Connect with us

اقتصاد

التعليم الرّسمي يُنهي عاماً دراسياً بهزيمة الأساتذة مجدداً: لا رواتب مضاعفة والحوافز غير منتظمة 

Published

on

تمرّ الأيام ثقيلةً على أساتذة التعليم الرّسمي، يعلّمون، يجرون الامتحانات، يتنقّلون يومياً من وإلى المدارس براتب لا يتجاوز الـ160 دولاراً شهرياً. تحرّكاتهم المطلبية تُجهض بشكل شبه تام، والضغط يصبح من دون جدوى مع اقتراب نهاية العام الدراسي. وفي الوقت الذي ينتظرون فيه وموظّفي القطاع العام، نهاية الشهر الجاري لقبض الرواتب الجديدة المضاعفة 7 مرّات، واحتساب بدلات النقل على السّعر الجديد (450 ألفاً عن كلّ يوم)، تشير الأنباء الواردة من وزارة المالية إلى «عدم قدرة الوزارة على دفع هذه الأموال نهاية هذا الشهر، إذ لا إيرادات تكفي». ما سبق، يؤكّد سبب رفض وزير المال يوسف الخليل طلب بعض الوزراء صرف الزيادات نهاية شهر نيسان في جلسة الحكومة التي أقرّت فيها الزيادة، إذ لا سيولة مؤمنّة لها في الخزينة، ما يعني تأجيلاً إلى ما بعد نهاية العام الدراسي الحالي.

الوعود تتبخر
الرواتب على حالها إذاً، كما بدلات النقل المحتسبة على أساس 95 ألفاً لكلّ يوم حضور، أي أقلّ من ليتر بنزين واحد يومياً. في المقابل، «تقمع وزارة التربية آخر نفس للأساتذة بملاحقة المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي». ولخدمة الهدف، تُعيد الوزارة تفعيل قانون الموظفين 112/1959، الذي يدخل عامه الـ64 من دون إحالته إلى التقاعد، لملاحقتهم على تصريحاتٍ تعبّر عن ألمهم وحالهم، و«كأنّ المطلوب الموت بصمت»، يقول أستاذ.

أمّا حوافز شهر آذار، شهر العودة إلى التعليم، وما بعده، والتي تبلغ 125 دولاراً، فشبه غائبة عن مستحقيها، إذ لم يقبضها يوم الخميس الماضي سوى قلّة ممن عادوا إلى التعليم في السّادس منه، بعد تعليق روابط التعليم للإضراب، مقابل توزيعها على النظّار والإداريين في المدارس، رغم امتناع بعضهم عن العودة بداية آذار. «تؤدي هذه التصرفات، التي يتحمّل مسؤوليتها إدارات الثانويات ودارسي المناطق، إلى بلبلة في الثانويات» يقول أحد المديرين. ويضيف «يدرجون أسماء بعض الأساتذة والنظّار على أنّهم حضروا، ومارسوا مهامهم خلال شهر آذار، في محاولة لإرضائهم». بالتالي، «يطالب الأساتذة الذي أبدوا استعداداً للتعليم، ولكنهم غير مشمولين بحوافز آذار، بإعادة تصحيح الخطأ». بالإضافة إلى وجود ما يقرب من الـ2000 أستاذ لم يتقاضوا حتى الآن حوافز الفصل الأول من العام الدراسي.
ومع إعلان وزارة التربية أواخر الأسبوع الماضي موعد انتهاء العام الدراسي في الـ22 من شهر حزيران المقبل، تنعدم آمال الأساتذة بحلّ ما لهذه السّنة، إذ انقضت آخر ساعات العام الدراسي الحالي «على حسابهم»، مع تخوّف من «تأجيل المشكلة إلى العام الدراسي المقبل، ما سيؤدي إلى عرقلة عام دراسي آخر». ويشار إلى أنّ العملية التعليميّة معلّقةً في عدد من ثانويات منطقة طرابلس حتى اليوم، وتلامذتها لم يتعلّموا شيئاً هذه السّنة.

