Connect with us

مجتمع

سالم ناصر الدين: نموذج العطاء في سبيل الإنسانية

Published

on

تفرغ الأستاذ سالم ناصرالدين للعمل في سبيل الإنسان والإنسانية وهو ابن بلدة القماطية الواقعة في ربوع جبل لبنان. يرأس حاليا خلية الأزمة في البلدة وأمين سر جمعية انماء القماطية وممثلها لدى الحكومة. مع الإشارة إلى دوره الإداري الفاعل في مستوصف الندوة الثقافية الاجتماعية في بلدته ومركز الرعاية الصحية الأولية في بلدة كيفون.

وللعمل التطوعي لديه نظرة سامية تصفوا لتكون في طليعة الأعمال التي يسعى دائما لتعزيزها وتكريسها في مختلف المؤسسات والمهام التي يستلمها. بحيث يرى ان تنمية الحس التطوعي لدى الشباب له مآثر جمّة على مستوى تنمية المجتمع وتأسيس الشباب المتأصل في جذور بلدته ومجتمعه. بحيث استطاع على مر سنوات من الجهد والعمل مع فريق متنوع من المتطوعين تحصيل جملة من الأهداف بأقصى درجات الاحتراف والصدق والشفافية.

س: ماذا يقول سالم ناصر الدين ؟

يستهل الأستاذ سالم حديثه بالإشادة بدور جمعية إنماء القماطية الفعال على مر اكثر من ١٠ سنوات منذ تأسيسها. الجمعية التي انطلقت عند تأسيسها بمشروع لتأمين الطاقة الكهربائية وفق جودة عالية وتكلفة مدروسة تراعي حاجات أبناء البلدة دون ابتغاء اي أرباح.

ولطالما كان العنوان الأساس هو تأمين هذه الخدمة الحياتية للفئات الأكثر حاجة ضمن برامج دعم متنوعة تشمل ولا تنحصر بالتغطية الكهربائية المجانية او الشبه المجانية وفق ما تقتديه الحاجة. واللافت ايضا، المبادرة التي اطلقتها الجمعية مؤخراً لتأمين الكهرباء للعائلات الجنوبية النازحة من القرى الحدودية نتيجة الأوضاع الأمنية، لجهة إعفائهم من الرسوم الضريبية ورسم التأمين. بالاضافة إلى احتساب ٥٠ كيلوات من الاستهلاك مجانا.

ويشير في سياق حديثه، إلى وجود العديد من الأيادي البيضاء من الميسورين في البلدة والاغتراب ممن يساهمون بشكل مستدام في دعم هذه الرسالة السامية بكل حب واخلاص. وذلك يشمل ايضا السعي المستمر في خلق فرص عمل جديدة للشباب لتوفير لهم فرص اكثر نحو تحقيق تطلعاتهم وتعزيز روح الانتماء والطموح والابتكار.

س: كمسؤول في ادارة مستوصف الندوة الثقافية الاجتماعية في القماطية ما هي الأهداف التي تمكنتم من تحقيقها وكيف يتم تمويل ذلك؟

عند الحديث عن مستوصف الندوة الثقافية الاجتماعية، لا يمكن إلا ان نلحظ النقلة النوعية التي حققها المستوصف خلال الخمس سنوات الماضية.

هذه النقلة التي انجزت من خلال جهود مشتركة مع مجموعة من الزملاء وأصحاب الأيادي البيضاء. فبات المستوصف اليوم من المراكز صحية المتقدمة لجهة المعدات الطبية المتطورة والقادر الطبي والإداري الإحترافي والمتميّز. وهنا لا يمكن إلا أن نثني ونشكر جميع الطاقم العامل من أطباء ومنظمين وممرضين الذين أمنوا برسالة العطاء واستثمروا وقتهم وجهدهم في خدمة اهلهم في البلدة والجوار.

وكان أبرز تحدي واجهنا مع بداية الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى تدفق العديد من الأهالي من البلدة والجوار إلى الاستشفاء في المستوصف. وقد تمكنا بحمد الله تخطي هذا التحدي باحترافية ودقة عالية. بحيث اصبح لدينا اليوم “Polyclinic” بكامل تجهيزاتها وكادرها الإداري والوظيفي.

