Connect with us

اجتماع

مشوار الصيد بات مكلفا ….والبدائل موجودة

Published

on

لم يترك جنون الدّولار وارتفاعه مقابل انهيار الليّرة اللينانية أثرًا، إلّا تناول كلّ شرائح المجتمع وكلّ القطاعات، بحيث أصبحت تكاليف الخروج من المنزل وممارسة الهوايات تحتاجُ الى ميزانيّة خاصة وراتب خاص.

وهذا تمامًا ما يحصل مع كل من يحبّ هواية الصّيد وممارسة الصّيد.

كأيّ سلعةٍ نشتيرها من الأسواق، ارتفعت أسعار الخرطوش وكل أغراض الصّيد، من قفازات وملابس وعدّة، لتلامس أرقامًا قاسيةً وتهدّد استمراريّة الكثير من الصّيادين بممارسة هوايتهم المفضّلة. كما وقد لوحظ في الفترة الأخيرة، توجّه بعض الصّادين إلى طرقٍ بديلةٍ عمّا كانت في السّابق.

ومنها: العودة إلى النّحاسي القديم، اعتماد إعادة التعبئة للخرطوش البلاستيكي، استبدال الخرطوش ذي الجودة العالية بجودةٍ أقلّ وأرخص سعرًا، ممّا قد يؤثر ذلك في الصّيد، استخدام البندقيّة الهوائية واستبدال الخرطوش بالـ “خردقة”. ولكلّ صيّادٍ طريقة عبّر عنها ليكمل شغفه بالطبيعة من دون أن يتوقّف عن الصيد.

يقول احد الصيادين انّ الصّيد شغفه الوحيد وهوايته التي ترويه منذ أكثر من 40 عامًا. ولأنّ الأزمة الاقتصاديّة شملت كلّ البلاد، ارتفعت أسعار المحروقات وبات “المشوار” البعيد، صعب المنال، على حدّ تعبيره. لذلك “أكتفي بحديقة منزلي فقط في المواسم، وأصطاد ما باستطاعتي اصطياده”.

ويضيف:” أمّا عن شراء الخرطوش، فحدّثي ولا حرج. لم أعد أشتريها قطعيا. لديّ القليل منها اهداني إياها حفيدي في عيد مولدي، وأحتفظ بها عند الضّرورة. أمّا الآن، فأستخدم طريقة لئلا أخسر ممارستي هواية الصّيد وحبّي للطبيعة. ألا وهي إستخدام السّم “الدّبق” الذي يلزق بالعصافير أرضًا، بمعنى آخر، أقوم بوضع السم اللاصق على الكرتون مثلًا، وأضعه عند غصن الشجرة وأنتظر العصفور أن يأتي.

الموضوع ليس كما في السّابق طبعًا، لكنّني بهذه الطريقة أستمتع بوقتي، إلى حدٍ ما”.

ولكن، هنا لا بدّ أن نشير إلى أنّ غلاء الخرطوش له مميزاته أيضًا، فمن الكلام المتداول بين الصيادين اليوم وداعمي الصيد المستدام أنّ الصيادين سيقلّ عددهم بشكلٍ واضحٍ، ممّا سيؤثر إيجابًا في الحياة الفطرية والطبيعة. بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك تأثير إيجابي بالالتزام بأعداد وأنواع الطيور التي يجب اصطيادها، والتزام الصيادين بالعدد لكل طير بحسب قانون الصيد اللبناني، وكما يقال “ربّ ضارةٍ نافعة”.

ولكن أيضًا، لا بدّ من الحديث عن مساهمة الصّيادين في تحريك العجلة الاقتصاديّة وقيامهم بعمليّة البيع والشراء التي باستطاعتها أن تفيد أو تطوّر الوضع الاقتصادي الحالي.

وفي حديثٍ خاصٍ للديار، تؤكد صاحبة محل أدوات صيد لمى المصري “أنّه وكباقي السلع، ارتفعت أسعار الخرطوش وكافّة معدّات الصيد متأثرةً بالأزمة المالية. ولكن ما أثار “دهشة” البعض، أنّ الأسعار ارتفعت بالدّولار أيضًا وليس فقط بقيمتها المحلية، بسبب الأزمة المالية العالمية وليس فقط الوضع في لبنان، وبالتالي تدنّي قيمة الدولار بالنسبة للأعوام السابقة.

وتقول:” محليًا، ارتفعت أسعار مستلزمات الصيد، نتيجة انهيار العملة المحلية مقابل الدولار. عندما كانت تباع علبة الخرطوش بـ ٥ دولار، أي ٧٥٠٠ ل.ل، كانت نسبة المبيع ممتازة. أمّا الآن فعلبة الخرطوش الواحدة باتت تقارب مليون ليرة تقريبًا. والذي يتأثر وضعه بشكلٍ كبيرٍ، ليس من يشتري علبة واحدة، التي ارتفع سعرها دولار أو دولارين بالنسبة لعام 2022، إنّما لمن أراد الصندوق بأكمله، زاد سعره حوالى الـ 20 دولارا لكلّ صندوقٍ. وهنا طبعًا تختلف أسعاره حسب ما إذا كانت المعدات محلية وطنية أم صناعة أجنبية”.

وتؤكد المصري أنّ” حرب روسيا وأوكرانيا ساهمت في ارتفاع أسعار الخرطوش بشكلٍ كبيرٍ، بسب ارتفاع تكاليف الشحن، وصعوبة وصول البضاعة إلى البلاد كالسابق (شحن البضاعة والمواد الأولية مرّتين بحدها الأقصى في العام الواحد) وهنا طبعًا صرخة المعامل الكبيرة التي لم يعد باستطاعتها تصنيع الكمية اللازمة للخرطوش والسلاح كما كانت في السّابق”.

