مجتمع
هذا ما ينتظر “أسواق لبنان” بعد انتخاب عون.. تفاصيل مهمّة

نشر موقع “العربي الجديد” تقريراً تحت عنوان: “أسواق لبنان تعوّل على الاستقرار السياسي بعد انتخاب الرئيس”، وجاء فيه:
تشهد الحركة التجارية في لبنان تحديات غير مسبوقة في ظل الأزمات المتتالية التي يمر بها البلد.
وبدأت الأزمة الاقتصادية منذ سنوات، ومع اندلاع حرب الإسناد في تشرين الأول 2023، تعمقت الأوضاع أكثر، ما انعكس سلبًا على العديد من القطاعات التجارية في لبنان.
ومع حلول موسم الأعياد، كانت التوقعات بتعافي السوق من خلال زيادة النشاط التجاري في فترة عيد الميلاد ورأس السنة، إلا أن الحركة التجارية كانت خجولة مقارنة بالسنوات السابقة.
وتأثرت العديد من القطاعات، مثل المطاعم والتجزئة، بشكل ملحوظ في ظل الأزمات الأمنية والاقتصادية التي مرّ بها لبنان.
ورغم التحديات الكبيرة التي واجهها هؤلاء التجار، خصوصًا بعد انفجار مرفأ بيروت والتوقفات المرتبطة بالحروب، إلا أن هناك بعض الأمل في أن يتحسن الوضع مع تحسن الظروف السياسية وانتخاب مجلس النواب أمس الخميس جوزاف عون رئيساً للجمهورية، ما قد يعيد الثقة إلى السوق المحلي.
تعويل على الاستقرار السياسي
من خلال هذه التجارب الحية، يتضح أن اللبنانيين، رغم الأزمات المستمرة، لا يزالون متمسكين بالأمل في غدٍ أفضل، ويعوّلون على الاستقرار السياسي مفتاحاً رئيسياً لانتعاش الحركة التجارية والاقتصادية في البلد.
في بيروت، حيث يتمركز العديد من التجار والمحال التجارية، يعكس جواد (اسم مستعار)، تاجر صغير في مجال الملابس والصناعة الحرفية، الوضع الصعب الذي يعيشه القطاع التجاري.
ويقول جواد في حديثه: “في السنوات الماضية، كنا نستقبل أعدادًا كبيرة من السياح والمواطنين خلال فترة الأعياد، لكن هذا العام، حتى مع وقف إطلاق النار، كانت الحركة التجارية خجولة للغاية”.
وأضاف: “لم نتمكن من الحفاظ على الأسعار نفسها بسبب المخزون المنخفض. تضررنا من كل الجوانب، سواء من الأوضاع الأمنية أو الاقتصادية”.
ورغم أن الفترات التي تلت الحرب كانت تشهد بعض الحركة النسبية خلال “الجمعة السوداء”، إلا أن معظم التجار واجهوا صعوبة في البقاء على قيد الحياة، ولا سيما في ظل زيادة تكاليف الاستيراد والاقتصاد المنهار، حسب جواد.
في هذا السياق، صرّح الأمين العام للهيئات الاقتصادية، نقولا شماس، في حديث مع “العربي الجديد”، بأن حرب الإسناد التي بدأت في 8 تشرين الأول 2023 أثرت كثيرًا في الحركة التجارية، ولا سيما أن معظم المواطنين اللبنانيين كان استهلاكهم مقتصراً على القطاعات الأساسية مثل الطعام والشراب والدواء والبنزين، لذلك توقفت معظم القطاعات الأخرى وتراجعت حركتها التجارية بشكل ملحوظ.
ومع وقف إطلاق النار، تحركت الأسواق نسبيًا في لبنان خلال “الجمعة السوداء”(Black Friday)، لكن التجار لم يستطيعوا الإبقاء على الأسعار والتنزيلات نفسها، لأن ذلك كان يعرضهم لخسائر.
