Connect with us

اجتماع

وعي لتحديات البيئة

Published

on

هنالك وعي عالمي واضح لتحديات البيئة المؤثرة مباشرة على صحة الانسان ونوعية الحياة. الوعي في تزايد مستمر بسبب الواقع، أي الحر والحرائق والجفاف، وبالتالي هنالك قلق من انحدار نوعية العيش مع الوقت ومن ارتفاع تكلفة المعالجات. تحديات البيئة معقدة لأنها تطال كل القطاعات وترتكز على وعي المسؤولين والحكومات وخاصة على تجاوب المواطن في الحفاظ عليها. في الدول الصناعية حيث التلوث كبير، هنالك أيضا وعي مرتفع لتحديات البيئة بحيث يتجاوب المواطن مع متطلبات الحفاظ على ما تبقى منها أو حتى اصلاح ما يمكن.
في الدول النامية والناشئة، التلوث يكون عموما أقل لكن الوعي ما زال غير كاف وبالتالي خطورة التلوث كبيرة. هنالك مؤتمرات دولية مهمة عقدت وتعقد لحماية البيئة، والتقدم واضح وان لم يكن كافيا. من الضروري عقد مؤتمرات بيئية اقليمية خاصة في عالمنا العربي وفي أفريقيا حيث الوعي مطلوب لمخاطر التلوث وضرورة التصحيح والمعالجة. المطلوب أيضا عقد مؤتمرات بيئية قطاعية خاصة للصناعات التي تلوث بدرجات مختلفة حيث معالجة تلوثها تتطلب وجود تقنيات غير متوافرة محليا.
تحديات البيئة لا تقل أهمية عن المشاكل السياسية حيث التكلفة الاجتماعية كبيرة ومعالجتها صعبة. تأخرت المعالجات البيئية كثيرا بسبب الكورونا التي قلبت معايير التنمية رأساً على عقب. خلال الثلاث سنوات السابقة، تحقق تردي عالمي لمؤشرات الفقر والنمو والغذاء والتعليم والأمن وغيرها. تم تركيز الموارد المالية والبشرية العالمية على محاربة الكورونا وهذا جيد وكان ناجحا، الا أن المشاكل الأخرى لم تختفِ. جاءت الحرب الأوكرانية لتعمق المشاكل الاقتصادية أي تضخم وارتفاع للفوائد أثرت سلبا على الاستثمارات والتكلفة الاستهلاكية. نضيف اليهما تزامن شح المياه مع الزيادات السكانية مما أثر سلبا على معايير التنمية والاستقرار العالميين. كانت كل تلك التحديات كبيرة وحولت الاهتمام اليها مما سبب اهمالا للمشاكل البيئية.
تعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من تحديات المناخ والبيئة مما يؤثر سلبا على نموها النوعي. هنالك مشاكل مياه جدية تظهر أهمها في الصراع القائم بين مصر والسودان من جهة وأثيوبيا من جهة أخرى. هنالك مشاكل أخرى لا تقتصر على الجفاف والفيضانات والأمراض المنتشرة، بل ناتجة عن طبيعة الطقس المختلف بين حار ناري وبرد قارس يؤخر نمو المنطقة سنويا بين 1 و 2%. ما هي السياسات التي يمكن اعتمادها للمواجهة؟
أولا: يجب على كل دول المنطقة تخفيف الانبعاث الفحمي الملوث للهواء والمياه والرافع للحرارة كما القاتل للصحة، وهذا ممكن عبر اجراءات تقنية وادارية أصبحت معروفة عالميا. تحاول دول المنطقة الاستثمار في الصناعات دون اعتماد أحدث الوسائل المتوافرة بسبب التكلفة. هنا لا بد من التمييز بين دول مجلس التعاون الخليجي وبقية دول المنطقة بسبب القدرات المالية والانفتاح أكثر على التطورات العلمية العالمية.
