Connect with us

اقتصاد

«دولرة» الأماكن السياحيّة خطوة إيجابيّة تصبّ في صالح المواطن… أم لغايةٍ في نفس يعقوب!!

Published

on

يجولُ في اذهان اللبنانيين سؤال يكاد يكون موحدا لدى الجميع، وهو هل دولرة جميع القطاعات في لبنان مؤشر جيد ام دليل على مزيد من الغرق الاقتصادي؟ أو اشارة تدل على تخلّي لبنان عن سيادته المالية؟ خاصة بعد الانهيار الكامل لـ العملة الوطنية التي فقدت أكثر من 95% من قيمتها مقابل دولار السوق الموازية.

بالموازاة، بدأ لبنان يتجه نحو دولرة اقتصاده، لتتعدّى هذه الخطوة السلع المستوردة من المواد الغذائية والصناعية والاولية، وصولا الى المحروقات التي باتت رسميا تخضع للدفع بالعملة الصعبة. ليتفاقم الوضع بشكل دراماتيكي ويتجاوز الدولار حدود البضائع الأجنبية والتكلفة المترتبة على الشحن الى جانب الدولار الجمركي، الذي تمّ رفعه مؤخرا من الـ 60 ألف الى 86. والدولرة طالت المستشفيات والأدوية وقطع السيارات واقساط المدارس والأدوات المنزلية، وبعض مواد التجميل التي تصنع محليا واشتراكات المولدات والالبسة. وآخر الغيث القطاع السياحي، حيث صدر مرسوم عن وزارة السياحة اللبنانية يبين ان أسعار «الدخولية» الى مغارة جعيتا تبدّلت وباتت بالفرش.

بالمقابل، ان الحديث عن دولرة الاقتصاد الكلي، باعتباره الحل السريع الذي سينقذ البلد من مخالب الازمة التي امتدت الى جميع القطاعات الحياتية الأساسية يفتقد الى الدقة والمنطق. كما ان النتيجة ليست سحرية بالنسبة لهذه المعضلة، ما يعني ان السير في هذا الطريق هو بمثابة التنحّي العلني عن العملة المحلية. بالإشارة، الى ان هذا الاجراء في الاقتصاد اللبناني لن يوقف النزيف او يحد من التضخم، كما انه لن يعالج المشكلة الأساسية القائمة على عوامل التهريب والفساد المستشري في مؤسسات الدولة.

الحل ليس «بالدولرة» الكليّة

وفي هذا السياق، قدّر البنك الدولي الاقتصاد النقدي بالدولار في لبنان بحوالي 9.9 مليارات دولار في عام 2022، أي حوالي نصف حجم الاقتصاد اللبناني. وبالتالي أصبح يشكل عائقا كبيرا امام تحقيق التعافي الاقتصادي بسبب الازمة المستفحلة المنغمس فيها لبنان، والحلول التي تقوم بها الوزارات جميعها ترقيعية، تعتمد على ادخال الأموال الى الخزينة ولو عن طريق المواطن.

على خطٍ موازٍ، حذر البنك الدولي من تنامي التعويل على الدولار في المعاملات والتعاملات الاقتصادية، بعدما بات يقدر بنحو نصف اجمالي الناتج المحلي، ويهدد السياسة المالية ويضاعف من عمليات غسل الأموال والتهرب الضريبي.

في المحصلة، لا يزال الاقتصاد مكبّلا بحلول وهمية بعد انكماش حاد وصل الى 60% منذ بداية الازمة. وبحسب الخبراء، فان الاستقرار بدأ يظهر من خلال القطاع السياحي الذي قلّص مديونية شركات القطاع الخاص، الى جانب استمرار تدفقات تحويلات المغتربين او عن طريق السائحين العرب والأجانب. هذه التفاصيل دعمت الاستهلاك وساندت مئات عشرات العائلات اللبنانية ممن يتقاضون رواتبا واجورا بالليرة.