كما أننا نفتخر كمركز اننا من الأوائل على صعيد الخدمات الإنسانية واتباعنا لجميع الأنظمة العالمية في هذا المجال وذلك بشهادة وزارة الصحة والمراكز المجاورة وطبابة قضاء جبل لبنان. ويتشارك مستوصف الندوة الثقافية الاجتماعية مع جمعة إنماء القماطية نفس روحية العطاء. بحيث يوجد برامج دعم متنوعة للعائلات الأكثر ضعفا لجهة تقديم الخدمات الصحية اللازمة لها بشكل مجاني او شبه مجاني وفق الحاجة.

اما على مستوى الدعم والتمويل، فقد حصل المستوصف على دعم عدد من المؤسسات والجهات الرسمية والدولية والمنظمات الحكومية. أبرزها دعم السفارة اليابانية للمستوصف بتجهيزات ومعدات طبية متطورة تلبي حاجات المستفدين من المستوصف في بلدة القماطية وجواره من كافة المناطق المحيطة.

وبداية العام الحالي، تم تطوير العديد من الخدمات المتوفرة في المستوصف. كما تم تأسيس مركز مخصص لذوي الاحتياجات الخاصه. هذا المركز الذي يشمل علاج فيزيائي (حسيّ – تشغيلي) وعلاج نطق وعلم نفس ونظام غذائي وعدد من المعالجين لمواكبة المريض خلال مسيرته العلاجية حتى الشفاء. وتم إطلاق برنامج علاج مجاني او شبه مجاني لعدد من الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصه.

وفي سياق متصل سعيت بتعاون مع الدكتورة آمال بغدادي الى تأسيس جمعية “LaSperanza” والتي تعمل لدعم وتأمين المساعدة العينية (من أدوية وغيرها) والمالية لتحقيق استمرارية هذا الصرح الصحي. وهنا استغل الفرصة لأشكر الدكتور آمال على عطائها المستدام والشكر الموصول لرئيس بلدية بريشيا الإيطالية على دعمه المطلق لجهود الجمعية هناك.

أما داخل لبنان فنسعى بالتعاون مع جمعية الشابات المسيحيات لتأمين معظم الأدوية وعند تعثر الأمر نذهب باتجاه شراء الدواء ودعمه. تجدر الإشارة إلى أن الأدوية بمعظمها توزع بالمجان على العائلات الأكثر ضعفا. كما نحرص في المستوصف على مواكبة كل مريض لضمان تلقيه كافة العلاج المطلوب حتى في حالات الحاجة لدخول المستشفى او الخضوع لفحوصات او صور إشعاعية غير متوفرة لدينا. وذلك بالتعاون الدؤوب مع الجمعيات ذات الصلة والأيادي البيضاء وفق مسار متكامل من تبادل الخبرات والخدمات بشفافية تامة لما يخدم مصلحة المريض اولا.

س: ماذا بخصوص مركز كيفون الصحي؟

يشكل مركز كيفون الصحي مركزاً للرعاية الصحية الأولية، وقد تم افتتاحه أولا كمستوصف بدعم من الأستاذ محمد زكي جوهر الذي رغم تحفظه على تسميته، له الفضل والجهد الكبير في دعم وتأسيس هذا الصرح الصحي. واعتدت أن ألقّبه بزارع الورد. فاننا نحرص ان نحصد في المكان الذي زُرع فيه الورد بساتين الابتسامات ودعاء الناس كي تنتشر ليس فقط في كيفون إنما في كل قرى المنطقة.

ويضم مركز كيفون ٢٠ طبيبا يتوزعون على ١٨ اختصاصا بتكلفة رمزية لعامة الناس بالإضافة إلى برنامج دعم مخصص للعائلات الأكثر ضعفا. ونعتمد كمركز رعاية صحيه أولية على تقديم الرعاية الصحية الأولية والكشف المبكر عن لأمراض. على ان يتم تحويل الحالات التي تحتاج إلى أشعة وغيرها إلى مستوصف القماطية وفق الحاجة. ونعمل في هذا المركز تحت مواكبة وإشراف مباشر من وزارة الصحة. وتعاون مستمر مع الجمعيات المؤسسات ذات الصلة لتأمين الأدوية مجانا او شبه مجانا. وأبرز الداعمين لهذه الجهود تبقى جمعية الشابات المسيحيات.

