Connect with us

اقتصاد

تبييض الأموال سيودي بما تبقّى من سمعة لبنان

Published

on

فتح لبناني حساباً لدى أحد المصارف باعتباره تاجر زيت وزيتون، وكان يودع فيه يومياً شيكاً بما يعادل 100 ألف دولار، مبرّراً مصدره بالمبيع اليومي للزيت والزيتون. الأمر نفسه حصل مع شخص آخر سوري الجنسية (شريك اللبناني) الذي يودع في المصرف نفسه المبلغ ذاته ايضاً يومياً حصيلة مبيع زيت وزيتون.

هذا الأمر أثار الشكوك واستدعى المصرف للتحرّك. فتبين أن محصول الزيت المنتج محلياً يشتريه الجيش من المزارعين والمنتجين، فبسبب استقدام الزيت السوري من الخارج نواجه كساداً. علماً ان بعض المحصول يوزع على التعاونيات وكل 90 يوماً يتقاضى تاجر الزيت والزيتون قيمة المنتوجات المباعة. وما وسّع رقعة الشبهة هو عدم وجود مبيعات يومية بهذا الحجم، فضيّق المصرف الرقابة على العميل. وصرّح أحد المدراء في البنك والذي كان يولي هذين الزبونين عناية خاصة أن المودع اشترى ماكينة من تركيا لعصير الزيتون، فأبرز فاتورة بقيمة 15 الف دولار. وبعد جولة لمراقب العمليات المالية في المصرف على تجار زيتون في الكورة والجنوب والشوف تبين له ان الماكينات المستوردة من تركيا هي فقط لفرز حبوب الزيتون وليس للعصر.

تصريح كاذب

وبذلك يكون الزبون بالتعاون مع مدير في المصرف أعطى تصريحاً كاذباً. ولدى تعاظم الشبهات، احيل الحساب الى هيئة التحقيق الخاصة التي تراقب العمليات المالية لتبييض الأموال باعتبار ان هذا الحساب يتضمن عمليات مالية مشبوهة. فبدأت تحرياتها حول الحسابات التي يملكها هذا الزبون لدى سائر البنوك . وتبين ان هذا الشخص لديه حسابات أخرى، فطلبت كشوفات حساب وتبين لهم من نموذج «إعرف عميلك» أن تلك العمليات تتكرّر في مصرف آخر وبالآلية نفسها. فحولوا الملفّ الى النيابة العامة التي بدأت تتحرى عن صاحبي الحسابين، فتبين أن أحد المودعين يودع أموالا نقدية في مصرف فيما يسلّم شيكات لأشخاص يعملون في شركات صيرفة في طرابلس سمعتها مشبوهة. وحوّلت النيابة الملف الى المحكمة، وتبين في نهاية التحقيقات ان مصدر تلك الأموال هي المخدرات، فصدر حكم بحق اللبناني وحكم عليه، فيما السوري هرب الى سوريا.

التعريف القانوني

يعرّف القانون اللبناني تبييض الأموال، كما اوضح النقيب بكل فعل يُقصد منه:

– «إخفاء المصدر الحقيقي للأموال غير المشروعة أو إعطاء تبرير كاذب لهذا المصدر بأي وسيلة كانت، مع العلم بأن الأموال موضوع الفعل غير مشروعة.

– تحويل الأموال أو نقلها، أو استبدالها أو توظيفها لشراء أموال منقولة أو غير منقولة أو للقيام بعمليات مالية (من خلال بنوك ومؤسسات مالية وشركات «صيرفة») بغرض إخفاء أو تمويه مصدرها غير المشروع أو بقصد مساعدة أي شخص متورط في ارتكاب أي من الجرائم المنصوص عنها في المادة الاولى على الإفلات من الملاحقة مع العلم بأن الأموال موضوع الفعل غير مشروعة».

بشير النقيب

إعرف عميلك

الآليات التي تعتمد في غسيل الأموال بحسب بشير النقيب خبير امتثال ومكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب، «تكون أساساً «كاش»، ثم هناك ما يسمى بالـPlacement أو الإيداع في المصرف، ثم الحوالات بعد مراحل معينة.