مرسوم من «السياحة» لتعديل

رسم الدخول الى المواقع السياحية

في هذا السياق، فوجئ اللبنانيون بقرار وزارة السياحة برفع تعرفة الدخول الى مغارة جعيتا، والرسوم أصبحت تُدفع بالدولار الأميركي، في حين ان رواتب معظم المواطنين ما زالت بالليرة ، والنصف الآخر عاطل عن العمل، وقلة تتقاضى اجورها بالفرش.

والمرسوم الذي وصلت نسخة منه لـ «الديار» يبين تعديل رسم الدخول الى مغارة جعيتا لتصبح على الشكل الآتي: الصغار ما بين عمر 5 و15 سنة التعرفة تشمل الدخول الى المغارتين العليا والسفلى، زيارة المسرح السمعي والبصري، استعمال المصعد الكهربائي ذهابا وإيابا، الصعود الى القطار ذهابا وإيابا مقابل 4$، اما «دخولية» الكبار فأصبحت بـ 8$.

وتوجهت كلوديا بسؤال الى وزير السياحة وليد نصار بالقول «كم سأدفع إذا اردت زيارة المغارة انا وعائلتي المؤلفة من 5 افراد؟ مع العلم أننا نتقاضى رواتبنا بالعملة الوطنية التي هي اقل من الحد الأدنى». وقالت لـ «الديار»: «ما هي المصلحة من هكذا قرار؟ ام ان الدولرة باتت سبيلا لسرقة الشعب، بالأمس كانت المنتجعات والمسابح واليوم المواقع السياحية، اقولها بصراحة ان الدولة تستخدم كل الوسائل المتاحة لها لقتلنا بطريقة جماعية».

وقالت السيدة الهام « ان مغارة جعيتا بالنسبة لي من أحب الأماكن التي أزورها بشكل دوري، يكفي فقط المنظر الخلاب من تلك البقعة الذي يجعلنا ننسى همومنا والأوضاع المادية المتأزمة». تابعت «اعتقد ان المسؤولين باتوا يفكرون في جيبوهم ليس أكثر، والمواطن ليس في قائمة اولوياتهم، والحضور شهريا الى هذا المعلم السياحي بات حلُماً، اعتقد انني لن اتمكن من المجيء وعائلتي في الأيام القادمة، لعدم استطاعتنا على دفع مستحقات الرسوم، فنحن 4 اشخاص».

«السياحة» توضح!

في هذا السياق، بررت مصادر وزارة السياحة لـ «الديار» أسباب اتخاذ قرار دولرة «الدخولية» الى مغارة جعيتا، معتبرة «ان الكلفة التشغيلية مرتفعة لناحية الصيانة ومصروف المحروقات بمعزل عن معاشات الموظفين». وتابعت «ان مغارة جعيتا هي من المرافق السياحية التي تحتاج إلى صيانة بشكل مستمر بسبب نظامها الإيكولوجي الدائم». واشارت الى «ان الى الحرارة داخل المغارة العليا ممنوع ان تتغير عن الـ 20درجة مئوية والسفلى 16درجة مئوية، حتى لا يتولد الخز والطحالب ويتبدل لون المغارة، كما ان المغارة السفلى تحتاج ايضا الى اعمال الصيانة بشكل دوري ومنتظم. بالإضافة إلى عدد العاملين البالغ 90 موظفاً، لذا من الطبيعي تأمين كلفتها التشغيلية من أجل الحفاظ على هيكل ومقومات المغارة الفريدة».

وختمت المصادر، «بعد صدور قرار دولرة التعرفة دخل بالأمس 950 زائراً إلى مغارة جعيتا، ولم يسجل لدينا أي حالة اعتراض على رفع بدل الدخولية، لان الناس متفهمة نظرا للوضع الاقتصادي الراهن».

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقتصاد

ماذا ينتظر الذهب في 2026؟

Published

on

حقق الذهب هذا العام أكبر قفزة له منذ أزمة النفط عام 1979 وارتفع بنسبة 64%، وسط زيادة الطلب على الملاذ الآمن.

ويعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل منها زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن خاصة في ظل التخوف من السياسة الأمريكية والحرب في أوكرانيا، وكذلك لزيادة الطلب من البنوك المركزية والمستثمرين، بالإضافة لكون الذهب يشكل تحوطا من التضخم وانخفاض أسعار العملات.

