Connect with us

اقتصاد

منصّة صيرفة بعد سلامة… إلى أين؟

Published

on

بعد أسابيع قليلة يخرج رياض سلامة من حاكمية مصرف لبنان، ويتفرغ لمواجهة القضايا المرفوعة ضده في لبنان وعدد من الدول الأوروبية، لكن ماذا عن منصة صيرفة من بعده؟ هل تستمر على ما هي؟ وإلى متى؟

بدأت تتسرب معلومات عمن سيأتي الى الحاكمية مؤقتاً لا سيما النائب الأول وسيم منصوري، بانتظار تعيين حاكم جديد. وأن منصوري وعلى الرغم من آرائه الأكاديمية والقانونية غير الموافقة على المنصة بشكلها ومضمونها الحالي، قد لا يستطيع الا الاستمرار في تغذية تلك المنصة بدولارات كافية مرحلياً، كي لا يتفلت سعر صرف الدولار ويعود الى الارتفاع. وفي هذا السياق يمكن ذكر جملة ملاحظات كالآتي:

سلامة الفريد من نوعه

أولاً: ما من أحد يشبه رياض سلامة في طريقة ادارته النقدية (والمصرفية) التي انتهت الى نتائج كارثية. لكن ما يقوم به حالياً وبتغطية سياسية (لا سيما من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير المالية يوسف الخليل ومن ورائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ) يؤمن استقراراً في سعر الصرف عند المستويات الحالية، وبالتالي يمكن لمنصوري بدعم سياسي ايضاً القيام به نفسه مع ما يعني ذلك من تسجيل خسائر اضافية في ميزانية مصرف لبنان، واللجوء الى استخدام دولارات من الاحتياطي عند الضرورة. ولذلك لا يحتاج من يأتي بعد سلامة الا لبعض “المفتايح” التي يملكها الحاكم الحالي في سوق القطع، لا سيما العلاقات المصلحية المنسوجة مع الصرافين والمصرفيين. ويترتب على ذلك مراعاة سلامة قضائياً كما الوعد المضروب له من أولي أمر المنظومة القائمة. مقابل ذلك يبقى سلامة حاكم ظل نسبياً بانتظار تعيين حاكم جديد اذا ارادوا منه ذلك.

إستمرار “اللعبة” المكلفة

ثانياً: ليس بوسع منصوري السير منفرداً في إلغاء منصة صيرفة، وبالتالي تحمل تبعات غير محسوبة مثل انعدام افادة موظفي القطاع العام وتعويض بعض المودعين بفتات ما. فدون ذلك تداعيات قد لا يستطيع منصوري تحملها سيما وانه في الموقع نيابة عن الحاكم لفترة وجيزة نسبياً، وغير معني بتغييرات جذرية في قواعد اللعبة القائمة حالياً. خلاف ذلك هو ان يقدم منصوري على تسريع الاصلاحات وفقاً لما هو مخطط بالاتفاق مع صندوق النقد، إلا ان الظرف السياسي ليس مساعداً لذلك الآن، ولن يتوفر ذلك الظرف الا بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة يتفق اطرافها على البرنامج الاصلاحي المطلوب.

تعويل صيفي تكتيكي

ثالثاً: مع دخول الصيف وموسم الاصطياف بما يعنيه من قدوم مئات آلاف المغتربين اللبنانيين وبعض السياح العرب والأجانب، وكما على عادة كثيرين التعويل على السياحة، فان الدولارات ستتوفر نسبياً في سوق القطع بما يساعد على الاستمرار في لعبة صيرفة لعدة أشهر اضافية، ريثما ينتخب رئيس وتشكل حكومة ويعين حاكم جديد لمصرف لبنان.