ومع ذلك، لم يتمكنوا من الاستمرار، لأن المخزون نفد، وأمامهم تحديات كبيرة خلال هذه المرحلة، أهمها إعادة الإعمار، لأن جزءًا كبيرًا من المنشآت تدمر، وجزء آخر لم يتمكن الموظفون من الوصول إليه للعمل بسبب الظروف، ما استلزم إعادة ترميمه.
وأشار شماس إلى أن “وفود المغتربين لم تكن على قدر التوقعات، بسبب عدم عودة جميع الرحلات الجوية إلى لبنان من قبل شركات الطيران”.
لذلك، كانت الحركة خجولة وأقل مما كان متوقعًا. أما في أواخر عام 2024، فقد حُدِّد النشاط المجمع للقطاع التجاري الذي يشمل جميع القطاعات، وفقًا لوزن كل قطاع تجاري.
وبالتالي، كان المعدل العام للانخفاض في حركة الاستهلاك بين 70% و75% حتى نهاية شهر تشرين الثاني الماضي. هذه النسبة قد تبقى ثابتة تقريبًا، لكن بعض القطاعات شهدت تراجعًا أكبر من 70%، بينما بعض القطاعات الأخرى المعتمدة على المواد الأساسية للمواطن لم تشهد هذا التراجع الكبير. أما القطاعات التكميلية، فقد شهدت تراجعًا أكبر يصل إلى 80%.
انعكاسات انتخاب الرئيس
وأوضح أن المستهلك اللبناني في حالة من عدم اليقين، في انتظار انقضاء مهلة الـ60 يوماً لتطبيق قرار وقف إطلاق النار، حيث يفضل الاحتفاظ بـ”قرشه الأبيض ليومه الأسود”. كذلك، فإن غياب الاستقرار السياسي زاد من عدم وضوح الرؤية المستقبلية، حسب ما يقول شماس.
ويترقب اللبنانيون انعكاسات انتخاب رئيس جديد على الأسواق ومختلف القطاعات. في هذا السياق، يلفت شماس إلى أن “الاستقرار السياسي سيكون نقطة تحول؛ أولًا، سيتغير الوضع في عقلية المستهلك، حيث سيبدأ في التفكير بتفاؤل بدلًا من القلق… وعندما تكون رؤية المستهلك تفاؤلية للمستقبل القريب والمتوسط، يصبح أكثر رغبة في الاستهلاك”.
ومن ناحية التجار، فإن انتخاب رئيس الجمهورية وإعداد خطة تعافٍ واضحة، سيشجعهم على الاستثمار مجددًا، وستعود المؤسسات إلى العمل كما كانت، وفقًا لشماس. وذكر أن العديد من التجار قد أغلقوا أعمالهم في انتظار تحسن الأوضاع، بالإضافة إلى العديد من الموظفين والعمال الذين فقدوا وظائفهم بشكل كامل بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية.
وقال الأمين العام للهيئات الاقتصادية إن هناك تحديات كبيرة لعودة الحياة إلى طبيعتها: أولًا، إعمار البنى التحتية من منازل ومحال تجارية، إضافة إلى “الإعمار الاقتصادي”. أما بالنسبة إلى إعادة إعمار البنى التحتية، فإن لبنان الرسمي لا يملك القدرة على القيام بهذه الخطوة، وهنا يأتي دور الدول الخليجية التي من الضروري إعادة توطيد العلاقات بها وإعادة الثقة بين لبنان ودول الخليج، إضافة إلى ضرورة عودة القطاع المصرفي وهيكليته للمساهمة في تحريك الدورة المالية، وهنا يأتي دور المفاوضات مع البنك الدولي.
بينما التحدي الثالث يتمثل بإعادة تنشيط نمو الاقتصاد اللبناني، الذي يتوقف على خطة تعافٍ بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي بهدف بناء هذه المرحلة والوصول إلى حلول، حسب شماس الذي أكد أن التحدي الأخير يتمثل بإعادة تنشيط الاستهلاك والمستقبل في لبنان، ويبدأ من نقطة ما بعد انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة، ما يعيد الثقة في المرحلة القادمة ويشجع على الاستهلاك.