وأشار الاستراتيجي في بنك “أوف أمريكا” مايكل ويدمر إلى أن السبب وراء موجة الشراء الحالية للذهب هو التوقعات بتحقيق المزيد من المكاسب بالإضافة إلى التنويع في المحافظ الاستثمارية في ظل زيادة العجز المالي الأمريكي ومحاولة دعم عجز الحساب الجاري الامريكي وسياسية الدولار الضعيفة.

وتؤكد توقعات المحللين والخبراء استمرار الاتجاه التصاعدي للذهب في العام القادم 2026 مع وجود اختلاف في التوقعات لجهة حجم الارتفاع، إذ يتوقع “مورغان ستانلي” أن يصل سعر الذهب إلى 4500 دولار للأونصة بحلول منتصف 2026، بينما يرجح “جي بي مورغان” أن يكون متوسط الأسعار أعلى من 4600 في الربع الثاني وأكثر من 5000 في الربع الرابع.

أما “ميتال فوكس” من خلال تصريح المدير الإداري فيليب نيومان فتتوقع أن يصل سعر الذهب إلى 5000 دولار للأونصة، وبينت أن زيادة الدعم تنبع من المخاوف بشأن استقلالية الاحتياط الفيدرالي الأمريكي والنزاعات الجمركية والجيوسياسية.

لكن بعض الاقتصاديين كان لديهم توقعات متحفظة، حيث توقع اقتصاديو شركة “ماكواري” أن يكون مستوى الصعود أبطا بحيث ممكن أن يبلغ متوسط الأسعار 4225 دولار في العام 2026 وبالتالي تباطؤ مشتريات البنوك المركزية وتدفقات الأموال لصناديق الاستثمار المتداولة في الذهب العام المقبل.

وفي ظل هذه التوقعات أفاد بنك التسويات الدولية: “بأننا أمام ظاهرة نادرة لم تحدث منذ نصف قرن وهي أن يترافق ارتفاع الذهب مع ارتفاع الأسهم الأمر الذي يثير عدة تساؤلات حول الفترة القادمة لاسيما كون شراء الذهب هذا العام كان تحوطا ضد التصحيحات الحادة المحتملة في سوق الأسهم إلا أنه وبحسب محللين فإن الخطر لازال قائما حيث غالبا ما تجبر التصحيحات الحادة في أسواق الأسهم بيع أصول الملاذ الآمن”.

Continue Reading

اقتصاد

“بوليتيكو” تكشف تفاصيل جديدة عن العبء المالي على أوروبا في دعم أوكرانيا

Published

on

كشفت تقارير صحفية أوروبية عن تفاصيل مالية جديدة للخطة التي اتفق عليها قادة الاتحاد الأوروبي لتقديم دعم مالي ضخم لأوكرانيا بعد تعثر مصادرة الأصول الروسية المجمدة.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “بوليتيكو” فإن الاتحاد الأوروبي سيلتزم بموجب هذه الخطة بسداد فائدة سنوية تصل إلى 3 مليارات يورو من ميزانيته العامة على قرض سيتم إصداره لصالح كييف.

وأشار التقرير، الذي استند إلى مصادر رفيعة المستوى في المفوضية الأوروبية، إلى أن دافعي الضرائب في الاتحاد الأوروبي سيضطرون إلى دفع ثلاثة مليارات يورو سنويا كفائدة على القرض، الذي سيكون جزءا من خطة لزيادة الديون المشتركة لتمويل الدفاع الأوكراني.

وسيتم البدء في سداد هذه الفوائد اعتبارا من عام 2028، وسيتم سدادها من الميزانية العامة للاتحاد، والتي يتم تمويلها إلى حد كبير من مساهمات الدول الأعضاء.