فنحن نؤمن بالإنسان أولا واخيرا وبعيدا عن أي تصنيف إذ اننا نعمل بروح العطاء بمساعدة اهلنا بمختلف مشاربهم. بحيث نعتمد نفس الإجراءات الإدارة المعتمدة في مستوصف القماطية لجهة مواكبة مرضانا واهلنا من لحظة دخولهم لتلقى العلاج حتى الشفاء.

س: ماذا عن خلية الأزمة في بلدة القماطيه وكيف تقوم بدورها؟

ان الإستثمار الأول والفعلي هو بالإنسان وقد وضعنا كل خبرتنا في الترصد الوبائي والاستثمار في المتطوعين لكي تصل رسالتنا بشكل مباشر . أما على صعيد العمل الصحي والاجتماعي وغيره من أمور يومية فقد كان استثمارنا ايضا هو في الإنسان إذ أن عملنا كان عملا تطوعيا وجماعيا للوصول بالرسالة بشكل صحيح ومتقن .

أن خلية الأزمة اليوم لا تزال تقدم المساعدات بكل انواعها بالتعاون مع جمعيات عدة في البلدة وخارجها كما تساعد في أمور الاستشفاء بالتعاون مع الجمعيات المحلية والجمعيات التابعة للأمم المتحدة . اننا بكل تواضع من الاوائل على الصعيد الصحي والعمل الإجتماعي في كلا المستوصفين :كيفون والقماطية.

وقد استلمت خلية الأزمة في بلدة القماطية حاليا موضوع النزوح من القرى الجنوبيه اليها وهي تتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر اللبناني واطباء بلا حدود. ونسعى ان لا يكون النزوح إلى داخل بلدة القماطية او كيفون فلا إمكانية للبنى التحتية فيهما على استعاب عدد كبير من النازحين. فاقترحنا كخلية أزمة إقامة أربع مراكز إيواء خارج القريه وتم التوافق على أربع نقاط أساسية في الجوار. فضلا عن التنسيق المتواصل مع ادارة مستشفى الشحار الغربي لرفع جهوزية المستشفى لتستطيع تلبية حاجات اي نزوح محتمل في حال تفاقم الأوضاع على الحدود الجنوبية للبنان.وذلك مع الحرص على التنسيق مع معظم الجهات الدولية في الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة (IOM) ووحدة ادارة الكوارث في الصليب الأحمر (DM) بالإضافة إلى وحدة الحد من مخاطر الكوارث التابعة للاونيسكو (DRR).

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

مجتمع

يان صادر عن آل ناصرالدين

Published

on

بقلوبٍ دامية، وعيونٍ لا تكفّ عن البكاء، ووجدانٍ ما زال يرفض التصديق، سبق ونعينا إلى الوطن، إلى الإنسان، إلى الضمير، فلذة كبدنا، ابننا الشاب المغدور سالم الذي أُرديَ برصاصةٍ غادرة اخترقت صدره النابض بالحياة، وقضت على روحه التي لم تعرف يوماً إلا الخير، والكرامة، وخدمة الناس.
لقد خُطف من بيننا شابٌ استثنائي، لم يكن كغيره، فقد جعل من وجعه جسراً يعبر عليه الفقراء نحو العلاج، ومن جيبه الملآن بالنية الطيبة صيدليةً للمرضى الذين أغلقت الأبواب في وجوههم. لم يكن يتقن فن التمييز، ولا يعترف بجدران الطوائف والمذاهب، بل كان يرى الناس بعينٍ واحدة.. عين الإنسانية.
كان يجوب القرى، القريبة والبعيدة، يوزّع الدواء، ويطبطب على أوجاع البؤساء، ويجمع التبرعات لتأمين أسرّة المستشفيات لمن لا سند لهم إلا الله. لم يكن يعمل في الظل، بل كان ضوءًا في ليل الحاجة، ورفيقًا في درب اليأس، وممرّضاً بروح ملاك.
وها هو اليوم يُقتل بدمٍ بارد، وتُنتزع من بيننا زهرةٌ في ربيعها، من دون أن نعلم بعد من اغتال هذا النور، ومن أمر بموته، أو تواطأ على إسكات صوته الذي لم يعرف إلا الدعاء والبذل.