فترة الأعياد في لبنان
وتحدث نائب رئيس نقابة المطاعم والملاهي والمقاهي، خالد نزهة، لـ”العربي الجديد” عن فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، “حيث انعكست الحرب الإسرائيلية على لبنان بشكل سلبي، مؤثرة بجميع القطاعات وبعودة الحرب والأجانب، ومع وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الفائت، كان الموسم قريباً جداً من فترة الأعياد، وكان موسماً متواضعاً للغاية.
وكنا نتوقع ذلك لأن حالة الحرب كانت قاسية جداً على البلد وأثرت في العديد من المناطق، كذلك تضررت القرى والمدن في مختلف أنحاء الوطن”.
ورغم الأزمات التي تعرّض لها قطاع المطاعم في الفترة الأخيرة، أكد نزهة أنه كان حاضراً لتقديم أفضل الخدمات فور انتهاء الحرب، وخلال الأعياد، عبر تنظيم بعض الحفلات وتقديم الزينة بأسعار تناسب الجميع. ورغم تواضع الحركة، انحصرت في بعض المناطق مثل بيروت، جبيل، المتن، والبترون.
وأشار نزهة إلى نسبة الحضور من المواطنين مقارنةً بالوضع العام، ولا سيما مع انتهاء الحرب قبل فترة قصيرة من الأعياد، بالإضافة إلى “توقف الرحلات الأجنبية، وبعض الفنانين الذين توجهوا إلى الخارج”. وقال: “نشكر الله على هذه النسبة”.
وأكد نزهة أن خسائر القطاع كانت تراوح بين 50% و60% مقارنةً بالعام الماضي خلال موسم الأعياد.
وتطرق في حديثه إلى الأزمة السورية، ومدى تأثيرها بحركة الأردنيين عبر الطريق البرية، مع التعويل على الخط العربي لتحريك القطاع السياحي.
وذكّر نزهة بأن هذا القطاع يُعد الأكبر من حيث تشغيل اللبنانيين، رغم الخسائر التي تكبدها في الأزمات الأخيرة، مثل انهيار العملة الوطنية، انفجار مرفأ بيروت، وجائحة “كورونا”. ومع كل ما تقدم، أكد نزهة أن اللبنانيين محبون للحياة ومتعلقون بأرضهم رغم جميع الأزمات.
لذلك، يعكس الوضع التجاري في لبنان حالة من التحدي المستمر وسط الأزمات المتعددة التي يواجهها البلد، ورغم الأضرار الجسيمة التي خلفتها الحروب والانفجارات، لا يزال الأمل موجودًا في إمكانية تحسن.
من جانب آخر، سجّل مؤشر مديري المشتريات الرئيسي الذي يصدره بنك “لبنان والمهجر” التابع لـ”ستاندرد آند بورز” ارتفاعًا ملحوظًا في كانون الأول 2024، حيث بلغ 48.8 نقطة، ما يعكس تحسّنًا واضحًا في الأوضاع الاقتصادية اللبنانية بعد تراجع مؤشرات الإنتاج، والطلبيات الجديدة، وطلبيات التصدير في الشهر الذي قبله.
وتُظهر المؤشرات الفرعية للمؤشر تحسّنًا ملموساً، خصوصاً في مؤشر الإنتاج المستقبلي، وأشارت الشركات التي شاركت في المسح إلى توقعات إيجابية تاريخية حيال النشاط التجاري، مع توقعات بانتعاش ملحوظ في الأشهر الـ12 المقبلة، بدعم من وقف إطلاق النار في المنطقة.