بالنسبة الى الـ»كاش» تتمّ مثلاً (كما يروي) من خلال بيع فلان منزله وايداع ثمنه نقداً في المصرف، مبرراً المصدر (كون المبلغ يتعدّى الـ15 ألف دولار ) بإبراز صورة عن عقد البيع. بعد فترة يودع الشخص نفسه الذي باع المنزل 25 الف دولار في حسابه متحجّجاً ببيع سيارته علماً انه لم يصرّح عند فتح الحساب أن لديه سيارة. في تلك الحالة كانت تقوم عادة المصارف في مرحلة ما قبل العام 2019، بالشكّ، وتبدأ تحرّياتها فيخضع الحساب للرقابة».

وهنا تبدأ رحلة البحث حول الإثباتات وما اذا كانت هناك عملية تبييض أموال خصوصاً عندما تتكرّر الإيداعات في البنك وبكميات كبيرة، علماً ان المصرف عند فتح اي حساب لأي زبون يسأل عن راتب الزبون ونوع عمله والعقارات التي يملكها … التزاماً بمبدأ إعرف عميلك».

مصادر الأموال المشبوهة

ما هي مصادر الاموال التي يسعى حاملوها في لبنان الى تبييضها: تجارة المخدرات لا سيما الكبتاغون والحشيشة، اموال الدعارة، تجارة السلاح، الخوات والأتوات التي يفرضها البعض في مناطق معينة، اموال فساد ناتجة عن استخدام نفوذ وفرض دفع رشاوى لا سيما في القطاع العام، اموال تأتي من الخارج في شحن الطائرات غير معروفة المصدر التشغيلي، نتاج التهريب عبر الحدود والتهرب الجمركي، اموال التهرب الضريبي وهي هائلة في لبنان مع تراجع الامتثال والجباية على نحو مخيف، امول القرض الحسن والتي مصدرها «حزب الله» وايران، تهريب وتجارة الآثار، اموال ناتجة عن سرقات وجرائم أخرى، اموال صفقات مناقصات وتوريدات مبالغ فيها في عقود لا سيما مع القطاع العام، مليارات لا افصاح حول مصادرها وهي نتاج اقتصاد غير مفصح عنه لوزارة المالية والجهات الرقابية الأخرى، وعلى منصة صيرفة اموال يجري تبييضها من دون السؤال عن مصادرها.

لبنان دولة غير متعاونة؟

لكن الإلتزام بعمليات مكافحة الأموال، لم يعد معمولاً به اليوم كما كان الوضع عليه سابقاً مع انحدار اداء القطاع المصرفي وتوسّع رقعة الإقتصاد النقدي المدولر المقدّر بنسبة 45.55% من إجمالي الناتج المحلي(10 مليارات دولار)، إذ أثارت مسألة إمكانية إدراج لبنان من منظمة العمل المالي FATF على لائحة الدول التي لديها قصور في مكافحة تبييض الأموال وهي «القائمة الرمادية» «ضجّة» او صفعة إضافية في الوسط اللبناني الأسبوع الماضي في ظلّ سعي الجهات اللبنانية لتفادي تلك الخطوة التي كان من المرتقب ان يعلن عنها في اجتماع مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا MENA FATF (اختتم أعماله نهاية الأسبوع المنصرم)، خشية انحداره في مرحلة لاحقة الى «المنطقة السوداء» المخصصة للدول العالية المخاطر. وفعلاً تمّ تأجيل نشر التقرير الى حزيران، على أمل أن يعطى للبنان فرصة لاتخاذ الإجراءات التصحيحة لمعالجة الثغرات المحدّدة ويتمّ تقديم تقرير متابعة للـMenaFatf خلال العام 2024 كما أعلنت هيئة التحقيق الخاصة (وحدة الإخبار المالي اللبناني في بيان أصدرته نهاية الأسبوع). وبذلك لا يزال لبنان رسمياً حتى الساعة على لائحة الدول المتعاونة بانتظار صدور التقرير النهائي المنتظر في حزيران.