إنّنا، نحن عائلته ناصرالدين المكلومة، نُعلن بوضوح لا لبس فيه:
نرفض رفضاً قاطعاً أن يكون دم ابننا فتنة بين قرانا، أو وقوداً لنزاعٍ لا يشبه حياته ولا رسالته. لن نسمح لأحد أن يتخذ من مصابنا منصةً للثأر أو الاستثمار أو التحريض. لقد كان ابننا صوت محبة، ولن نرضى أن يُستبدل صداه بنداء كراهية.
وفي الوقت عينه، نرفض أن تُميّع القضية، أو يُغلق الملف تحت ذرائع باطلة أو حسابات ضيقة. إنّ دم سالم أمانة في رقاب الجميع، ولن نتهاون في المطالبة بالحقيقة، ولن نقبل إلا بعدالة كاملة، لا تأخذها في الحق لومة لائم.
نُخاطب المعنيين، وأصحاب القرار، وكل من في موقع مسؤولية. لا تجربوا صبرنا. إننا نؤمن بالدولة، وبالقضاء، وبسيادة القانون، وسنقف حيث يجب أن نقف، ولكن على الدولة أن تقف أيضاً حيث يجب، وتحمي دماء أبنائنا من أن تُهدر أو تُنسى.
دم ابننا ليس تفصيلاً، ولا رقماً في سجل. إنّه حياةٌ خُطفت، وحقٌ يجب أن يُعاد. ننتظر كلمة التحقيق، ونترقّب عدالةً نأمل ان لا تتأخر، وان لا ترتجف أمام نفوذٍ أو سطوة.

ليعلم الجميع لم ولن ندفن مع سالم الحقيقة. هذا بياننا الاول وللحديث بقية.

الرحمة لروحه، والعدل لوطنٍ لا قيام له إن ضاعت فيه دماء الأبرياء.

ال ناصرالدين
القماطية

Continue Reading

مجتمع

شركة IDM ووزارة الشؤون الاجتماعية تطلقان مبادرة “إنترنت للكلّ”