مجتمع
يان صادر عن آل ناصرالدين

بقلوبٍ دامية، وعيونٍ لا تكفّ عن البكاء، ووجدانٍ ما زال يرفض التصديق، سبق ونعينا إلى الوطن، إلى الإنسان، إلى الضمير، فلذة كبدنا، ابننا الشاب المغدور سالم الذي أُرديَ برصاصةٍ غادرة اخترقت صدره النابض بالحياة، وقضت على روحه التي لم تعرف يوماً إلا الخير، والكرامة، وخدمة الناس.
لقد خُطف من بيننا شابٌ استثنائي، لم يكن كغيره، فقد جعل من وجعه جسراً يعبر عليه الفقراء نحو العلاج، ومن جيبه الملآن بالنية الطيبة صيدليةً للمرضى الذين أغلقت الأبواب في وجوههم. لم يكن يتقن فن التمييز، ولا يعترف بجدران الطوائف والمذاهب، بل كان يرى الناس بعينٍ واحدة.. عين الإنسانية.
كان يجوب القرى، القريبة والبعيدة، يوزّع الدواء، ويطبطب على أوجاع البؤساء، ويجمع التبرعات لتأمين أسرّة المستشفيات لمن لا سند لهم إلا الله. لم يكن يعمل في الظل، بل كان ضوءًا في ليل الحاجة، ورفيقًا في درب اليأس، وممرّضاً بروح ملاك.
وها هو اليوم يُقتل بدمٍ بارد، وتُنتزع من بيننا زهرةٌ في ربيعها، من دون أن نعلم بعد من اغتال هذا النور، ومن أمر بموته، أو تواطأ على إسكات صوته الذي لم يعرف إلا الدعاء والبذل.
إنّنا، نحن عائلته ناصرالدين المكلومة، نُعلن بوضوح لا لبس فيه:
نرفض رفضاً قاطعاً أن يكون دم ابننا فتنة بين قرانا، أو وقوداً لنزاعٍ لا يشبه حياته ولا رسالته. لن نسمح لأحد أن يتخذ من مصابنا منصةً للثأر أو الاستثمار أو التحريض. لقد كان ابننا صوت محبة، ولن نرضى أن يُستبدل صداه بنداء كراهية.
وفي الوقت عينه، نرفض أن تُميّع القضية، أو يُغلق الملف تحت ذرائع باطلة أو حسابات ضيقة. إنّ دم سالم أمانة في رقاب الجميع، ولن نتهاون في المطالبة بالحقيقة، ولن نقبل إلا بعدالة كاملة، لا تأخذها في الحق لومة لائم.
نُخاطب المعنيين، وأصحاب القرار، وكل من في موقع مسؤولية. لا تجربوا صبرنا. إننا نؤمن بالدولة، وبالقضاء، وبسيادة القانون، وسنقف حيث يجب أن نقف، ولكن على الدولة أن تقف أيضاً حيث يجب، وتحمي دماء أبنائنا من أن تُهدر أو تُنسى.
دم ابننا ليس تفصيلاً، ولا رقماً في سجل. إنّه حياةٌ خُطفت، وحقٌ يجب أن يُعاد. ننتظر كلمة التحقيق، ونترقّب عدالةً نأمل ان لا تتأخر، وان لا ترتجف أمام نفوذٍ أو سطوة.
ليعلم الجميع لم ولن ندفن مع سالم الحقيقة. هذا بياننا الاول وللحديث بقية.
الرحمة لروحه، والعدل لوطنٍ لا قيام له إن ضاعت فيه دماء الأبرياء.
ال ناصرالدين
القماطية
مجتمع
شركة IDM ووزارة الشؤون الاجتماعية تطلقان مبادرة “إنترنت للكلّ”

أطلقت شركة IDM، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، مبادرة “إنترنت للكلّ” لتوفير خدمات الإنترنت المنخفضة الكلفة للأشخاص ذوي الإعاقة.
