مجتمع
علي محمود العبد الله: الصحافة اللبنانية ستتخطى الأزمة

أقام رئيس مجموعة أماكو ورئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله إفطارا في صيدا على شرف أهل الصحافة والإعلام تقدمهم ممثّل نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، الأستاذ أحمد الغربي، وممثل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، الأستاذ مصطفى حجازي بالإضافة إلى ممثلي الصحف اللبنانية وإعلاميين من المحطات التلفزيونية وممثلي المواقع الإخبارية. ورحّب العبد الله بالإعلاميين فقال كلمة سلّط فيها الضوء على التحديات التي تواجه الصحافيين والإعلاميين في لبنان، وقال إن الصحافة في لبنان تعيش واحدة من أدقّ وأخطر المراحل التي مرّت في تاريخها، وربما منذ العام 1858 تاريخ إصدار “حديقة الأخبار” أول صحيفة لبنانية على يد جبرائيل الخوري. وقال: “كأنه لم يكف الصحافة اللبنانية موجة إغلاق الصحف المؤلمة ودخول وسائل التواصل الاجتماعي منافسا، حتى أتى الانهيار الاقتصادي وانفجار مرفأ بيروت وقبلهما اغتيال رجال الصحافة، ليرمي ملحا فوق الجرح المفتوح. وبات الصحافيون في لبنان يكتبون بحبر دمائهم وأوجاعهم”. وأكد العبد الله أن الصحافة اللبنانية ستتخطى التحديات الراهنة، تماما كما تخطت غيرها من التحديات عبر التاريخ، وأنها قادرة على تخطي الأزمة استنادا إلى القوة التي تتمتع بها.
وبعد الإفطار شارك الضيوف في زيارة إلى صيدا حيث شاهدوا بعض معالمها، وتعرّفوا على النشاطات المُقامة بمناسبة شهر رمضان المبارك.
وتحدث حجازي ، فقال: “يسرنا في بلدية صيدا أن نرحب بكم في هذا الإفطار الرمضاني ناقلا إليكم تحيات رئيس البلدية المهندس محمد السعودي والمجلس البلدي ومثمنا جهودكم في حمل رسالة الإعلام وتسليط الضوء على قضايا الوطن والمواطن في شتى المجالات. وأنتهز هذه الفرصة لاشكركم على تلبية هذه الدعوة. كما أشكر الأستاذ علي العبدالله رئيس مجموعة أماكو ورئيس تجمع رجال الأعمال اللبناني الصيني في لبنان، الذي أقام هذه الإفطار وجمعنا بهذه الوجوه الطيبة في الايام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وهي أيام خير وبركة. صيدا التاريخ وعبق الحضارات لأكثر من 6000 عام. صيدا المدينة القديمة، صيدا الزاخرة بتراثها. صيدا التي لا تشبه غيرها وتكاد تكون المدينة الوحيدة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، التي لا تزال معيوشة من أهلها وسكانها يعيشون يومياتهم، ويقيمون ويعملون فيها بين جنبات وجدران معالمها التراثية والتاريخية. “صيدا مدينة رمضانية” هو شعار رفعته بلديتها بالتنسيق والتشاور والتعاون مع فاعلياتها وهيئات المجتمع المدني وقطاعاتها مختلفة”.