الحوافز في خطر

أما بالنسبة إلى الحوافز، فلا تزال وزارة التربية حتى السّاعة تستمرّ بالمراوغة، ولا تنفّذ قرارها رقم 147 الخاص بتوزيع الحوافز بحرفيته. وبغية ذلك تخترع الحجج، وتحمّل مديري المدارس وعمّال المكننة مسؤولية التأخير والأخطاء في دفع الحوافز البالغة 125 دولاراً شهرياً. الأعطال التقنية ما فتئت تظهر عند كلّ موعد للدفع، فيما يشير موظف مطلع على برنامج الدوام، المعروف بـ«سيمز» في وزارة التربية إلى «وجود أسماء أشخاص غير مستحقين على جداول الدفع، وهم ليسوا من الأساتذة».

مستشارو الوزير يؤكّدون عدم وجود الأموال فيما الوزير يقول العكس ويعد بالدفع

وأمام هذه التعقيدات، يأتي سؤال الروابط الصريح في بيانها يوم السّبت الماضي عن «مدى توفّر الأموال في وزارة التربية»، وطلبها من الأخيرة «الإعلان بجرأة عن وجودها من عدمه» ليطرح علامات استفهام جدّية حول مصير الحوافز، لا سيّما أنّها تضرب المواعيد بالدفع للأساتذة بناءً على وعود أعلى المرجعيات في الوزارة، ومن ثمّ لا تصدق. الموعد الأول يقضي بتحديد مطلع شهر أيار موعداً لدفعة شهر آذار من الحوافز، فتأجّل الموعد إلى الثامن منه بدايةً، قبل أن تدخل هذه الأموال في دائرة المجهول. وخلال الوقت الضائع تنتظر الهيئة الإدارية في رابطة الثانوي موعداً من وزير التربية خلال الأسبوع الجاري لـ«التفاهم حول آلية توزيع الحوافز، ورواتب أشهر الصيف، وطريقة التعامل مع مقرّرات مجلس الوزراء الأخيرة الخاصة ببدلات النقل ومضاعفة الرواتب»، بحسب أحد أعضاء رابطة الثانوي.

مناورات الوزير
إلا أنّ الأخبار الواردة من اجتماعات وزير التربية عباس الحلبي مع الروابط لا تبدو سارّة، بحسب مصادر «الأخبار» الحاضرة في الاجتماعات، فـ«المستشارون يؤكّدون للأساتذة عدم وجود الأموال، فيما الوزير يقول العكس، ويعد بالدفع، وآخر الوعود كانت في العاشر من أيار». وتتوقع المصادر «عدم وجود أموال تكفي»، فالحلبي يتحجّج اليوم بـ«التدقيق في اللوائح من قبل مندوبي البنك الدولي في الوزارة، فيما الأموال المخصصة للحوافز محوّلة من الحكومة، وهي مبلغ الـ1050 ملياراً»، إلا أنّه من الواضح أنّ هذا المبلغ هو بالليرة، ولن يحوّله المصرف المركزي إلى الدولار على سعر 31.200. وإن حُوّل على السّعر الحالي للمنصة، فسيفقد 64% من قيمته، إذ سيصبح حوالي الـ13 مليون دولار، بعدما كان 36 مليوناً. «علماً أنّ جزءاً من المبلغ حُوّل على سعر 90 ألفاً، ما يعني عدم توافر الحوافز لشهرَي نيسان وأيار بشكل شبه مؤكّد»، تختم المصادر.

ندم الأساتذة
سوداوية المشهد تدفع أحد المديرين النقابيين إلى التعبير عن «ندمه على جهده المبذول لإقناع عدد كبير من الأساتذة الممتنعين بالعودة إلى التعليم، ولإعطائه الفرصة للوزارة والحكومة». ويتساءل عن «مصير التعليم الثانوي السّنة الدراسية المقبلة، فالأساتذة لُدغوا من الجحر نفسه 3 مرّات، فهل سيلدغون مرّة رابعة؟». أمّا مهلة الروابط المعطاة للوزارة حتى نهاية شهر أيار، فيرى فيها «فرصةً لإنهاء العام الدراسي، لا للضغط والمطالبة بأيّة حقوق، فقرار الرّوابط ليس داخلها، بل داخل الأحزاب التي بدورها فقدت كلّ ثقتها بوزارة التربية أيضاً».