انعقد الاحتفال في وزارة الشؤون الاجتماعية في بيروت يوم الثلاثاء الواقع في 10 حزيران 2025 برعاية وحضور السيدة حنين السيد وزيرة الشؤون الاجتماعية، والسيد مارون شمّاس رئيس مجلس إدارة شركة IDM ، والسيدة رنا زخّور، المديرة العامة لشركة IDM، إضافة إلى كبار الموظفين في وزارة الشؤون الاجتماعية وكوادر وممثلين عن شركة. IDM وقد حضر كذلك ممثلون عن الجمعيات الأهلية، وفعاليات اجتماعية، وحشد من الإعلاميين وممثلي وسائل الإعلام في لبنان.
في هذه المناسبة، ألقت السيدة حنين السيد، وزيرة الشؤون الاجتماعية، كلمة اعتبرت فيها أنّ الوزارة تعتمد رؤية حقوقية جديدة لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، تقوم على الانتقال من الدعم التقليدي إلى التمكين الفعلي، وإزالة كافة الحواجز التي تعيق مشاركتهم في المجتمع. وشرحت أنّ الوزارة باشرت بخطوات عديدة في هذا الاتجاه، أبرزها إعادة انتخاب الهيئة الوطنية لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، وتطوير برنامج البدل النقدي ليشمل أكثر من 20 ألف مستفيد، بالإضافة إلى تعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية، كما وضمان المشاركة السياسية. وشددت الوزيرة السيد على أهمية الإدماج الرقمي، معتبرة إيّاه ضرورة أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص. واختتمت الوزيرة كلمتها بشكر شركة IDM على هذه المبادرة المهمة، مؤكدةً استمرار التزام الوزارة ببناء لبنان أكثر عدالةً وإنصافًا وشمولاً لجميع أبنائه.
من جهته، ألقى السيد مارون شمّاس، رئيس مجلس إدارة شركة IDM ، كلمة شدّد فيها على “التزام الشركة الراسخ بتأمين إنترنت سريع وشرعي وبأسعار تنافسية لجميع المواطنين.” وشرح أنّه، “منذ بدايات الشركة في التسعينيات، كانت إتاحة الإنترنت للجميع في صلب رؤيتها ومهمّتها”. واعتبر شمّاس أنّ “الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يملكون دورًا فاعلًا في بناء الوطن، مهما كانت التحديات التي يواجهونها. كما وأنّ وصولهم الكامل إلى الإنترنت هو واجب وطني، خصوصًا في عصر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا اللذان يساعدان الأفراد على تخطّي الصعوبات.” وأوضح أنّ “الدولة لا يمكنها أن تقدّم خدمات فعليّة من دون إنترنت سريع ومتاح للجميع.” وأضاف شمّاس أنّ خدمة الانترنت السريعة عبر الألياف البصرية ليست فقط للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بل لكلّ مواطن لبناني.” واختتم كلامه بالتشديد على أنّ “توسيع هذه الخدمة لا يمكن أن يتمّ من دون تنفيذ شامل لشبكة الألياف البصرية، ولا سيما في المناطق التي ما زالت تعاني من غياب هذه البنية التحتية.” وأكّد على التزام IDM بهذه المبادرة كخطوة نحو مجتمع أكثر شمولاً وعدالة.”
تشكّل خدمة “انترنت للكلّ” الجديدة خطوة سبّاقة في لبنان، إذ إنها من اهم المبادرات التي تهدف إلى توفير خدمات الإنترنت للأشخاص ذوي الإعاقة. تشمل الخدمة الجديدة خيارات متعددة تتناسب مع احتياجات مختلف المستخدمين. كما أنّ المشتركين سيحصلون على الشهر الأول من الخدمة مجاناً، مع إجراءات التفعيل والتشغيل كاملةً دون أي تكلفة إضافية، بالإضافة إلى تقديم مودم لاسلكي مجاني، ودعم تقني متخصص على مدار الساعة وباقات اشتراك شهريّة مخفّضة.