وأضاف: “صيدا في شهر رمضان المبارك لها نكهة خاصة. نكهة متميزة فعلا جعلتها تتصدر المدن اللبنانية في إبراز عادات وتقاليد توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، وهو ما إستقطب إليها الآلاف من الزوار والوفود. وهنا وعلى سبيل المثال أكتفي بالإشارة إلى أن زوار المدينة القديمة ليلا الذين توافدوا إليها من كافة المناطق ومن الوفود السياحية أيضا بلغ نحو 30 ألف زائر خلال ثلاثة أيام فقط (خميس وجمعة وسبت). وهذا يعني أن المدينة كانت تستقطب يوميا في أيام آخر الأسبوع نحو 10 ألاف زائر في كل ليلة للمشاركة في فعاليات وبرامج وأنشطة صيدا مدينة رمضانية. ويكفينا فخرا أننا نجحنا في أن نكون فريقا واحدا وخلية نحل كبلدية وهيئات مجتمع مدني وفاعليات لكي يكون شهر رمضان المبارك فرصة هامة لتسليط الضوء على عادات وتقاليد الشهر الفضيل. وأيضا فرصة هامة للتعرف على صيدا الغنية بمعالمها التراثية والتاريخة. والأهم من ذلك كله هو تحريك العجلة الإقتصادية وتوفير فرص عمل و مدخول هام لأهلنا وللمقيمين في صيدا القديمة، ويمتد ذلك ليشمل المدينة كلها ولا سيما مع شمول الأنشطة الرمضانية السوق التجاري وأحياء رئيسية فيها. لن أطيل على حضرتكم، ويسرنا أن نستضيفكم مع صاحب الدعوة بعد الإفطار في جولة على فعاليات صيدا مدينة رمضانية، لتلمسوا بأنفسكم ما سبق وذكرناه ، وتشاهدوا الفرحة والبسمة على وجوه المشاركين في هذه الفاعلي”.
كلمة العبد الله
وقال العبد الله في كلمته: “يأتي لقاءنا اليوم مباشرة بعد عيد الفصح والقيامة، الذي نتمنى أن تحلّ بركته على لبنان الذي يحتاج أيضا لصلواتنا وأدعيتنا وتضرعاتنا إلى الله سبحانه وتعالى، وعسى أن تكون قيامة وطننا من أوجاعه وأزماته قريبة”.
وأضاف: “لم تولد صحيفة عربية إلا وكان للبنانيين يد فيها، وهي إما كانت تنشأ على يد لبنانيين أو كان اللبنانيون يساهمون ويدعمون صدورها. وصحف مصر والسعودية والكويت وغيرها، تشهد على الابداع الصحافي اللبناني. وهذا ليس أمرا مفاجأ إذ سبق للصحافة اللبنانية أن وصلت إلى أوروبا وتركيا قبل ذلك بكثير، فالكونت رشيد الدحداح أصدر جريدة “برجيس باريس” في العام 1858 وأحمد فارس الشدياق أصدر “جريدة الجوائب” عام 1860 في إسطنبول. لكن هذا التقدم والانتشار للصحافة اللبنانية لم يكن من دون ثمن، فقد حوربت الصحافة اللبنانية، وطاردت السلطات أصحاب الرأي منهم. ودفع الصحافيون دمهم فداءا لحرية الإعلام وساهموا في استقلال لبنان. وساحة الشهداء لا زالت شاهدة على الدماء التي قدمتها الصحافة في لبنان، حيث عُلّقت المشانق للصحافيين الأحرار. وبعد أيام نحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة وعيد شهداء الصحافة، وهذا يذكرنا من جديد بأن قدر الصحافي في لبنان هو الدفاع عن الحرية وبذل أغلى ما يملك في معركة غير متكافئة مع أعداء الحرية”.
وتابع قائلا: “وهذا يذكرنا أيضا بالتحديات التي تواجهها الصحافة اليوم في لبنان، وكأن الانهيار الاقتصادي لا يكفي الصحافيين. ويهمني هنا التوقف عن مخاطر الملاحقة الجزائية المتعلقة بقضايا الرأي، خصوصا وأن حرية الرأي مكفولة في الدستور. ولا داع للتأكيد على أن حرية الرأي هي حق جوهري تستند إليه المجتمعات الساعية لترسيخ الديمقراطية الحقيقية. وأنا أدعو إلى إعادة النظر بالمنظومة القانونية الجزائية، لنصل إلى يوم لا يجرّم فيه التعبير ويتم إلغاء كافة الأصول الجزائية لاسيما منها التوقيف الاحتياطي والحبس والاستعاضة عنها بعقوبات متناسبة. وغنيّ عن القول، وأنتم الصحافة وتعرفون أصولها، أن الاعلام الحر يصنع الرأي العام استنادا الى المصداقية والحرية المسؤولة والالتزام بالمعايير المهنية وقواعد السلوك المهني”.