رغم التربّح وقلّة الشفافية

رابعاً: أي تغيير في قواعد اللعبة القائمة بثبات منذ عدة أشهر قد يغير في المعادلة السارية المبنية على ارباح وعمولات في ظل شفافية قليلة وكثير من التربح غير المشروع. ولن يرضى “المتربحون” انتقاصاً من ارباحهم، وإلا سيمتنعون عن تيسير عمل المنصة كما حصل في عدة مرات سابقة عندما بالغ المضاربون في مضارباتهم واعلن المصرفيون والصيارفة تمنعهم عن التعاون كما يجب. فالمنصة بصيغتها الحالية ترمي الى ضخ دولارات كافية لزوم الاستقرار النسبي في سعر صرف الدولار من دون الاكتراث كثيرا بالأرباح التي يجنيها البعض بغير وجه حق، طالما ان هدف الاستقرار يتحقق ولو مؤقتاً، بانتظار الحلول النهائية والجذرية التي تحتاج الى قرارات سياسية اصلاحية جريئة.

خسائر على عاتق من؟

خامساً: بالنسبة للخسائر التي يتكبدها مصرف لبنان، فقد بدأ سلامة التمهيد جزئياً لتحميلها للدولة بنقل بعضها الى ما يسمى “صندوق تثبيت القطع” الذي اعاد سلامة احياءه وفقاً للمادة 75 من قانون النقد والتسليف. بكلام آخر، وبتغطية رسمية لا سيما من الوزير يوسف خليل، فان الخسائر على عاتق الدولة وليس مصرف لبنان بذريعة الاستناد الى البيان الوزاري الذي يذكرعبارة “الاستقرار النقدي”. وهنا لا بد من الاشارة الى الفرق بين “الاستقرار” و”التثبيت”، وهذ الفرق دفع لبنان ثمنه غالياً. إذ وفقاً لورقة حكومية الى مجلس النواب فان نحو 50% من خسائر مصرف لبنان هي للدفاع عن سعر صرف الليرة اي نحو 35 مليار دولار ذهبت عملياً من حسابات المودعين. فهل كان البيان الوزاري يقصد الصرف من اموال االمودعين؟ حتماً لا، لكن سلامة تمادى في غيّه النقدي، وارتكب ما يشبه الجريمة بحق اصحاب الودائع الدولارية. أما كيفية المساءلة والمحاسبة عن هذا الهدر العظيم فضائعة حتى الساعة بين الأطراف المعنية: اي سلامة ورعاته من المنظومة. فما من طرف يريد تحمل المسؤولية بشكل واضح، والأنكى انه رغم ذلك تستمر اللعبة وتتفاقم الخسائر.

ماذا عن الحاكم الجديد؟

سادساً: سيناريوات مختلفة متوقعة مع الحاكم الجديد. اولها يقوم على اختيار حاكم يستمر على نفس منوال سلامة. وهنا طامة كبرى اضافية قد تأتي على ما تبقى من احتياطات والابقاء على بنوك “الزومبي” على حالها سنوات طويلة، واستبعاد الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي. ولذلك نتائج لا يمكن التنبؤ بها كلها على صعيد السوء المتوقع. ثاني السيناريوات يقوم على اختيار حاكم يسعى جاداً لتوحيد اسعار الصرف، لتصبح اسعار الصرف على المنصة هي الأقرب لذلك التوحيد مع متغير واحد له علاقة بسعر دولار المودعين، لان منحه على سعر المنصة يضاعف الكتلة النقدية بالليرة ويفتح ابواب تقلبات سعر الدولار على نوافذ التضخم الاضافي. كما ان اعتماد سعر المنصة في ميزانيات المصارف سيزيد خسائر القطاع ليضمحل عن بكرة ابيه. ثالث السيناريوات، وهو الاقل ترجيحاً حتى الآن، ان يسرع الحاكم الجديد في تنفيذ الشروط الواردة في الاتفاق مع صندوق النقد وتجرع الكأس المرة او العلاج الجراحي المؤلم، على أمل الخروج من النفق بعد سنوات وسنوات من الإنكار والمماطلة.

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقتصاد

ماذا ينتظر الذهب في 2026؟

Published

on

حقق الذهب هذا العام أكبر قفزة له منذ أزمة النفط عام 1979 وارتفع بنسبة 64%، وسط زيادة الطلب على الملاذ الآمن.

ويعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل منها زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن خاصة في ظل التخوف من السياسة الأمريكية والحرب في أوكرانيا، وكذلك لزيادة الطلب من البنوك المركزية والمستثمرين، بالإضافة لكون الذهب يشكل تحوطا من التضخم وانخفاض أسعار العملات.

وأشار الاستراتيجي في بنك “أوف أمريكا” مايكل ويدمر إلى أن السبب وراء موجة الشراء الحالية للذهب هو التوقعات بتحقيق المزيد من المكاسب بالإضافة إلى التنويع في المحافظ الاستثمارية في ظل زيادة العجز المالي الأمريكي ومحاولة دعم عجز الحساب الجاري الامريكي وسياسية الدولار الضعيفة.

وتؤكد توقعات المحللين والخبراء استمرار الاتجاه التصاعدي للذهب في العام القادم 2026 مع وجود اختلاف في التوقعات لجهة حجم الارتفاع، إذ يتوقع “مورغان ستانلي” أن يصل سعر الذهب إلى 4500 دولار للأونصة بحلول منتصف 2026، بينما يرجح “جي بي مورغان” أن يكون متوسط الأسعار أعلى من 4600 في الربع الثاني وأكثر من 5000 في الربع الرابع.

أما “ميتال فوكس” من خلال تصريح المدير الإداري فيليب نيومان فتتوقع أن يصل سعر الذهب إلى 5000 دولار للأونصة، وبينت أن زيادة الدعم تنبع من المخاوف بشأن استقلالية الاحتياط الفيدرالي الأمريكي والنزاعات الجمركية والجيوسياسية.

لكن بعض الاقتصاديين كان لديهم توقعات متحفظة، حيث توقع اقتصاديو شركة “ماكواري” أن يكون مستوى الصعود أبطا بحيث ممكن أن يبلغ متوسط الأسعار 4225 دولار في العام 2026 وبالتالي تباطؤ مشتريات البنوك المركزية وتدفقات الأموال لصناديق الاستثمار المتداولة في الذهب العام المقبل.

وفي ظل هذه التوقعات أفاد بنك التسويات الدولية: “بأننا أمام ظاهرة نادرة لم تحدث منذ نصف قرن وهي أن يترافق ارتفاع الذهب مع ارتفاع الأسهم الأمر الذي يثير عدة تساؤلات حول الفترة القادمة لاسيما كون شراء الذهب هذا العام كان تحوطا ضد التصحيحات الحادة المحتملة في سوق الأسهم إلا أنه وبحسب محللين فإن الخطر لازال قائما حيث غالبا ما تجبر التصحيحات الحادة في أسواق الأسهم بيع أصول الملاذ الآمن”.

Continue Reading

اقتصاد

“بوليتيكو” تكشف تفاصيل جديدة عن العبء المالي على أوروبا في دعم أوكرانيا

Published

on

كشفت تقارير صحفية أوروبية عن تفاصيل مالية جديدة للخطة التي اتفق عليها قادة الاتحاد الأوروبي لتقديم دعم مالي ضخم لأوكرانيا بعد تعثر مصادرة الأصول الروسية المجمدة.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “بوليتيكو” فإن الاتحاد الأوروبي سيلتزم بموجب هذه الخطة بسداد فائدة سنوية تصل إلى 3 مليارات يورو من ميزانيته العامة على قرض سيتم إصداره لصالح كييف.

وأشار التقرير، الذي استند إلى مصادر رفيعة المستوى في المفوضية الأوروبية، إلى أن دافعي الضرائب في الاتحاد الأوروبي سيضطرون إلى دفع ثلاثة مليارات يورو سنويا كفائدة على القرض، الذي سيكون جزءا من خطة لزيادة الديون المشتركة لتمويل الدفاع الأوكراني.

وسيتم البدء في سداد هذه الفوائد اعتبارا من عام 2028، وسيتم سدادها من الميزانية العامة للاتحاد، والتي يتم تمويلها إلى حد كبير من مساهمات الدول الأعضاء.