إنّ هذا العرض الجديد متاح للأشخاص ذوي الإعاقة عبر تقديم طلب الاشتراك مرفق بنسخة عن بطاقة الإعاقة (الصالحة) الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية، مع الإشارة إلى أن صلاحية العرض تمتد حتى نهاية العام 2025. كما وستتعاون شركة IDM مع الوزارة لتنظيم حملات توعية مشتركة لتعريف الأفراد بكافة تفاصيل المبادرة وآلية الاستفادة منها. للاشتراك بهذا العرض، يمكن الاتصال بشركة IDM على الرقم 1282 أو زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بها.
نبذة عن شركة IDM: تُعد شركة IDM من أوائل مزوّدي خدمات الإنترنت في لبنان، حيث تأسست عام 1995 وأسهمت في إدخال أحدث تقنيات الاتصال الرقمي السلكي واللاسلكي إلى السوق المحلي. وقد استحصلت الشركة على كافة التراخيص اللازمة من وزارة الاتصالات، حيث تغطي خدماتها كافة الأراضي اللبنانية. وتتميّز IDM بتقديم حلول متطورة تشمل الإنترنت السريع ADSL عبر خطوط الهاتف الأرضي بسرعات تتراوح ما بين 4 و50 ميغابت/ثانية، وخدمة VDSL بسرعات تتراوح ما بين 40 و100 ميغابت/ثانية، وخدمة الألياف الضوئية FIBER بسرعات تصل إلى 300 ميغابت/ثانية في المناطق المجهزة، بالإضافة إلى حلول مخصصة للشركات والمرافق العامة. تلتزم الشركة بتقديم خدمة إنترنت موثوقة وآمنة ودعم فني متواصل على مدار الساعة لخدمة زبائنها من الشركات والأفراد.



مجتمع
بنت الأصول: حين يُجلد الجسد وتُحاكم الحياة

أ.د ماريز يونس
حين تنتهي من قراءة “بنت الأصول” لجورج معلولي، لا تخرج منها كما دخلت. فهي ليست مجرد رواية عن فتاة مجهولة النسب تُدعى ناديا، بل صدمة أدبية – اجتماعية تضع القارئ في مواجهة مرآته الأخلاقية، وتعيد طرح سؤال شديد القسوة: من نصّب المجتمع قاضياً أعلى للأخلاق، ومن منحه هذا الحق لجلد الضعفاء؟ ناديا، في سردها، ليست شخصية روائية بقدر ما هي نموذج حيّ لكل من سقط عليه عنف الوصمة، وعاش حياة كاملة يدافع فيها عن حقه في الوجود، لا لأنه اقترف ذنباً، بل لأنه وُلد خارج “الشرعية” التي قرّرها الآخرون.
يحضر بقوة في هذه الرواية مفهوم “الوصمة” كما صاغه إرفينغ غوفمان، الذي اعتبر أن المجتمع يُنتج الهويات المرفوضة عبر تصنيف الأفراد بناءً على صفات يعتبرها غير مقبولة أو مشينة، ثم يعيد إنتاج هذا الرفض اجتماعياً ونفسياً. ناديا في “بنت الأصول” تعيش هذا الجرح من لحظة إدراكها لاختلافها البيولوجي، حين وُصفت بأنها “بنت حرام”. هذه العبارة، في ظاهرها حكم أخلاقي، لكنها في جوهرها إعلان عن طرد رمزي من دائرة الانتماء، وفرض هوية مشروخة عليها طوال حياتها.
الوصمة هنا ليست سلوكًا فرديًا، بل نظام متكامل من التصورات والممارسات. المجتمع لا يعاقب ناديا لأنها سيئة، بل لأنها لا تناسب نموذج النقاء الذي يريد أن يراه في المرأة، تحديداً في جسدها، وفي نسبها، وفي صمتها. فالنظام الاجتماعي القائم على “المعايير المقبولة للهوية” ، يُخضع الفرد ويعاقبه إذا لم ينطبق عليه النموذج. وهكذا، تجد ناديا نفسها محاصرة بين نظرة المجتمع وبين حاجتها لأن تحيا ببساطة دون تفسير دائم لوجودها.