مديرية الثانوي: عقوبات أم تشفٍّ وانتقام؟
كان متوقعاً أن تقوم مديرية الثانوي في وزارة التربية بإصدار عقوبات بحق الأساتذة الممتنعين عن التدريس، حدّها الأقصى الحسم من الراتب. ولكن المفاجئ كان استخدام هذه الصلاحية لـ«التشفي والانتقام» من عدد من الأساتذة النقابيين الفاعلين على الأرض، على الرّغم من عودتهم إلى التعليم؛ وانتقاء أسماء، القاسم المشترك بينها «عدم وجود حماية حزبية لها»، بحسب مدير إحدى الثانويات. ففي منطقة الجنوب، استُدعي أحد الأساتذة إلى بيروت بسبب منشور له على إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وجاء الاستدعاء عبر رسالة على تطبيق «واتسآب». أمّا العقوبة بالحسم من راتبه، فجاءت لسبب مغاير، إذ عُلّلت بـ«غيابه غير المبرّر عن الثانوية»، على الرّغم من حضوره في تلك الأيام في مركز عمله الأساسي، كونه مقسوماً بين ثانويتين.
الطبيعة الانتقامية، لا القانونية، لتحرّكات الوزارة يؤكّدها عدد من المديرين الذين تواصلت معهم «الأخبار»، إذ يفيد أحدهم بـ«أنّ الوزارة تتجنّب الاقتراب من زملائه المدعومين حزبياً، على الرغم من مشاركتهم في التحرّكات كلّها، بل وامتناعهم عن التعليم لحوالي الشهر. في المقابل تذهب الأجهزة الرّقابية في الوزارة فقط لمحاسبة المكشوفين، فهناك ثانوية أقفلت بشكل تام، ولم يقترب منها أحد، مقابل محاسبة ثانوية مجاورة فتحت أبوابها للحضور الإداري طوال أيام الإضراب». ويحذّر من السّكوت عن هذه التصرّفات، إذ «ستؤدّي إلى استقواء على بقية الزّملاء»، واصفاً ما يجري بـ«البلطجة».

الانتقام من الأساتذة يمتدّ ليطال أيضاً الثانويين العاملين في مراكز الإرشاد، إذ يتبلّغ المرشدون تباعاً قرارات الحسم من رواتبهم لـ«امتناعهم عن العمل بعد قرار الرّوابط بالعودة في السّادس من آذار». وتتكرّر الملاحظة نفسها، إذ تطال الحسومات «غير المدعومين حزبياً». وتسأل إحدى المرشدات عن «سبب عدم شمول كلّ المضربين بالحسومات، واختيار البعض، وكأنّ المطلوب التشفّي بهم». وفي المقابل، تشير إلى «إنفاق الموظفين على الدولة، من النقل وصولاً إلى الموازنات التشغيلية في المراكز». وتضيف المرشدة «يتعرّض المرشدون لظلم تاريخي كبير في مراكز الإرشاد، إذ يطلب منهم ممارسة مهامهم، والتي تقتضي الانتقال من مركز العمل إلى المدارس والثانويات على حسابهم الخاص، فلا يحصلون على بدلات نقل كأوامر مهمّة، وهم يزورون بشكل يومي تقريباً عدداً من المدارس». وفي حال الاعتراض، والمطالبة بالتعديل، يواجهون بعبارة «إذا مش عاجبك فلّ».

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقتصاد

تثبيت سعر الفائدة على القروض الأولية في الصين

Published

on

قرر البنك المركزي الصيني اليوم الاثنين تثبيت أسعار الفائدة القياسية المرتبطة بالسوق عند نفس مستوى الشهر السابق.