وأضاف: “هذه مناسبة لإعادة التأكيد على أن حرية الصحافة هي جوهر وجود لبنان المتنوّع ثقافيا واجتماعيا، وهي لا تعيش من دون حرية وقانون تماما مثل لبنان الذي لا يستطيع أن يعيش من دون حرية وقانون يضمن الحريات العامة والحرية الصحافية. يا أهل الإعلام نحن نفهم وجعكم جيدا، خصوصا في القطاع الصناعي، فإذا كانت الصحافة مهنة المتاعب، فإن الصناعة مهنة الصبر والانتظار. وقد يفاجئكم ما سأقوله، لكن الصناعة تشبه الصحافة إلى حد كبير، فالصحافي اللبناني وسّع حدود لبنان إلى كل الدنيا من خلال مواقفه المشرّفة عبر التاريخ ولعب دورا عظيما، إذ نشر الوعي والحقائق وأسّس لظهور الصحافة في كل العالم العربي. كذلك، صدّر الصناعي اللبناني إلى العالم منتجات شرّفت لبنان وساهمت في بناء سمعة ناصعة كالثلج، حتى بات المنتج اللبناني اسما على مسمّى. نحن يا أهل الإعلام شركاء في بناء الوطن، وفي تقدم شعبنا. منذ أيام التقينا في حفل إفطار مع شركائنا من الشركات المحلية والأجنبية في صيدا وقلت هنا في هذا المكان إن الصناعة هي باب من أبواب الحرية للشعوب، فمن يصنع يستحق حريته، ومن يتحرر يستطيع أن يفكر، ومن يفكر يُبدع ومن يُبدع يمنح مجتمعه أسباب القوة والمناعة والاستقلال والسيادة الحقيقية، فلا استقلال ولا سيادة للأوطان من دون صناعة وتصدير وتراكم معرفي. ونحن كصناعيين، نتطلع إلى ترسيخ ورفع مستوى العلاقة معكم، لأننا نحمل ذات الرسالة، رسالة الحرية والنمو والتقدم”.
وختم قائلا: “بينما يواجه وطننا أسوأ أزمة في تاريخه الحديث، أعتقد أن الصحافة الحرة تماما كالصناعي الناجح تستطيع أن تساهم مجددا في خروجنا من الأزمة الرهيبة التي نعيشها. نحن كصناعيين وكتجمّع لرجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني ننظر إليكم وإلى دوركم وثباتكم وصمودكم تماما كما ننظر إلى صمود القطاع الصناعي في لبنان، أنتم تشرّفون لبنان وأملنا كبير بكم وبمستقبل أفضل للصحافة وللصناعة معا. أتشكركم على دعمكم وعلى العلاقة الناجحة التي تجمعنا، وعلى تلبيتكم دعوتنا المتواضعة، وأتوجه بالتحية إلى كل صحافية وصحافي في لبنان. وبينما نحن على بعد أيام من عيد الفطر المبارك، أتوجه إليكم وإلى عائلاتكم وزملائكم بأطيب التمنيات، أعادها الله عليكم وعلى وطننا بالخير والتوفيق”.
وتم عرض فيلم يلخص مبادرة مجموعة أماكو، التي أطلقتها في أخطر مراحل إنتشار وباء كورونا، إيمانا منها بمسؤوليتها الإجتماعية والوطنية.
تمثلت المبادرة بتوزيع مجاني لأجهزة الأكسجين على المرجعيات والجمعيات من أقصى شمال لبنان إلى أقصى جنوبه، للمساهمة في انقاذ أرواح المرضى. وسنشاهد الآن الفيلم معا.