Published

on

أطلقت شركة IDM، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، مبادرة “إنترنت للكلّ” لتوفير خدمات الإنترنت المنخفضة الكلفة للأشخاص ذوي الإعاقة.
انعقد الاحتفال في وزارة الشؤون الاجتماعية في بيروت يوم الثلاثاء الواقع في 10 حزيران 2025 برعاية وحضور السيدة حنين السيد وزيرة الشؤون الاجتماعية، والسيد مارون شمّاس رئيس مجلس إدارة شركة IDM ، والسيدة رنا زخّور، المديرة العامة لشركة IDM، إضافة إلى كبار الموظفين في وزارة الشؤون الاجتماعية وكوادر وممثلين عن شركة. IDM وقد حضر كذلك ممثلون عن الجمعيات الأهلية، وفعاليات اجتماعية، وحشد من الإعلاميين وممثلي وسائل الإعلام في لبنان.
في هذه المناسبة، ألقت السيدة حنين السيد، وزيرة الشؤون الاجتماعية، كلمة اعتبرت فيها أنّ الوزارة تعتمد رؤية حقوقية جديدة لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، تقوم على الانتقال من الدعم التقليدي إلى التمكين الفعلي، وإزالة كافة الحواجز التي تعيق مشاركتهم في المجتمع. وشرحت أنّ الوزارة باشرت بخطوات عديدة في هذا الاتجاه، أبرزها إعادة انتخاب الهيئة الوطنية لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، وتطوير برنامج البدل النقدي ليشمل أكثر من 20 ألف مستفيد، بالإضافة إلى تعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية، كما وضمان المشاركة السياسية. وشددت الوزيرة السيد على أهمية الإدماج الرقمي، معتبرة إيّاه ضرورة أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص. واختتمت الوزيرة كلمتها بشكر شركة IDM على هذه المبادرة المهمة، مؤكدةً استمرار التزام الوزارة ببناء لبنان أكثر عدالةً وإنصافًا وشمولاً لجميع أبنائه.
من جهته، ألقى السيد مارون شمّاس، رئيس مجلس إدارة شركة IDM ، كلمة شدّد فيها على “التزام الشركة الراسخ بتأمين إنترنت سريع وشرعي وبأسعار تنافسية لجميع المواطنين.” وشرح أنّه، “منذ بدايات الشركة في التسعينيات، كانت إتاحة الإنترنت للجميع في صلب رؤيتها ومهمّتها”. واعتبر شمّاس أنّ “الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يملكون دورًا فاعلًا في بناء الوطن، مهما كانت التحديات التي يواجهونها. كما وأنّ وصولهم الكامل إلى الإنترنت هو واجب وطني، خصوصًا في عصر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا اللذان يساعدان الأفراد على تخطّي الصعوبات.” وأوضح أنّ “الدولة لا يمكنها أن تقدّم خدمات فعليّة من دون إنترنت سريع ومتاح للجميع.” وأضاف شمّاس أنّ خدمة الانترنت السريعة عبر الألياف البصرية ليست فقط للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بل لكلّ مواطن لبناني.” واختتم كلامه بالتشديد على أنّ “توسيع هذه الخدمة لا يمكن أن يتمّ من دون تنفيذ شامل لشبكة الألياف البصرية، ولا سيما في المناطق التي ما زالت تعاني من غياب هذه البنية التحتية.” وأكّد على التزام IDM بهذه المبادرة كخطوة نحو مجتمع أكثر شمولاً وعدالة.”
تشكّل خدمة “انترنت للكلّ” الجديدة خطوة سبّاقة في لبنان، إذ إنها من اهم المبادرات التي تهدف إلى توفير خدمات الإنترنت للأشخاص ذوي الإعاقة. تشمل الخدمة الجديدة خيارات متعددة تتناسب مع احتياجات مختلف المستخدمين. كما أنّ المشتركين سيحصلون على الشهر الأول من الخدمة مجاناً، مع إجراءات التفعيل والتشغيل كاملةً دون أي تكلفة إضافية، بالإضافة إلى تقديم مودم لاسلكي مجاني، ودعم تقني متخصص على مدار الساعة وباقات اشتراك شهريّة مخفّضة.
إنّ هذا العرض الجديد متاح للأشخاص ذوي الإعاقة عبر تقديم طلب الاشتراك مرفق بنسخة عن بطاقة الإعاقة (الصالحة) الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية، مع الإشارة إلى أن صلاحية العرض تمتد حتى نهاية العام 2025. كما وستتعاون شركة IDM مع الوزارة لتنظيم حملات توعية مشتركة لتعريف الأفراد بكافة تفاصيل المبادرة وآلية الاستفادة منها. للاشتراك بهذا العرض، يمكن الاتصال بشركة IDM على الرقم 1282 أو زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بها.

نبذة عن شركة IDM: تُعد شركة IDM من أوائل مزوّدي خدمات الإنترنت في لبنان، حيث تأسست عام 1995 وأسهمت في إدخال أحدث تقنيات الاتصال الرقمي السلكي واللاسلكي إلى السوق المحلي. وقد استحصلت الشركة على كافة التراخيص اللازمة من وزارة الاتصالات، حيث تغطي خدماتها كافة الأراضي اللبنانية. وتتميّز IDM بتقديم حلول متطورة تشمل الإنترنت السريع ADSL عبر خطوط الهاتف الأرضي بسرعات تتراوح ما بين 4 و50 ميغابت/ثانية، وخدمة VDSL بسرعات تتراوح ما بين 40 و100 ميغابت/ثانية، وخدمة الألياف الضوئية FIBER بسرعات تصل إلى 300 ميغابت/ثانية في المناطق المجهزة، بالإضافة إلى حلول مخصصة للشركات والمرافق العامة. تلتزم الشركة بتقديم خدمة إنترنت موثوقة وآمنة ودعم فني متواصل على مدار الساعة لخدمة زبائنها من الشركات والأفراد.