ثانيا: يجب اختيار الاستثمارات العامة ذات القيمة المضافة المرتفعة خاصة في المياه والري لرفع انتاجية الزراعة، كما في البحث والارشاد في العلوم المؤثرة على الوعي البيئي وفي مقدمها الصحية والحياتية.
ثالثا: جميع الدراسات البيئية تشير الى ضرورة تغيير عادات الأكل حفاظا على البيئة. ترتكز هذه الارشادات على التخفيف من أكل اللحوم الحيوانية والتوجه نحو السلع الأخرى الأقل ضررا للبيئة وللكائنات الحية الأخرى كما لاستمرارية الحياة العامة. تشير دراسات أخرى الى ضرورة تغيير طرق الزراعة وجعلها طبيعية أكثر أي لا تعتمد على الأدوية والأسمدة العادية كما هو الحال اليوم. طرق الانتاج الحالية تعتمد على السرعة وزيادة الانتاج دون النظر دائما الى نوعية السلع المنتجة وتأثيرها على الصحة.
رابعا: ترشيد استهلاك الطعام بحيث يخف التبذير ويتم تدوير ما نرميه من طعام وغيره مما يؤثر ايجابا على البيئة والمناخ. هنالك ضرورة لترشيد استهلاك المياه للري خاصة وعدم حرق الغابات أو استعمال الأشجار للتدفئة حتى في الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها. التكلفة المستقبلية ستكون مرتفعة جدا اذا أحرقنا الغابات وقطعنا الأشجار وهذا في غاية الأهمية. هنالك ضرورة أيضا لرفع انتاجية الزراعة في المنطقة وعالميا بحيث ننتج سلعا نوعية أكثر من أراض مساحتها أقل. هنالك وسائل «خضراء» مع مواد وأدوية وأسمدة «خضراء» تسمح بالوصول الى النتائج الفضلى.
يبقى التحدي الأكبر لمشكلتي البيئة والصحة هو توافر المياه النظيفة العذبة الضرورية للانسان والأرض والحياة. تشير احصائيات البنك الدولي الى أن هنالك فقط 58% من سكان أفريقيا يحصلون على مياه الشرب السليمة. عالميا مليارا شخص لا يحصلون على مياه عذبة صالحة للشرب. هنالك 3,6 مليار شخص يعيشون مع مياه ملوثة وشبكات صرف غير صالحة. النوعية السيئة للمياه بكافة استعمالاتها مسؤولة عن 70 الى 80% من الأمراض في أفريقيا أي تلك المؤثرة على نمو الانسان الصحي كما الذهني. هنالك ضرورة عالمية لتحسين ادارة المياه عبر مؤسسات فاعلة واستثمارات كافية في الشبكات المائية والصحية المختلفة.
توافر كميات كافية من المياه أساسي للبيئة. عرض المياه محدود والطلب كبير وبالتالي التخزين في السدود أساسي. يكمن تحدي المياه الأكبر في المدن حيث يعيش 55% من سكان العالم وحيث من المتوقع أن ترتفع النسبة الى 68% في سنة 2050 تبعا للأمم المتحدة. لذا فالاستثمارات المقدرة لمواجهة الطلب تصل الى 6,7 ألف مليار دولار حتى سنة 2030 والى 22,6 ألف مليار دولار حتى 2050. من أين تأتي الأموال؟ من القطاعين العام والخاص اذ لا يمكن للموازنات العامة وحدها مواجهة الطلب. وضع تعريفات مدروسة أساسي كي يهتم القطاع الخاص بالاستثمار في القطاع. لا بد من تعزيز قدرات التدوير بحيث لا تهدر المياه دون استعمالات كافية. تدوير المياه ومعالجتها بأفضل التقنيات ضروري لكافة الاستعمالات ولا بديل عنها.