مجتمع
يان صادر عن آل ناصرالدين

بقلوبٍ دامية، وعيونٍ لا تكفّ عن البكاء، ووجدانٍ ما زال يرفض التصديق، سبق ونعينا إلى الوطن، إلى الإنسان، إلى الضمير، فلذة كبدنا، ابننا الشاب المغدور سالم الذي أُرديَ برصاصةٍ غادرة اخترقت صدره النابض بالحياة، وقضت على روحه التي لم تعرف يوماً إلا الخير، والكرامة، وخدمة الناس.
لقد خُطف من بيننا شابٌ استثنائي، لم يكن كغيره، فقد جعل من وجعه جسراً يعبر عليه الفقراء نحو العلاج، ومن جيبه الملآن بالنية الطيبة صيدليةً للمرضى الذين أغلقت الأبواب في وجوههم. لم يكن يتقن فن التمييز، ولا يعترف بجدران الطوائف والمذاهب، بل كان يرى الناس بعينٍ واحدة.. عين الإنسانية.
كان يجوب القرى، القريبة والبعيدة، يوزّع الدواء، ويطبطب على أوجاع البؤساء، ويجمع التبرعات لتأمين أسرّة المستشفيات لمن لا سند لهم إلا الله. لم يكن يعمل في الظل، بل كان ضوءًا في ليل الحاجة، ورفيقًا في درب اليأس، وممرّضاً بروح ملاك.
وها هو اليوم يُقتل بدمٍ بارد، وتُنتزع من بيننا زهرةٌ في ربيعها، من دون أن نعلم بعد من اغتال هذا النور، ومن أمر بموته، أو تواطأ على إسكات صوته الذي لم يعرف إلا الدعاء والبذل.
إنّنا، نحن عائلته ناصرالدين المكلومة، نُعلن بوضوح لا لبس فيه:
نرفض رفضاً قاطعاً أن يكون دم ابننا فتنة بين قرانا، أو وقوداً لنزاعٍ لا يشبه حياته ولا رسالته. لن نسمح لأحد أن يتخذ من مصابنا منصةً للثأر أو الاستثمار أو التحريض. لقد كان ابننا صوت محبة، ولن نرضى أن يُستبدل صداه بنداء كراهية.
وفي الوقت عينه، نرفض أن تُميّع القضية، أو يُغلق الملف تحت ذرائع باطلة أو حسابات ضيقة. إنّ دم سالم أمانة في رقاب الجميع، ولن نتهاون في المطالبة بالحقيقة، ولن نقبل إلا بعدالة كاملة، لا تأخذها في الحق لومة لائم.
نُخاطب المعنيين، وأصحاب القرار، وكل من في موقع مسؤولية. لا تجربوا صبرنا. إننا نؤمن بالدولة، وبالقضاء، وبسيادة القانون، وسنقف حيث يجب أن نقف، ولكن على الدولة أن تقف أيضاً حيث يجب، وتحمي دماء أبنائنا من أن تُهدر أو تُنسى.
دم ابننا ليس تفصيلاً، ولا رقماً في سجل. إنّه حياةٌ خُطفت، وحقٌ يجب أن يُعاد. ننتظر كلمة التحقيق، ونترقّب عدالةً نأمل ان لا تتأخر، وان لا ترتجف أمام نفوذٍ أو سطوة.
ليعلم الجميع لم ولن ندفن مع سالم الحقيقة. هذا بياننا الاول وللحديث بقية.
الرحمة لروحه، والعدل لوطنٍ لا قيام له إن ضاعت فيه دماء الأبرياء.
ال ناصرالدين
القماطية
مجتمع
شركة IDM ووزارة الشؤون الاجتماعية تطلقان مبادرة “إنترنت للكلّ”

أطلقت شركة IDM، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، مبادرة “إنترنت للكلّ” لتوفير خدمات الإنترنت المنخفضة الكلفة للأشخاص ذوي الإعاقة.