وأعلن المركز الوطني لتمويل “الإنتربنك”، وهي منصة إلكترونية رئيسية للسوق المالية في الصين تابعة لبنك الشعب الصيني، استمرار سعر الفائدة الأولية للقروض ذات العام الواحد عند مستوى 3% وسعر الفائدة على القروض ذات الخمس سنوات والذي تستخدمه الكثير من البنوك كأساس لتحديد فائدة التمويل العقاري عند مستوى 3.5%.

وتعكس أسعار الفائدة الأولية مستويات تكلفة التمويل بالنسبة للأسر والشركات، حيث يعني استمرار الفائدة المنخفضة تقليل الأعباء المالية على المقترضين ودعما أقوى للنشاط الاقتصادي.

ورغم تثبيت أسعار الفائدة على القروض الأولية منذ يونيو الماضي، فإن أسعار الفائدة على القروض الجديدة مازالت تتأرجح عند مستويات منخفضة.

وتظهر أحدث البيانات أن متوسط سعر الفائدة المرجح للقروض الجديدة للشركات في الصين استقر عند حوالي 3.1%، بانخفاض قدره 30 نقطة أساس عن الفترة نفسها من العام الماضي، بينما سجل سعر الفائدة على القروض العقارية الشخصية الجديدة عند حوالي 3.1%، بانخفاض قدره 3 نقاط أساس عن العام الماضي.

وكان مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي الصيني قد أكد في وقت سابق من الشهر الحالي أن الصين ستحافظ على سياسة مالية أكثر استباقية وسياسة نقدية مرنة بشكل معتدل خلال العام المقبل.

Continue Reading

اقتصاد

البيت الأبيض يكشف عن الأموال التي حصلتها الولايات المتحدة من الرسوم الجمركية

Published

on

أعلن البيت الأبيض أن الخزانة الأمريكية حصّلت 235 مليار دولار من الرسوم الجمركية منذ بداية العام الجاري.

وجاء هذا الإعلان من البيت الأبيض خلال بث مباشر بمناسبة عيد الميلاد على قناته الرسمية في “يوتيوب”، حيث عرضت قائمة بـ”انتصارات ماجا 2025” بشكل متكرر مع موسيقى “لو-فاي” في الخلفية.

وتعد قيمة إيرادات الجمارك المعلنة في البث المباشر أعلى قليلا من المبلغ الذي ذكرته إدارة ترامب سابقا.

وكانت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية قد أفادت الأسبوع الماضي بأن إيرادات الجمارك التي تم تحصيلها بين تنصيب ترامب في 20 يناير الماضي و15 ديسمبر الجاري بلغت ما يزيد قليلا عن 200 مليار دولار.

ومع ذلك، يظل المجموع أقل من التوقعات، حيث كان وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت قد توقع في يوليو الماضي الوصول إلى 300 مليار دولار بحلول نهاية العام.

وتقوم المحكمة العليا الأمريكية حاليا بمراجعة قانونية الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.

وبعد توليه منصبه، فرض ترامب رسوما جمركية على السلع من دول متعددة، متذرعا بمخاوف تتعلق بالمخدرات مثل الفنتانيل، والهجرة غير الشرعية، والعجز التجاري.

ولم يتضح بعد موعد صدور قرار المحكمة العليا، وإذا حكمت ضد ترامب، فقد يضع ذلك الاتفاقيات التجارية القائمة موضع تساؤل.

Continue Reading

اقتصاد

الصين توجه صفعة قوية للاتحاد الأوروبي

Published

on

أعلنت وزارة التجارة الصينية اليوم الاثنين اعتزامها فرض رسوم إغراق أولية تصل إلى 42.7% على وارداتها من بعض منتجات الألبان من الاتحاد الأوروبي.

ومن المقرر أن تدخل الرسوم الجديدة حيز التطبيق اعتبارا من يوم غد الثلاثاء (23 ديسمبر 2025).

وكانت الصين قد بدأت تحقيقا بشأن احتمال وجود إغراق من منتجات الألبان الأوروبية، في أعقاب تحقيقات في واردات لحم الخنزير وردا على الرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية الصينية.

وستؤثر الرسوم الصينية الجديدة بشكل أساسي على دول مثل إسبانيا وفرنسا وهولندا.

Continue Reading

exclusive

arArabic