Continue Reading

مجتمع

بنت الأصول: حين يُجلد الجسد وتُحاكم الحياة

Published

on

أ.د ماريز يونس
حين تنتهي من قراءة “بنت الأصول” لجورج معلولي، لا تخرج منها كما دخلت. فهي ليست مجرد رواية عن فتاة مجهولة النسب تُدعى ناديا، بل صدمة أدبية – اجتماعية تضع القارئ في مواجهة مرآته الأخلاقية، وتعيد طرح سؤال شديد القسوة: من نصّب المجتمع قاضياً أعلى للأخلاق، ومن منحه هذا الحق لجلد الضعفاء؟ ناديا، في سردها، ليست شخصية روائية بقدر ما هي نموذج حيّ لكل من سقط عليه عنف الوصمة، وعاش حياة كاملة يدافع فيها عن حقه في الوجود، لا لأنه اقترف ذنباً، بل لأنه وُلد خارج “الشرعية” التي قرّرها الآخرون.
يحضر بقوة في هذه الرواية مفهوم “الوصمة” كما صاغه إرفينغ غوفمان، الذي اعتبر أن المجتمع يُنتج الهويات المرفوضة عبر تصنيف الأفراد بناءً على صفات يعتبرها غير مقبولة أو مشينة، ثم يعيد إنتاج هذا الرفض اجتماعياً ونفسياً. ناديا في “بنت الأصول” تعيش هذا الجرح من لحظة إدراكها لاختلافها البيولوجي، حين وُصفت بأنها “بنت حرام”. هذه العبارة، في ظاهرها حكم أخلاقي، لكنها في جوهرها إعلان عن طرد رمزي من دائرة الانتماء، وفرض هوية مشروخة عليها طوال حياتها.
الوصمة هنا ليست سلوكًا فرديًا، بل نظام متكامل من التصورات والممارسات. المجتمع لا يعاقب ناديا لأنها سيئة، بل لأنها لا تناسب نموذج النقاء الذي يريد أن يراه في المرأة، تحديداً في جسدها، وفي نسبها، وفي صمتها. فالنظام الاجتماعي القائم على “المعايير المقبولة للهوية” ، يُخضع الفرد ويعاقبه إذا لم ينطبق عليه النموذج. وهكذا، تجد ناديا نفسها محاصرة بين نظرة المجتمع وبين حاجتها لأن تحيا ببساطة دون تفسير دائم لوجودها.
الرواية تُبرز التناقض الصارخ بين ما يُقال عن الشرف وما يُمارس باسمه. ناديا تتعرض للاستغلال، وللإقصاء من أفراد ينتمون إلى ذات المجتمع الذي يتغنى بالشرف، بينما يتغاضى عن جرائم حقيقية ترتكبها ذات السلطة الأخلاقية المزعومة. هذا ما تسميه نانسي فريزر بـ “الازدواجية المؤسساتية”، حيث يتم استخدام قيم كالكرامة والعفة لقمع فئات معينة، في حين يُعفى أصحاب النفوذ من أي محاسبة.
القسوة التي تعرضت لها ناديا، من المحيطين بها، تكشف كيف يمكن للمجتمع أن يصنع قبحه في أبسط تفاصيله اليومية. عبارة مثل “يلعن الساعة اللي جبناك من الميتم”، لا تأتي فقط من عاطفة مضطربة، بل من بنية ثقافية ترى في الطفل المُتبنّى مشروع نقص، لا مشروع إنسان. إنها الثقافة التي تشترط الولادة في حضن شرعي كي تمنح الكرامة، والتي ترى الحب المشروط أفضل من العدل المطلق.
هنا تُبين الرواية سيكولوجيا متناقضة: الأهل يحبون ناديا، لكنهم في لحظة انفعال أو حرج اجتماعي يُسقطون عليها كل عقدهم. إنها ليست فقط ضحية جهل المجتمع، بل ضحية هشاشة الحب الذي يُشترط له صك شرعي. وهنا يتجلى العنف الرمزي بمختلف صوره المباشرة وغير المباشرة، فيتتسلل عبر اللغة، والنظرة، والصمت، والاتهام الضمني.
وما يُعمّق من جمالية الرواية ويفجّر بعدها الإنساني، ليس فقط شخصية ناديا بحدّ ذاتها، بل عدسة الراوي – أمير، الذي لم يكن شقيقها في الدم، لكنه كان الشاهد الأقرب على نزيفها. هو ليس مجرد راوٍ يحكي قصتها، بل هو الذي احتضنها من الطفولة حتى الانهيار، وتحمّل موجات غضبها القاسي، ذلك الغضب الذي لم يكن موجهًا ضده شخصيًا بقدر ما كان صدى لسنوات من الشعور بالرفض والتشكيك والوحدة. أمير، بهذا المعنى، لا يروي فقط من الخارج، بل من الداخل المتشظي، من موقع المحبّ الذي أُقصي، ثم عاد، ثم أعاد تشكيل علاقته معها على أساس الفهم لا المطالبة، وعلى أساس الحنان لا المطابقة.