انعقد الاحتفال في وزارة الشؤون الاجتماعية في بيروت يوم الثلاثاء الواقع في 10 حزيران 2025 برعاية وحضور السيدة حنين السيد وزيرة الشؤون الاجتماعية، والسيد مارون شمّاس رئيس مجلس إدارة شركة IDM ، والسيدة رنا زخّور، المديرة العامة لشركة IDM، إضافة إلى كبار الموظفين في وزارة الشؤون الاجتماعية وكوادر وممثلين عن شركة. IDM وقد حضر كذلك ممثلون عن الجمعيات الأهلية، وفعاليات اجتماعية، وحشد من الإعلاميين وممثلي وسائل الإعلام في لبنان.
في هذه المناسبة، ألقت السيدة حنين السيد، وزيرة الشؤون الاجتماعية، كلمة اعتبرت فيها أنّ الوزارة تعتمد رؤية حقوقية جديدة لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، تقوم على الانتقال من الدعم التقليدي إلى التمكين الفعلي، وإزالة كافة الحواجز التي تعيق مشاركتهم في المجتمع. وشرحت أنّ الوزارة باشرت بخطوات عديدة في هذا الاتجاه، أبرزها إعادة انتخاب الهيئة الوطنية لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، وتطوير برنامج البدل النقدي ليشمل أكثر من 20 ألف مستفيد، بالإضافة إلى تعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية، كما وضمان المشاركة السياسية. وشددت الوزيرة السيد على أهمية الإدماج الرقمي، معتبرة إيّاه ضرورة أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص. واختتمت الوزيرة كلمتها بشكر شركة IDM على هذه المبادرة المهمة، مؤكدةً استمرار التزام الوزارة ببناء لبنان أكثر عدالةً وإنصافًا وشمولاً لجميع أبنائه.
من جهته، ألقى السيد مارون شمّاس، رئيس مجلس إدارة شركة IDM ، كلمة شدّد فيها على “التزام الشركة الراسخ بتأمين إنترنت سريع وشرعي وبأسعار تنافسية لجميع المواطنين.” وشرح أنّه، “منذ بدايات الشركة في التسعينيات، كانت إتاحة الإنترنت للجميع في صلب رؤيتها ومهمّتها”. واعتبر شمّاس أنّ “الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يملكون دورًا فاعلًا في بناء الوطن، مهما كانت التحديات التي يواجهونها. كما وأنّ وصولهم الكامل إلى الإنترنت هو واجب وطني، خصوصًا في عصر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا اللذان يساعدان الأفراد على تخطّي الصعوبات.” وأوضح أنّ “الدولة لا يمكنها أن تقدّم خدمات فعليّة من دون إنترنت سريع ومتاح للجميع.” وأضاف شمّاس أنّ خدمة الانترنت السريعة عبر الألياف البصرية ليست فقط للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بل لكلّ مواطن لبناني.” واختتم كلامه بالتشديد على أنّ “توسيع هذه الخدمة لا يمكن أن يتمّ من دون تنفيذ شامل لشبكة الألياف البصرية، ولا سيما في المناطق التي ما زالت تعاني من غياب هذه البنية التحتية.” وأكّد على التزام IDM بهذه المبادرة كخطوة نحو مجتمع أكثر شمولاً وعدالة.”
تشكّل خدمة “انترنت للكلّ” الجديدة خطوة سبّاقة في لبنان، إذ إنها من اهم المبادرات التي تهدف إلى توفير خدمات الإنترنت للأشخاص ذوي الإعاقة. تشمل الخدمة الجديدة خيارات متعددة تتناسب مع احتياجات مختلف المستخدمين. كما أنّ المشتركين سيحصلون على الشهر الأول من الخدمة مجاناً، مع إجراءات التفعيل والتشغيل كاملةً دون أي تكلفة إضافية، بالإضافة إلى تقديم مودم لاسلكي مجاني، ودعم تقني متخصص على مدار الساعة وباقات اشتراك شهريّة مخفّضة.