بول مرقص

لائحة رمادية؟

وبانتظار ما سيخرج به تقرير مجموعة العمل المالي FATF، يعتبر رئيس مؤسسة JUSTICIA د. بول مرقص أن «النتيجة التي ستؤول اليها قرارات مجموعة العمل المالي ربما تكون عدم امتثال لبنان بشكل كامل في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. وبالتالي عليه اتخاذ إجراءات تبعد عنه إدراجه رسمياً على «اللائحة الرمادية».

وقال مرقص «كان لبنان على اللائحة السوداء للدول غير المتعاونة في العام 2000، لكن إصدار قانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب عام 2001 وانضمام لبنان إلى «مجموعة أغمونت» (العالمية التي تقدّم الدعم في مكافحة تبييض الأموال) عام 2003 جعله ريادياً في مكافحة تبييض الأموال إلى فترة قريبة حين تدهورت الأمور بشكل كبير».

وفي هذا السياق، يعتبر مرقص والمتخصص بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، أن «تفلت القطاع المصرفي نحو التعامل النقدي وعدم إجراء الإصلاحات المالية والنقدية المطلوبة أعاد الوضع الى الوراء في لبنان، الأمر الذي دفع منظمة العمل المالي والتي تصدر تقارير بشكل دوري، وحان موعدها في النظر الى إمكانية إدراج لبنان على «اللائحة الرمادية».

وهذا الأمر من شأنه أن يلحق بلبنان مخاطر إضافية أكان في الشأن المالي او المصرفي تضاف الى المخاطر المتعلقة بقوانين مكافحة تمويل «حزب الله» ومنظمات إرهابية على الحدود، ما يؤزّم الوضع الداخلي المأزوم اصلاً نقدياً ومصرفياً ومالياً واقتصادياً. معتبراً ان «زيادة المخاطر قد تحثّ المصارف المراسلة على اعتماد سياسة اكثر تشدّداً مع لبنان، واكثر حذراً في التعامل مع المصارف اللبنانية والحدّ من التعامل مع بعض البنوك ما يؤدي الى انسحابها تدريجياً من التعاملات. وسبق أن اعتمدت البنوك المراسلة حدّا أو اوقفت التعامل مع بعض المصارف اللبنانية، بعد بدء الأزمة والإنهيار المالي في لبنان، ولكنها لم تبلغ بعد مرحلة الـDebanking أي قطع التعامل أو إقفال الحسابات نهائياً وإنما هنالك تراجع في التعاملات الى درجات متقدمة. وما يزيد الطين بلة في إدراج لبنان على «اللائحة الرمادية» اذا حصل، صدور مذكرة توقيف دولية بحق حاكم مصرف لبنان، فتنتفي عندها مصلحة البنوك المراسلة في الإبقاء على تعاملاتها مع لبنان».

الأفعال المكوّنة للجريمة؟

إخفاء المصدر الحقيقي للأموال المشروعة وإعطاء تبرير كاذب لهذا المصدر بأي وسيلة كانت: كالتصريح بأن الأموال المبيضة هي أرباح ناتجة عن نشاط شركة معينة أو مشروع معين. وتحويل الأموال أو استبدالها لغرض إخفاء مصدرها أو تمويهه أو مساعدة شخص ضالع في ارتكاب الجرم على الإفلات من المسؤولية. وشراء أموال منقولة أو غير منقولة أو القيام بعمليات مالية مع العلم بأنها أموال غير مشروعة.

404 حالات في 2021

استناداً الى تقرير هيئة التحقيق الخاصة (وحدة الإخبارالمالي اللبنانية) الأخير تبيّن كما أوضح خبير الإمتثال ومكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب بشير النقيب لـ»نداء الوطن» والذي روى لنا القصّة المذكورة، أنه «في العام 2021 تلقّت الهيئة والتي تعتبر الأساس في نظام مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب في لبنان، 404 حالات تبييض أموال وتمويل الإرهاب، 130 منها من مصادر اجنبية و274 من مصادر محليّة.

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقتصاد

ماذا ينتظر الذهب في 2026؟

Published

on

حقق الذهب هذا العام أكبر قفزة له منذ أزمة النفط عام 1979 وارتفع بنسبة 64%، وسط زيادة الطلب على الملاذ الآمن.

ويعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل منها زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن خاصة في ظل التخوف من السياسة الأمريكية والحرب في أوكرانيا، وكذلك لزيادة الطلب من البنوك المركزية والمستثمرين، بالإضافة لكون الذهب يشكل تحوطا من التضخم وانخفاض أسعار العملات.

وأشار الاستراتيجي في بنك “أوف أمريكا” مايكل ويدمر إلى أن السبب وراء موجة الشراء الحالية للذهب هو التوقعات بتحقيق المزيد من المكاسب بالإضافة إلى التنويع في المحافظ الاستثمارية في ظل زيادة العجز المالي الأمريكي ومحاولة دعم عجز الحساب الجاري الامريكي وسياسية الدولار الضعيفة.

وتؤكد توقعات المحللين والخبراء استمرار الاتجاه التصاعدي للذهب في العام القادم 2026 مع وجود اختلاف في التوقعات لجهة حجم الارتفاع، إذ يتوقع “مورغان ستانلي” أن يصل سعر الذهب إلى 4500 دولار للأونصة بحلول منتصف 2026، بينما يرجح “جي بي مورغان” أن يكون متوسط الأسعار أعلى من 4600 في الربع الثاني وأكثر من 5000 في الربع الرابع.

أما “ميتال فوكس” من خلال تصريح المدير الإداري فيليب نيومان فتتوقع أن يصل سعر الذهب إلى 5000 دولار للأونصة، وبينت أن زيادة الدعم تنبع من المخاوف بشأن استقلالية الاحتياط الفيدرالي الأمريكي والنزاعات الجمركية والجيوسياسية.

لكن بعض الاقتصاديين كان لديهم توقعات متحفظة، حيث توقع اقتصاديو شركة “ماكواري” أن يكون مستوى الصعود أبطا بحيث ممكن أن يبلغ متوسط الأسعار 4225 دولار في العام 2026 وبالتالي تباطؤ مشتريات البنوك المركزية وتدفقات الأموال لصناديق الاستثمار المتداولة في الذهب العام المقبل.

وفي ظل هذه التوقعات أفاد بنك التسويات الدولية: “بأننا أمام ظاهرة نادرة لم تحدث منذ نصف قرن وهي أن يترافق ارتفاع الذهب مع ارتفاع الأسهم الأمر الذي يثير عدة تساؤلات حول الفترة القادمة لاسيما كون شراء الذهب هذا العام كان تحوطا ضد التصحيحات الحادة المحتملة في سوق الأسهم إلا أنه وبحسب محللين فإن الخطر لازال قائما حيث غالبا ما تجبر التصحيحات الحادة في أسواق الأسهم بيع أصول الملاذ الآمن”.

Continue Reading

اقتصاد

“بوليتيكو” تكشف تفاصيل جديدة عن العبء المالي على أوروبا في دعم أوكرانيا

Published

on

كشفت تقارير صحفية أوروبية عن تفاصيل مالية جديدة للخطة التي اتفق عليها قادة الاتحاد الأوروبي لتقديم دعم مالي ضخم لأوكرانيا بعد تعثر مصادرة الأصول الروسية المجمدة.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “بوليتيكو” فإن الاتحاد الأوروبي سيلتزم بموجب هذه الخطة بسداد فائدة سنوية تصل إلى 3 مليارات يورو من ميزانيته العامة على قرض سيتم إصداره لصالح كييف.

وأشار التقرير، الذي استند إلى مصادر رفيعة المستوى في المفوضية الأوروبية، إلى أن دافعي الضرائب في الاتحاد الأوروبي سيضطرون إلى دفع ثلاثة مليارات يورو سنويا كفائدة على القرض، الذي سيكون جزءا من خطة لزيادة الديون المشتركة لتمويل الدفاع الأوكراني.

وسيتم البدء في سداد هذه الفوائد اعتبارا من عام 2028، وسيتم سدادها من الميزانية العامة للاتحاد، والتي يتم تمويلها إلى حد كبير من مساهمات الدول الأعضاء.