اجتماع

كبارة وحبيب في بكركي

Published

on

زار سفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة ورئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصرف الإسكان أنطوان حبيب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي اليوم لتهنئته بالأعياد.

وبعد اللقاء، أدلى كبارة بتصريح هنأ فيه بالأعياد، آملًا في “انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور عامين على الفراغ الرئاسي”.

أما حبيب، فقال: “جئنا لتهنئة غبطة البطريرك الراعي بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة، ونتمنى أن ينتخب مجلس النواب رئيسًا للبلاد في ٩ الحالي وتأليف حكومة جديدة في القريب العاجل كي يرتاح الشعب اللبناني من الأزمات المتواصلة منذ سنتين حتى اليوم.”

وردًا على سؤال عن أمنياته في العام الجديد، أمل في “إعادة فتح شارع المصارف في بيروت، وبالتالي إعادة الحياة إلى وسط المدينة، لما يمثله هذا الشارع من أهمية حيوية للمنطقة.”

Continue Reading

اجتماع

سلسلة استقبالات لبري وتتبّع لتطورات الأوضاع

Published

on

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الاميركيّ جاسبر جيفيرز.

وحضرت السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلاميّ لرئيس المجلس علي حمدان.

وعرضوا الأوضاع الميدانية منها على ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لبنود الإتفاق.

كما استقبل بري وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو والوفد المرافق وبحثوا الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.

وتابع بري الأوضاع العامة والمستجدات السياسية، خلال لقائه السفير البابويّ في لبنان المطران باولو بورجيا، السفير بورجيا رئيس المجلس رسالة قداسة البابا فرنسيس في اليوم العالميّ الثامن والخمسين للسلام وكتابًا عن مذكراته.

Continue Reading

اجتماع

مواكبة لمتطلبات المرحلة و رياح التغيير المفصلية ، قراءة لزيارة بيك الجبل و الوفد المرافق لقصر المهاجرين التاريخية:

Published

on

في خطوة تُعدّ من أبرز المحطات على صعيد العلاقات التاريخية والسياسية في المنطقة، جاءت زيارة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين المسلمين المعروفيين ، الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، والزعيم وليد كمال جنبلاط ونجله تيمور ، برفقة وفد كبير ورفيع المستوى، إلى قصر المهاجرين التاريخي هذه الزيارة، التي تعتبر الأولى من نوعها، تحمل دلالات بالغة الأهمية وتعكس تحولات استراتيجية عميقة في مسار العلاقات السياسية والاجتماعية في المنطقة.

قصر المهاجرين ليس مجرد مكان تاريخي بل يمثل رمزاً من رموز الإرث الثقافي والسياسي لسوريا، وهو شاهد على العديد من التحولات السياسية والاجتماعية التي مرت بها البلاد و اختيار هذا المكان بالتحديد يُبرز بُعداً رمزياً في إعادة تأكيد الروابط التاريخية بين طائفة الموحدين الدروز وسوريا، ويعكس الرغبة في تعزيز الحوار والتفاهم في ظل الظروف الإقليمية الراهنة.

إن وجود شيخ عقل الطائفة والزعماء السياسيين في هذه الزيارة يعكس التمسك بجذور العلاقة العميقة التي تربط الدروز بسوريا على المستويات الدينية، الاجتماعية، والسياسية بحيث تأتي الزيارة في وقت حساس تمر فيه المنطقة بتحديات وتحولات كبيرة وبالتالي، فهي إشارة واضحة إلى نية القيادة الدرزية في تعزيز الانفتاح والحوار مع الأطراف المختلفة، مما يمهد الطريق للتعاون المستقبلي و من خلال هذه الخطوة يظهر رغبة الزعامات الدرزية في تأكيد وحدة الصف والهوية المشتركة بين أبناء الطائفة، والعمل على تعزيز الروابط الإنسانية والاجتماعية بعيداً عن الخلافات السياسية و تحمل الزيارة أبعاداً تتجاوز الإطار المحلي للطائفة، إذ إنها تأتي كخطوة تهدف إلى ترسيخ دور الطائفة الدرزية كلاعب و مكون أساسي في المعادلة الإقليمية، خاصة في ظل التحديات الراهنة.

زيارة قصر المهاجرين ليست مجرد لقاء عابر بل هي محطة محورية تؤسس لمرحلة جديدة من العمل المشترك والانفتاح في إطار التحديات والتغيرات التي تعصف بالمنطقة هي دعوة للتأمل في دور القيادات الروحية والسياسية في تعزيز الحوار، والعمل على بناء جسور التواصل بين الماضي والحاضر لتحقيق مستقبل أكثر استقراراً.

✍️نـزار بو علي
كاتب و باحث لبناني
عضو مجلس رجال الاعمال العرب
عضو مجلس سفراء البورد الاوروبي

Continue Reading

Trending