إنّ هذا العرض الجديد متاح للأشخاص ذوي الإعاقة عبر تقديم طلب الاشتراك مرفق بنسخة عن بطاقة الإعاقة (الصالحة) الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية، مع الإشارة إلى أن صلاحية العرض تمتد حتى نهاية العام 2025. كما وستتعاون شركة IDM مع الوزارة لتنظيم حملات توعية مشتركة لتعريف الأفراد بكافة تفاصيل المبادرة وآلية الاستفادة منها. للاشتراك بهذا العرض، يمكن الاتصال بشركة IDM على الرقم 1282 أو زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بها.
نبذة عن شركة IDM: تُعد شركة IDM من أوائل مزوّدي خدمات الإنترنت في لبنان، حيث تأسست عام 1995 وأسهمت في إدخال أحدث تقنيات الاتصال الرقمي السلكي واللاسلكي إلى السوق المحلي. وقد استحصلت الشركة على كافة التراخيص اللازمة من وزارة الاتصالات، حيث تغطي خدماتها كافة الأراضي اللبنانية. وتتميّز IDM بتقديم حلول متطورة تشمل الإنترنت السريع ADSL عبر خطوط الهاتف الأرضي بسرعات تتراوح ما بين 4 و50 ميغابت/ثانية، وخدمة VDSL بسرعات تتراوح ما بين 40 و100 ميغابت/ثانية، وخدمة الألياف الضوئية FIBER بسرعات تصل إلى 300 ميغابت/ثانية في المناطق المجهزة، بالإضافة إلى حلول مخصصة للشركات والمرافق العامة. تلتزم الشركة بتقديم خدمة إنترنت موثوقة وآمنة ودعم فني متواصل على مدار الساعة لخدمة زبائنها من الشركات والأفراد.



مجتمع
بنت الأصول: حين يُجلد الجسد وتُحاكم الحياة

أ.د ماريز يونس
حين تنتهي من قراءة “بنت الأصول” لجورج معلولي، لا تخرج منها كما دخلت. فهي ليست مجرد رواية عن فتاة مجهولة النسب تُدعى ناديا، بل صدمة أدبية – اجتماعية تضع القارئ في مواجهة مرآته الأخلاقية، وتعيد طرح سؤال شديد القسوة: من نصّب المجتمع قاضياً أعلى للأخلاق، ومن منحه هذا الحق لجلد الضعفاء؟ ناديا، في سردها، ليست شخصية روائية بقدر ما هي نموذج حيّ لكل من سقط عليه عنف الوصمة، وعاش حياة كاملة يدافع فيها عن حقه في الوجود، لا لأنه اقترف ذنباً، بل لأنه وُلد خارج “الشرعية” التي قرّرها الآخرون.
يحضر بقوة في هذه الرواية مفهوم “الوصمة” كما صاغه إرفينغ غوفمان، الذي اعتبر أن المجتمع يُنتج الهويات المرفوضة عبر تصنيف الأفراد بناءً على صفات يعتبرها غير مقبولة أو مشينة، ثم يعيد إنتاج هذا الرفض اجتماعياً ونفسياً. ناديا في “بنت الأصول” تعيش هذا الجرح من لحظة إدراكها لاختلافها البيولوجي، حين وُصفت بأنها “بنت حرام”. هذه العبارة، في ظاهرها حكم أخلاقي، لكنها في جوهرها إعلان عن طرد رمزي من دائرة الانتماء، وفرض هوية مشروخة عليها طوال حياتها.
الوصمة هنا ليست سلوكًا فرديًا، بل نظام متكامل من التصورات والممارسات. المجتمع لا يعاقب ناديا لأنها سيئة، بل لأنها لا تناسب نموذج النقاء الذي يريد أن يراه في المرأة، تحديداً في جسدها، وفي نسبها، وفي صمتها. فالنظام الاجتماعي القائم على “المعايير المقبولة للهوية” ، يُخضع الفرد ويعاقبه إذا لم ينطبق عليه النموذج. وهكذا، تجد ناديا نفسها محاصرة بين نظرة المجتمع وبين حاجتها لأن تحيا ببساطة دون تفسير دائم لوجودها.