وتأتي التفاصيل الجديدة يوم واحد فقط من إعلان نتائج قمة الاتحاد الأوروبي التي اختتمت أعمالها يوم الجمعة الماضي، حيث وافق القادة على توفير قرض لأوكرانيا بقيمة 90 مليار يورو، ليتم تمويله مباشرة من ميزانية الاتحاد، بعد أن فشلوا في التوصل إلى إجماع حول خطة مثيرة للجدل تشمل استخدام الأصول الروسية المجمدة كضمان أو مصدر للتمويل.

وعبرت ثلاث دول أعضاء وهي هنغاريا وسلوفاكيا والتشيك، عن معارضتها وقررت عدم المشاركة في ضمان هذا القرض. وعلق رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان على الخطة، قائلا: “لا أحد ينوي سداد هذا القرض، وبالتالي فإن الفوائد وأصل الدين سيدفعها أطفال وأحفاد من قدموه”.

وأدى الاتفاق إلى استبعاد احتمال استخدام أرباح الأصول الروسية المجمدة، والتي تقدر قيمتها بين 185 و210 مليار يورو، ضمن ما كان يسمى بـ”قرض التعويضات”. وكانت موسكو قد وصفت هذه المقترحات بأنها “منفصلة عن الواقع”، وحذرت من أن أي مصادرة للأصول “لن تمر دون رد وستكون لها عواقب وخيمة للغاية”.

من جهته، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس فكرة مصادرة الأصول بأنه عملية نهب وسطو، وحذر من أنها قد تؤدي إلى خسائر مباشرة تتعلق بالأسس الجوهرية للنظام المالي العالمي الحديث. 

Continue Reading

اقتصاد

المركزي الروسي يرفض سحب دعاويه القضائية بشأن الأصول المجمدة

Published

on

أكدت رئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نبيولينا، رفض سحب الدعاوى القضائية ضد المؤسسات الأجنبية بشأن حظر الأصول الروسية، رغم قرار الاتحاد الأوروبي بعدم مصادرتها حاليا.

وردا على سؤال حول ما إذا كان البنك المركزي الروسي ينوي سحب دعواه ضد “يوروكلير” وتليين موقفه تجاه الدعاوى ضد البنوك الأوروبية، قالت نبيولينا في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس الإدارة: “لا، لا ننوي سحب دعاوينا في الوقت الحالي”.

وأضافت رئيسة البنك المركزي أن المجلس يفكر أيضا في إمكانية الدفاع عن مصالحه في ولايات قضائية أجنبية، قائلة: “أود أن أقول إننا نفكر في إمكانية حماية المصالح أيضا في المحاكم والتحكيم الدوليين، مع التنفيذ اللاحق لقرارات هذه المحاكم في دول أخرى”. وأشارت إلى أن كيفية تنفيذ قرار المحكمة وتعويض الضرر ستتحدد بعد صدور القرار ودخوله حيز النفاذ القانوني.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع قد جمدت حوالي 300 مليار يورو من الأصول الروسية، يُحتفظ بحوالي 180 مليار يورو منها لدى المنصة البلجيكية “يوروكلير”.

ولم يتمكن قادة الاتحاد الأوروبي سابقا من الاتفاق على مصادرة هذه الأصول لصالح أوكرانيا تحت مسمى “قرض تعويضات”، وبدلا من ذلك قرروا تخصيص 90 مليار يورو لكييف على مدى العامين المقبلين من خلال آلية قرض.

وفي 12 ديسمبر الجاري، تلقت محكمة التحكيم في موسكو دعوى من البنك المركزي الروسي ضد “يوروكلير” بقيمة 18.2 تريليون روبل، يشمل هذا المبلغ الأموال المحظورة للبنك وقيمة الأوراق المالية المجمدة بالإضافة إلى الأرباح الضائعة.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد سابقا أن روسيا، في حال مصادرة أصولها من قبل أوروبا، ستتمسك بالدفاع في المحاكم وستسعى للعثور على ولاية قضائية مستقلة عن القرارات السياسية. وحذر من أن أوروبا ستتحمل ليس فقط خسائر مادية ومكانة وسمعة في حال المصادرة، بل وسيتعين عليها في النهاية رد ما سلبته.

Continue Reading

exclusive

arArabic