وتأتي التفاصيل الجديدة يوم واحد فقط من إعلان نتائج قمة الاتحاد الأوروبي التي اختتمت أعمالها يوم الجمعة الماضي، حيث وافق القادة على توفير قرض لأوكرانيا بقيمة 90 مليار يورو، ليتم تمويله مباشرة من ميزانية الاتحاد، بعد أن فشلوا في التوصل إلى إجماع حول خطة مثيرة للجدل تشمل استخدام الأصول الروسية المجمدة كضمان أو مصدر للتمويل.

وعبرت ثلاث دول أعضاء وهي هنغاريا وسلوفاكيا والتشيك، عن معارضتها وقررت عدم المشاركة في ضمان هذا القرض. وعلق رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان على الخطة، قائلا: “لا أحد ينوي سداد هذا القرض، وبالتالي فإن الفوائد وأصل الدين سيدفعها أطفال وأحفاد من قدموه”.

وأدى الاتفاق إلى استبعاد احتمال استخدام أرباح الأصول الروسية المجمدة، والتي تقدر قيمتها بين 185 و210 مليار يورو، ضمن ما كان يسمى بـ”قرض التعويضات”. وكانت موسكو قد وصفت هذه المقترحات بأنها “منفصلة عن الواقع”، وحذرت من أن أي مصادرة للأصول “لن تمر دون رد وستكون لها عواقب وخيمة للغاية”.

من جهته، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس فكرة مصادرة الأصول بأنه عملية نهب وسطو، وحذر من أنها قد تؤدي إلى خسائر مباشرة تتعلق بالأسس الجوهرية للنظام المالي العالمي الحديث. 

Continue Reading

اقتصاد

المركزي الروسي يرفض سحب دعاويه القضائية بشأن الأصول المجمدة

Published

on

أكدت رئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نبيولينا، رفض سحب الدعاوى القضائية ضد المؤسسات الأجنبية بشأن حظر الأصول الروسية، رغم قرار الاتحاد الأوروبي بعدم مصادرتها حاليا.

وردا على سؤال حول ما إذا كان البنك المركزي الروسي ينوي سحب دعواه ضد “يوروكلير” وتليين موقفه تجاه الدعاوى ضد البنوك الأوروبية، قالت نبيولينا في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس الإدارة: “لا، لا ننوي سحب دعاوينا في الوقت الحالي”.

وأضافت رئيسة البنك المركزي أن المجلس يفكر أيضا في إمكانية الدفاع عن مصالحه في ولايات قضائية أجنبية، قائلة: “أود أن أقول إننا نفكر في إمكانية حماية المصالح أيضا في المحاكم والتحكيم الدوليين، مع التنفيذ اللاحق لقرارات هذه المحاكم في دول أخرى”. وأشارت إلى أن كيفية تنفيذ قرار المحكمة وتعويض الضرر ستتحدد بعد صدور القرار ودخوله حيز النفاذ القانوني.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع قد جمدت حوالي 300 مليار يورو من الأصول الروسية، يُحتفظ بحوالي 180 مليار يورو منها لدى المنصة البلجيكية “يوروكلير”.

ولم يتمكن قادة الاتحاد الأوروبي سابقا من الاتفاق على مصادرة هذه الأصول لصالح أوكرانيا تحت مسمى “قرض تعويضات”، وبدلا من ذلك قرروا تخصيص 90 مليار يورو لكييف على مدى العامين المقبلين من خلال آلية قرض.

وفي 12 ديسمبر الجاري، تلقت محكمة التحكيم في موسكو دعوى من البنك المركزي الروسي ضد “يوروكلير” بقيمة 18.2 تريليون روبل، يشمل هذا المبلغ الأموال المحظورة للبنك وقيمة الأوراق المالية المجمدة بالإضافة إلى الأرباح الضائعة.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد سابقا أن روسيا، في حال مصادرة أصولها من قبل أوروبا، ستتمسك بالدفاع في المحاكم وستسعى للعثور على ولاية قضائية مستقلة عن القرارات السياسية. وحذر من أن أوروبا ستتحمل ليس فقط خسائر مادية ومكانة وسمعة في حال المصادرة، بل وسيتعين عليها في النهاية رد ما سلبته.

Continue Reading

exclusive

arArabic