وتأتي التفاصيل الجديدة يوم واحد فقط من إعلان نتائج قمة الاتحاد الأوروبي التي اختتمت أعمالها يوم الجمعة الماضي، حيث وافق القادة على توفير قرض لأوكرانيا بقيمة 90 مليار يورو، ليتم تمويله مباشرة من ميزانية الاتحاد، بعد أن فشلوا في التوصل إلى إجماع حول خطة مثيرة للجدل تشمل استخدام الأصول الروسية المجمدة كضمان أو مصدر للتمويل.

وعبرت ثلاث دول أعضاء وهي هنغاريا وسلوفاكيا والتشيك، عن معارضتها وقررت عدم المشاركة في ضمان هذا القرض. وعلق رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان على الخطة، قائلا: “لا أحد ينوي سداد هذا القرض، وبالتالي فإن الفوائد وأصل الدين سيدفعها أطفال وأحفاد من قدموه”.

وأدى الاتفاق إلى استبعاد احتمال استخدام أرباح الأصول الروسية المجمدة، والتي تقدر قيمتها بين 185 و210 مليار يورو، ضمن ما كان يسمى بـ”قرض التعويضات”. وكانت موسكو قد وصفت هذه المقترحات بأنها “منفصلة عن الواقع”، وحذرت من أن أي مصادرة للأصول “لن تمر دون رد وستكون لها عواقب وخيمة للغاية”.

من جهته، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس فكرة مصادرة الأصول بأنه عملية نهب وسطو، وحذر من أنها قد تؤدي إلى خسائر مباشرة تتعلق بالأسس الجوهرية للنظام المالي العالمي الحديث. 

Continue Reading

اقتصاد

المركزي الروسي يرفض سحب دعاويه القضائية بشأن الأصول المجمدة

Published

on

أكدت رئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نبيولينا، رفض سحب الدعاوى القضائية ضد المؤسسات الأجنبية بشأن حظر الأصول الروسية، رغم قرار الاتحاد الأوروبي بعدم مصادرتها حاليا.

وردا على سؤال حول ما إذا كان البنك المركزي الروسي ينوي سحب دعواه ضد “يوروكلير” وتليين موقفه تجاه الدعاوى ضد البنوك الأوروبية، قالت نبيولينا في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس الإدارة: “لا، لا ننوي سحب دعاوينا في الوقت الحالي”.

وأضافت رئيسة البنك المركزي أن المجلس يفكر أيضا في إمكانية الدفاع عن مصالحه في ولايات قضائية أجنبية، قائلة: “أود أن أقول إننا نفكر في إمكانية حماية المصالح أيضا في المحاكم والتحكيم الدوليين، مع التنفيذ اللاحق لقرارات هذه المحاكم في دول أخرى”. وأشارت إلى أن كيفية تنفيذ قرار المحكمة وتعويض الضرر ستتحدد بعد صدور القرار ودخوله حيز النفاذ القانوني.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع قد جمدت حوالي 300 مليار يورو من الأصول الروسية، يُحتفظ بحوالي 180 مليار يورو منها لدى المنصة البلجيكية “يوروكلير”.

ولم يتمكن قادة الاتحاد الأوروبي سابقا من الاتفاق على مصادرة هذه الأصول لصالح أوكرانيا تحت مسمى “قرض تعويضات”، وبدلا من ذلك قرروا تخصيص 90 مليار يورو لكييف على مدى العامين المقبلين من خلال آلية قرض.

وفي 12 ديسمبر الجاري، تلقت محكمة التحكيم في موسكو دعوى من البنك المركزي الروسي ضد “يوروكلير” بقيمة 18.2 تريليون روبل، يشمل هذا المبلغ الأموال المحظورة للبنك وقيمة الأوراق المالية المجمدة بالإضافة إلى الأرباح الضائعة.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد سابقا أن روسيا، في حال مصادرة أصولها من قبل أوروبا، ستتمسك بالدفاع في المحاكم وستسعى للعثور على ولاية قضائية مستقلة عن القرارات السياسية. وحذر من أن أوروبا ستتحمل ليس فقط خسائر مادية ومكانة وسمعة في حال المصادرة، بل وسيتعين عليها في النهاية رد ما سلبته.

Continue Reading

exclusive

arArabic