليونات دولار، في ظل اقتصاد مُثقل أصلًا بالعقوبات والتضخم.
سجّل الريال الإيراني تراجعًا حادًا خلال الصراع، إذ انخفض من 820 ألف تومان للدولار إلى نحو 880 ألفًا، وسط تقلبات حادة وتوقف شبه تام لنشاط تجار العملات بانتظار مؤشرات سياسية خارجية.
كما تدهورت سوق الأسهم الإيرانية بعد إعادة فتحها في 28 يونيو، رغم تدخل البنك المركزي بضخ نحو 60 تريليون تومان (680 مليون دولار)، وفرض قيود صارمة على التداول. ومع ذلك، تراجعت البورصة بنسبة 5% عن مستويات ما قبل الحرب، وخسرت نحو 40% من قيمتها الحقيقية بسبب موجات بيع واسعة وهروب المستثمرين.
بلغت الأزمة ذروتها في 9 يوليو، حين اقتحم مستثمرون غاضبون مبنى بورصة طهران احتجاجًا على خسائرهم.
وفي السياق الأوسع، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من 10% في يونيو، وتزايدت معدلات البطالة، وسط ما وصفه المسؤولون بـ”الركود العميق”. وشُلّت قطاعات واسعة من الاقتصاد بسبب الانقطاعات المتكررة في الكهرباء والغاز والمياه، ما أدى إلى توقف الإنتاج في معظم القطاعات غير الأساسية.
ويحذر خبراء من دخول إيران في “حلقة مفرغة”، حيث تمنع أعباء الحرب ومشكلات البنية التحتية النمو الاقتصادي المطلوب لتجاوز الأزمة.
إسرائيل: خسائر أقل وانتعاش أسرع
من جهته، أعلن البنك المركزي الإسرائيلي عن خسائر مباشرة بقيمة 12 مليار دولار، مع تقديرات مستقلة تشير إلى أن التكاليف الإجمالية قد تصل إلى 20 مليار دولار.
ورغم ذلك، أظهرت الأسواق الإسرائيلية قدرة ملحوظة على امتصاص الصدمة:
ارتفعت قيمة الشيكل بنسبة 8%، من 3.68 إلى 3.35 شيكل مقابل الدولار.
قفز مؤشر TA-35 بنسبة 12.7%، بينما سجّل مؤشر TA-125 الأوسع نطاقًا ارتفاعًا بنحو 8%.
بلغت الأسواق الإسرائيلية أعلى مستوياتها خلال 52 أسبوعًا في 19 يونيو – اليوم ذاته الذي زعمت فيه وسائل إعلام إيرانية أن صواريخ الحرس الثوري “دمرت” الحي المالي في تل أبيب.
ورغم ارتفاع معدل البطالة مؤقتًا إلى 10% في يونيو، إلا أنه عاد سريعًا إلى 2.9%. وبلغ معدل التضخم 3.3% فقط، مقارنة بـ40.1% في إيران.
وظلت شركات التكنولوجيا ومعظم الصناعات الإسرائيلية تعمل دون انقطاع، حيث بقي نحو 95% من المصانع نشطًا خلال فترة القتال.
وساهم الشفافية الحكومية والإفصاح المالي المستمر – بخلاف الغياب شبه الكامل للأرقام الرسمية من طهران – في استعادة ثقة المستثمرين بسرعة.
بنية الاقتصاد تُحدد مصير ما بعد الحرب
كشفت نتائج الحرب عن التباين العميق في هيكلي الاقتصادين:
تعتمد إيران بشكل أساسي على صادرات النفط وتفتقر إلى قاعدة صناعية متنوعة، كما أنها معزولة عن الأسواق العالمية.
في المقابل، تستند إسرائيل إلى اقتصاد متنوع قائم على الابتكار والتكنولوجيا، ولديها علاقات مالية دولية واسعة.
هذا الفارق البنيوي ساهم في سرعة تعافي الأسواق الإسرائيلية، في وقت تعاني فيه إيران من أزمة متصاعدة وغياب محفزات داخلية قادرة على إحياء النشاط الاقتصادي.
الرواية الإعلامية… واقع مغاير
في حين تحاول وسائل الإعلام الإيرانية التقليل من حجم أزمتها الاقتصادية، مركزة على ما تصفه بـ”الارتباك في الأسواق الإسرائيلية”، تظهر الأرقام والمؤشرات الرسمية أن الرواية مختلفة تمامًا.
وبينما تواجه إيران فترة تعافٍ طويلة ومؤلمة، تبدو إسرائيل في موقع أقوى لإعادة تثبيت استقرارها الاقتصادي، رغم التحديات الأمنية المتواصلة.
اقتصاد
إرتفاع أسعار اللحوم في أميركا
اقتصاد
المالية تحوّل أكثر من 5800 مليار ليرة للضمان الاجتماعي

أعلنت وزارة المالية، في بيان، انها “بصدد تحويل مساهمة مالية للصندوق الوطني الضمان الاجتماعي بقيمة ٥،٨٢٤،٩٤٢،٦١١،٠٠٠ خمسة آلاف وثمانمئة واربعة وعشرون ملياراً وتسعماية وأثنان وأربعون مليون وستماية وأحد عشر ألف ليرة لبنانية، من موازنة العام ٢٠٢٥ مخصصة بمجملها للمرض والأمومة، بعدما سلكت آلياتها المطلوبة عبر موافقة ديوان المحاسبة.
-
Uncategorized8 months ago
“Wink Transfer” from Credit Libanais:Pioneering the future of Digital Transfers
-
مجتمع6 months ago
AXA Middle East Board of Directors’ Meeting:Joseph Nasnas appointment to the post of General Manager AXA Middle EastAXA Group reaffirms its confidence in AXA Middle East and its role in Lebanon’s economic future.
-
مجتمع6 months ago
المايسترو”: طموحي أن أكون رقم واحد في الوطن العربي في عالم الأعمال
-
محليات6 months ago
كلام لافت عن “القوات”.. هذا ما قاله “قبلان”
-
قطاع عام8 months ago
لقاء لقطاع التأمين…واستذكار ايلي نسناس
-
فن7 months ago
بعد نجاحها الباهر في التمثيل والغناء… هذه هي الجائزة التي حصلت عليها ماريلين نعمان في الموريكس دور!
-
محليات6 months ago
حفل تأبين الدكتور حسن علي يونس
-
امن6 months ago
قوى الأمن: توقيف سارق مجوهرات ومبالغ مالية من منزل في الهلاليّة وضبط قسم من المسروقات