الرواية تُبرز التناقض الصارخ بين ما يُقال عن الشرف وما يُمارس باسمه. ناديا تتعرض للاستغلال، وللإقصاء من أفراد ينتمون إلى ذات المجتمع الذي يتغنى بالشرف، بينما يتغاضى عن جرائم حقيقية ترتكبها ذات السلطة الأخلاقية المزعومة. هذا ما تسميه نانسي فريزر بـ “الازدواجية المؤسساتية”، حيث يتم استخدام قيم كالكرامة والعفة لقمع فئات معينة، في حين يُعفى أصحاب النفوذ من أي محاسبة.
القسوة التي تعرضت لها ناديا، من المحيطين بها، تكشف كيف يمكن للمجتمع أن يصنع قبحه في أبسط تفاصيله اليومية. عبارة مثل “يلعن الساعة اللي جبناك من الميتم”، لا تأتي فقط من عاطفة مضطربة، بل من بنية ثقافية ترى في الطفل المُتبنّى مشروع نقص، لا مشروع إنسان. إنها الثقافة التي تشترط الولادة في حضن شرعي كي تمنح الكرامة، والتي ترى الحب المشروط أفضل من العدل المطلق.
هنا تُبين الرواية سيكولوجيا متناقضة: الأهل يحبون ناديا، لكنهم في لحظة انفعال أو حرج اجتماعي يُسقطون عليها كل عقدهم. إنها ليست فقط ضحية جهل المجتمع، بل ضحية هشاشة الحب الذي يُشترط له صك شرعي. وهنا يتجلى العنف الرمزي بمختلف صوره المباشرة وغير المباشرة، فيتتسلل عبر اللغة، والنظرة، والصمت، والاتهام الضمني.
وما يُعمّق من جمالية الرواية ويفجّر بعدها الإنساني، ليس فقط شخصية ناديا بحدّ ذاتها، بل عدسة الراوي – أمير، الذي لم يكن شقيقها في الدم، لكنه كان الشاهد الأقرب على نزيفها. هو ليس مجرد راوٍ يحكي قصتها، بل هو الذي احتضنها من الطفولة حتى الانهيار، وتحمّل موجات غضبها القاسي، ذلك الغضب الذي لم يكن موجهًا ضده شخصيًا بقدر ما كان صدى لسنوات من الشعور بالرفض والتشكيك والوحدة. أمير، بهذا المعنى، لا يروي فقط من الخارج، بل من الداخل المتشظي، من موقع المحبّ الذي أُقصي، ثم عاد، ثم أعاد تشكيل علاقته معها على أساس الفهم لا المطالبة، وعلى أساس الحنان لا المطابقة.
تشير دراسات العلاقة بين الأخوة غير البيولوجيين إلى ما يُعرف بـ”الانتماء العاطفي البديل”، وهو شكل من أشكال الارتباط الذي لا يقوم على رابطة الدم بل على الامتصاص الطويل للألم المشترك. أمير لم يكن شقيق ناديا في الهوية الوراثية، لكنه كان مستوعب جروحها، وحامل روايتها التي لم تكتبها، ولم تُفصح عنها، لأنه الوحيد الذي قرأ وراء كلماتها الجارحة، وعرف أن قسوتها لم تكن سوى شكلٍ متطرّف من الدفاع عن النفس أو ما يعرف بـ”عدوان النجاة”، حين تؤذي كي لا تُؤذى أو حين تصرخ لتمنع السقوط.
الرواية تُظهر كيف يمكن للإنسان أن يتحول إلى جلاد ذاته. ناديا في تراكُم صدماتها وفشلها العاطفي، خاصة في زواجيها، تتحول أحيانًا إلى شخصية فظة، لئيمة، هجومية، لا تميّز بين من أحبها ومن خذلها، كأنها ألغت منطقة التدرّج بين العدوّ والصديق. وهذا السلوك مألوف في في مسار الصدمات النفسية والاجتماعية، فيحدث نوعا من “التشويش العاطفي ما بعد الإقصاء”، حيث تصبح كل العلاقات مشبوهة في عين الضحية، وكل اقتراب يبدو محاولة للهيمنة، وكل محبة مشروع خيانة مؤجلة.