الرواية تُبرز التناقض الصارخ بين ما يُقال عن الشرف وما يُمارس باسمه. ناديا تتعرض للاستغلال، وللإقصاء من أفراد ينتمون إلى ذات المجتمع الذي يتغنى بالشرف، بينما يتغاضى عن جرائم حقيقية ترتكبها ذات السلطة الأخلاقية المزعومة. هذا ما تسميه نانسي فريزر بـ “الازدواجية المؤسساتية”، حيث يتم استخدام قيم كالكرامة والعفة لقمع فئات معينة، في حين يُعفى أصحاب النفوذ من أي محاسبة.
القسوة التي تعرضت لها ناديا، من المحيطين بها، تكشف كيف يمكن للمجتمع أن يصنع قبحه في أبسط تفاصيله اليومية. عبارة مثل “يلعن الساعة اللي جبناك من الميتم”، لا تأتي فقط من عاطفة مضطربة، بل من بنية ثقافية ترى في الطفل المُتبنّى مشروع نقص، لا مشروع إنسان. إنها الثقافة التي تشترط الولادة في حضن شرعي كي تمنح الكرامة، والتي ترى الحب المشروط أفضل من العدل المطلق.
هنا تُبين الرواية سيكولوجيا متناقضة: الأهل يحبون ناديا، لكنهم في لحظة انفعال أو حرج اجتماعي يُسقطون عليها كل عقدهم. إنها ليست فقط ضحية جهل المجتمع، بل ضحية هشاشة الحب الذي يُشترط له صك شرعي. وهنا يتجلى العنف الرمزي بمختلف صوره المباشرة وغير المباشرة، فيتتسلل عبر اللغة، والنظرة، والصمت، والاتهام الضمني.
وما يُعمّق من جمالية الرواية ويفجّر بعدها الإنساني، ليس فقط شخصية ناديا بحدّ ذاتها، بل عدسة الراوي – أمير، الذي لم يكن شقيقها في الدم، لكنه كان الشاهد الأقرب على نزيفها. هو ليس مجرد راوٍ يحكي قصتها، بل هو الذي احتضنها من الطفولة حتى الانهيار، وتحمّل موجات غضبها القاسي، ذلك الغضب الذي لم يكن موجهًا ضده شخصيًا بقدر ما كان صدى لسنوات من الشعور بالرفض والتشكيك والوحدة. أمير، بهذا المعنى، لا يروي فقط من الخارج، بل من الداخل المتشظي، من موقع المحبّ الذي أُقصي، ثم عاد، ثم أعاد تشكيل علاقته معها على أساس الفهم لا المطالبة، وعلى أساس الحنان لا المطابقة.
تشير دراسات العلاقة بين الأخوة غير البيولوجيين إلى ما يُعرف بـ”الانتماء العاطفي البديل”، وهو شكل من أشكال الارتباط الذي لا يقوم على رابطة الدم بل على الامتصاص الطويل للألم المشترك. أمير لم يكن شقيق ناديا في الهوية الوراثية، لكنه كان مستوعب جروحها، وحامل روايتها التي لم تكتبها، ولم تُفصح عنها، لأنه الوحيد الذي قرأ وراء كلماتها الجارحة، وعرف أن قسوتها لم تكن سوى شكلٍ متطرّف من الدفاع عن النفس أو ما يعرف بـ”عدوان النجاة”، حين تؤذي كي لا تُؤذى أو حين تصرخ لتمنع السقوط.
الرواية تُظهر كيف يمكن للإنسان أن يتحول إلى جلاد ذاته. ناديا في تراكُم صدماتها وفشلها العاطفي، خاصة في زواجيها، تتحول أحيانًا إلى شخصية فظة، لئيمة، هجومية، لا تميّز بين من أحبها ومن خذلها، كأنها ألغت منطقة التدرّج بين العدوّ والصديق. وهذا السلوك مألوف في في مسار الصدمات النفسية والاجتماعية، فيحدث نوعا من “التشويش العاطفي ما بعد الإقصاء”، حيث تصبح كل العلاقات مشبوهة في عين الضحية، وكل اقتراب يبدو محاولة للهيمنة، وكل محبة مشروع خيانة مؤجلة.