تشير دراسات العلاقة بين الأخوة غير البيولوجيين إلى ما يُعرف بـ”الانتماء العاطفي البديل”، وهو شكل من أشكال الارتباط الذي لا يقوم على رابطة الدم بل على الامتصاص الطويل للألم المشترك. أمير لم يكن شقيق ناديا في الهوية الوراثية، لكنه كان مستوعب جروحها، وحامل روايتها التي لم تكتبها، ولم تُفصح عنها، لأنه الوحيد الذي قرأ وراء كلماتها الجارحة، وعرف أن قسوتها لم تكن سوى شكلٍ متطرّف من الدفاع عن النفس أو ما يعرف بـ”عدوان النجاة”، حين تؤذي كي لا تُؤذى أو حين تصرخ لتمنع السقوط.
الرواية تُظهر كيف يمكن للإنسان أن يتحول إلى جلاد ذاته. ناديا في تراكُم صدماتها وفشلها العاطفي، خاصة في زواجيها، تتحول أحيانًا إلى شخصية فظة، لئيمة، هجومية، لا تميّز بين من أحبها ومن خذلها، كأنها ألغت منطقة التدرّج بين العدوّ والصديق. وهذا السلوك مألوف في في مسار الصدمات النفسية والاجتماعية، فيحدث نوعا من “التشويش العاطفي ما بعد الإقصاء”، حيث تصبح كل العلاقات مشبوهة في عين الضحية، وكل اقتراب يبدو محاولة للهيمنة، وكل محبة مشروع خيانة مؤجلة.
وأمير، على الرغم من كل هذه الانفعالات المتفجّرة، لم يتراجع. ظلّ الشقيق الذي لم تنجبه الأم، لكنه وُلد من وجع ناديا نفسه. ولأنه لم يكن يُطالبها بأي شكل من الامتنان، بل فقط بالصمود، أصبح وحده الإنسان الذي ارتاحت إليه في النهاية. كأنها أعادت ترتيب من يستحق البقاء حولها ليس على أساس النسب، بل على أساس من وقف معها وهي تسقط، ولم يغادر حين طردته بالكلمات. وهنا يتحول أمير، لا إلى راوٍ فقط، بل إلى شاهدٍ ومشاركٍ وصاحب قضية – الرواية، في النهاية، هي روايته أيضًا، لأنه اختار أن يحمل وجعها بدلًا منها، حين لم تعد تملك لغة لتشرحه.
وهذا ما يجعل من بنت الأصول عملًا مزدوج الطبقة: رواية عن معذَّبة، ورواية عن من أحبها رغم كل محاولاتها لرفض الحب. وكأن الرسالة الأعمق في النص، أن الانتماء الحقيقي لا يُصاغ بالدم، بل بالتماس الحميم مع هشاشة الآخر، والقدرة على البقاء رغم الجراح المفتوحة.
بنت الأصول، لا تحاكي الضحية فقط، بل تكشف زيف البطولة الاجتماعية. تُظهر كيف يمكن للمجتمع أن يرفع شعارات العدل على منصات الولاءات والانتماءات الطائفية، لكنه لا يملك عدالة لناديا. هذا هو التناقض الذي يُحيل القيم إلى أدوات سلطوية، والشرف إلى فخ يُنصب للضعفاء فقط.
تطرح الرواية في جوهرها سؤالًا أبعد من لبنان، وأقسى من الميتم: من يقرر من نكون؟ وهل يمكن أن ننجو بذاتنا حين تُصبح الهويات عبئًا لا نملك التخلص منه، والنجاة مشروعًا فرديًا محفوفًا بالخذلان؟ ناديا ليست فقط بطلة، بل هي مرايا ممزقة نحملها كلنا، ونخاف النظر فيها. إنها تُعرّي كل تلك اللحظات التي انحزنا فيها للعرف بدلًا من العدل، والتي صمتنا فيها أمام إهانة لأننا لم نكن نحن المستهدفين. إنها تضعنا أمام مسؤولية إعادة تعريف من نحن، وكيف نمنح القيمة، ولمن. وفي هذا، ربما، تبدأ أولى خطوات التحرر من مجتمعات نمت على جلد الضحية، وارتاحت في حضن الوصمة وبنت شرعيتها بتمجيد الجلاد.

Continue Reading

Trending