وتضيف:” نتيجة ارتفاع الأسعار وعدم تأمين الكميات المطلوبة في السوق، ستخف كمّية المبيع. لا سيّما نتيجة الصعوبات التي يعاني منها المواطن اللبناني الذي لا يزال يتقاضى راتبه بالعملة الوطنية”.

المصري وفي حديثها تشير إلى أنّ” الزبون الذي يتقاضى راتبه بالدولار باستطاعته شراء البضاعة، وأيضًا لمن تأتيه تحويلات من الخارج. عدا ذلك، بات “مشوار الصيد مكلفًا جدًا ويحسب له حساب، ابتداءً من البنزين (٢٠ دولارا للمشوار الواحد) بالإضافة إلى المعدات من خرطوش وسلاح والبارودة التي أصبح سعرها يقارب الـ 500 دولار لذلك مشوار الصيد بات مكلفًا وهذا ما خفّض مبيعاتنا”.

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

اجتماع

كبارة وحبيب في بكركي

Published

on

زار سفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة ورئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصرف الإسكان أنطوان حبيب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي اليوم لتهنئته بالأعياد.

وبعد اللقاء، أدلى كبارة بتصريح هنأ فيه بالأعياد، آملًا في “انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور عامين على الفراغ الرئاسي”.

أما حبيب، فقال: “جئنا لتهنئة غبطة البطريرك الراعي بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة، ونتمنى أن ينتخب مجلس النواب رئيسًا للبلاد في ٩ الحالي وتأليف حكومة جديدة في القريب العاجل كي يرتاح الشعب اللبناني من الأزمات المتواصلة منذ سنتين حتى اليوم.”

وردًا على سؤال عن أمنياته في العام الجديد، أمل في “إعادة فتح شارع المصارف في بيروت، وبالتالي إعادة الحياة إلى وسط المدينة، لما يمثله هذا الشارع من أهمية حيوية للمنطقة.”

Continue Reading

اجتماع

سلسلة استقبالات لبري وتتبّع لتطورات الأوضاع

Published

on

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الاميركيّ جاسبر جيفيرز.

وحضرت السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلاميّ لرئيس المجلس علي حمدان.

وعرضوا الأوضاع الميدانية منها على ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لبنود الإتفاق.

كما استقبل بري وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو والوفد المرافق وبحثوا الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.

وتابع بري الأوضاع العامة والمستجدات السياسية، خلال لقائه السفير البابويّ في لبنان المطران باولو بورجيا، السفير بورجيا رئيس المجلس رسالة قداسة البابا فرنسيس في اليوم العالميّ الثامن والخمسين للسلام وكتابًا عن مذكراته.

Continue Reading

اجتماع

مواكبة لمتطلبات المرحلة و رياح التغيير المفصلية ، قراءة لزيارة بيك الجبل و الوفد المرافق لقصر المهاجرين التاريخية:

Published

on

في خطوة تُعدّ من أبرز المحطات على صعيد العلاقات التاريخية والسياسية في المنطقة، جاءت زيارة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين المسلمين المعروفيين ، الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، والزعيم وليد كمال جنبلاط ونجله تيمور ، برفقة وفد كبير ورفيع المستوى، إلى قصر المهاجرين التاريخي هذه الزيارة، التي تعتبر الأولى من نوعها، تحمل دلالات بالغة الأهمية وتعكس تحولات استراتيجية عميقة في مسار العلاقات السياسية والاجتماعية في المنطقة.

قصر المهاجرين ليس مجرد مكان تاريخي بل يمثل رمزاً من رموز الإرث الثقافي والسياسي لسوريا، وهو شاهد على العديد من التحولات السياسية والاجتماعية التي مرت بها البلاد و اختيار هذا المكان بالتحديد يُبرز بُعداً رمزياً في إعادة تأكيد الروابط التاريخية بين طائفة الموحدين الدروز وسوريا، ويعكس الرغبة في تعزيز الحوار والتفاهم في ظل الظروف الإقليمية الراهنة.

إن وجود شيخ عقل الطائفة والزعماء السياسيين في هذه الزيارة يعكس التمسك بجذور العلاقة العميقة التي تربط الدروز بسوريا على المستويات الدينية، الاجتماعية، والسياسية بحيث تأتي الزيارة في وقت حساس تمر فيه المنطقة بتحديات وتحولات كبيرة وبالتالي، فهي إشارة واضحة إلى نية القيادة الدرزية في تعزيز الانفتاح والحوار مع الأطراف المختلفة، مما يمهد الطريق للتعاون المستقبلي و من خلال هذه الخطوة يظهر رغبة الزعامات الدرزية في تأكيد وحدة الصف والهوية المشتركة بين أبناء الطائفة، والعمل على تعزيز الروابط الإنسانية والاجتماعية بعيداً عن الخلافات السياسية و تحمل الزيارة أبعاداً تتجاوز الإطار المحلي للطائفة، إذ إنها تأتي كخطوة تهدف إلى ترسيخ دور الطائفة الدرزية كلاعب و مكون أساسي في المعادلة الإقليمية، خاصة في ظل التحديات الراهنة.

زيارة قصر المهاجرين ليست مجرد لقاء عابر بل هي محطة محورية تؤسس لمرحلة جديدة من العمل المشترك والانفتاح في إطار التحديات والتغيرات التي تعصف بالمنطقة هي دعوة للتأمل في دور القيادات الروحية والسياسية في تعزيز الحوار، والعمل على بناء جسور التواصل بين الماضي والحاضر لتحقيق مستقبل أكثر استقراراً.

✍️نـزار بو علي
كاتب و باحث لبناني
عضو مجلس رجال الاعمال العرب
عضو مجلس سفراء البورد الاوروبي

Continue Reading

Trending