وأمير، على الرغم من كل هذه الانفعالات المتفجّرة، لم يتراجع. ظلّ الشقيق الذي لم تنجبه الأم، لكنه وُلد من وجع ناديا نفسه. ولأنه لم يكن يُطالبها بأي شكل من الامتنان، بل فقط بالصمود، أصبح وحده الإنسان الذي ارتاحت إليه في النهاية. كأنها أعادت ترتيب من يستحق البقاء حولها ليس على أساس النسب، بل على أساس من وقف معها وهي تسقط، ولم يغادر حين طردته بالكلمات. وهنا يتحول أمير، لا إلى راوٍ فقط، بل إلى شاهدٍ ومشاركٍ وصاحب قضية – الرواية، في النهاية، هي روايته أيضًا، لأنه اختار أن يحمل وجعها بدلًا منها، حين لم تعد تملك لغة لتشرحه.
وهذا ما يجعل من بنت الأصول عملًا مزدوج الطبقة: رواية عن معذَّبة، ورواية عن من أحبها رغم كل محاولاتها لرفض الحب. وكأن الرسالة الأعمق في النص، أن الانتماء الحقيقي لا يُصاغ بالدم، بل بالتماس الحميم مع هشاشة الآخر، والقدرة على البقاء رغم الجراح المفتوحة.
بنت الأصول، لا تحاكي الضحية فقط، بل تكشف زيف البطولة الاجتماعية. تُظهر كيف يمكن للمجتمع أن يرفع شعارات العدل على منصات الولاءات والانتماءات الطائفية، لكنه لا يملك عدالة لناديا. هذا هو التناقض الذي يُحيل القيم إلى أدوات سلطوية، والشرف إلى فخ يُنصب للضعفاء فقط.
تطرح الرواية في جوهرها سؤالًا أبعد من لبنان، وأقسى من الميتم: من يقرر من نكون؟ وهل يمكن أن ننجو بذاتنا حين تُصبح الهويات عبئًا لا نملك التخلص منه، والنجاة مشروعًا فرديًا محفوفًا بالخذلان؟ ناديا ليست فقط بطلة، بل هي مرايا ممزقة نحملها كلنا، ونخاف النظر فيها. إنها تُعرّي كل تلك اللحظات التي انحزنا فيها للعرف بدلًا من العدل، والتي صمتنا فيها أمام إهانة لأننا لم نكن نحن المستهدفين. إنها تضعنا أمام مسؤولية إعادة تعريف من نحن، وكيف نمنح القيمة، ولمن. وفي هذا، ربما، تبدأ أولى خطوات التحرر من مجتمعات نمت على جلد الضحية، وارتاحت في حضن الوصمة وبنت شرعيتها بتمجيد الجلاد.

-
Uncategorized6 months ago
“Wink Transfer” from Credit Libanais:Pioneering the future of Digital Transfers
-
مجتمع5 months ago
AXA Middle East Board of Directors’ Meeting:Joseph Nasnas appointment to the post of General Manager AXA Middle EastAXA Group reaffirms its confidence in AXA Middle East and its role in Lebanon’s economic future.
-
مجتمع4 months ago
المايسترو”: طموحي أن أكون رقم واحد في الوطن العربي في عالم الأعمال
-
قطاع عام6 months ago
لقاء لقطاع التأمين…واستذكار ايلي نسناس
-
محليات4 months ago
كلام لافت عن “القوات”.. هذا ما قاله “قبلان”
-
فن6 months ago
بعد نجاحها الباهر في التمثيل والغناء… هذه هي الجائزة التي حصلت عليها ماريلين نعمان في الموريكس دور!
-
محليات4 months ago
حفل تأبين الدكتور حسن علي يونس
-
محليات4 months ago
نائب يكشف: نادم لأنني سميت نواف سلام