وأمير، على الرغم من كل هذه الانفعالات المتفجّرة، لم يتراجع. ظلّ الشقيق الذي لم تنجبه الأم، لكنه وُلد من وجع ناديا نفسه. ولأنه لم يكن يُطالبها بأي شكل من الامتنان، بل فقط بالصمود، أصبح وحده الإنسان الذي ارتاحت إليه في النهاية. كأنها أعادت ترتيب من يستحق البقاء حولها ليس على أساس النسب، بل على أساس من وقف معها وهي تسقط، ولم يغادر حين طردته بالكلمات. وهنا يتحول أمير، لا إلى راوٍ فقط، بل إلى شاهدٍ ومشاركٍ وصاحب قضية – الرواية، في النهاية، هي روايته أيضًا، لأنه اختار أن يحمل وجعها بدلًا منها، حين لم تعد تملك لغة لتشرحه.
وهذا ما يجعل من بنت الأصول عملًا مزدوج الطبقة: رواية عن معذَّبة، ورواية عن من أحبها رغم كل محاولاتها لرفض الحب. وكأن الرسالة الأعمق في النص، أن الانتماء الحقيقي لا يُصاغ بالدم، بل بالتماس الحميم مع هشاشة الآخر، والقدرة على البقاء رغم الجراح المفتوحة.
بنت الأصول، لا تحاكي الضحية فقط، بل تكشف زيف البطولة الاجتماعية. تُظهر كيف يمكن للمجتمع أن يرفع شعارات العدل على منصات الولاءات والانتماءات الطائفية، لكنه لا يملك عدالة لناديا. هذا هو التناقض الذي يُحيل القيم إلى أدوات سلطوية، والشرف إلى فخ يُنصب للضعفاء فقط.
تطرح الرواية في جوهرها سؤالًا أبعد من لبنان، وأقسى من الميتم: من يقرر من نكون؟ وهل يمكن أن ننجو بذاتنا حين تُصبح الهويات عبئًا لا نملك التخلص منه، والنجاة مشروعًا فرديًا محفوفًا بالخذلان؟ ناديا ليست فقط بطلة، بل هي مرايا ممزقة نحملها كلنا، ونخاف النظر فيها. إنها تُعرّي كل تلك اللحظات التي انحزنا فيها للعرف بدلًا من العدل، والتي صمتنا فيها أمام إهانة لأننا لم نكن نحن المستهدفين. إنها تضعنا أمام مسؤولية إعادة تعريف من نحن، وكيف نمنح القيمة، ولمن. وفي هذا، ربما، تبدأ أولى خطوات التحرر من مجتمعات نمت على جلد الضحية، وارتاحت في حضن الوصمة وبنت شرعيتها بتمجيد الجلاد.

-
Uncategorized6 months ago
“Wink Transfer” from Credit Libanais:Pioneering the future of Digital Transfers
-
مجتمع5 months ago
AXA Middle East Board of Directors’ Meeting:Joseph Nasnas appointment to the post of General Manager AXA Middle EastAXA Group reaffirms its confidence in AXA Middle East and its role in Lebanon’s economic future.
-
مجتمع4 months ago
المايسترو”: طموحي أن أكون رقم واحد في الوطن العربي في عالم الأعمال
-
قطاع عام6 months ago
لقاء لقطاع التأمين…واستذكار ايلي نسناس
-
محليات4 months ago
كلام لافت عن “القوات”.. هذا ما قاله “قبلان”
-
فن6 months ago
بعد نجاحها الباهر في التمثيل والغناء… هذه هي الجائزة التي حصلت عليها ماريلين نعمان في الموريكس دور!
-
محليات4 months ago
حفل تأبين الدكتور حسن علي يونس
-
محليات4 months ago
نائب يكشف: نادم لأنني سميت نواف سلام