Connect with us

أخبار عامة

المصرف المركزي وراء الأزمات؟

Published

on

لا تقع أزمة مالية في أي دولة ولا يكون المصرف المركزي ورأها أي مهملا أو مسببا أو عاجزا ومقصرا. المصرف المركزي هو مؤسسة رسمية عامة تقع في قلب النظام المالي والنقدي لدولة أو مجموعة دول تعتمد نفس النقد كالمصرف الأوروبي. للمصرف المركزي ثلاثة أهداف متعارف عليها دوليا وهي أولا تأمين الاستقرار الاقتصادي عبر تحريك الفوائد كما يحصل اليوم لمحاربة التضخم. هدفه الثاني تأمين السيولة في الأسواق خاصة عبر الاقراض القصير الأجل عند الحاجة وثالثا وضع القواعد والاجراءات والأنظمة التي تجنب الوقوع في الأزمات بالاضافة الى الرقابة الدورية المدروسة. أول المصارف المركزية تأسس في السويد سنة 1668 وثم في بريطانيا سنة 1694 وبعدها في فرنسا سنة 1800. أما المصرف المركزي الأميركي فلم يتأسس الا في سنة 1914.

تقع الأزمات المالية نتيجة تصرفات أو قرارات خاطئة من قبل السلطات المالية والنقدية التي تسبب فقدان الثقة بها من قبل الرأي العام كما المجتمع الدولي. عندما يفقد المواطن الثقة في المصارف يسارع الى سحب أمواله، وعندما يفعل الجميع ذلك تقع الافلاسات الحتمية. في ظروف أزمات عادية المطلوب من المصارف المركزية تسهيل عمليات اقراض الأسواق حتى لا يسقط الاقتصاد كما حصل في الولايات المتحدة بدءا من 1929 مرورا بالثلاثينات حيث لم يقم المصرف المركزي بدوره الطبيعي في ضخ النقد. على العكس رفع المصرف الفوائد لجذب رؤوس الأموال الى الاقتصاد الأميركي وبالتالي رفع أسعار الأصول.
سقطت المصارف بسبب عدم تأمين السيولة اللازمة، وكانت هنالك حوالي 10 آلاف عملية افلاس خلال الثلاثينات. في سنة 1933، خرجت الولايات المتحدة من النظام النقدي العالمي المرتكز على الذهب، وبالتالي تحررت السياسة النقدية من القيود وتحسن الاقتصاد في السنة التي تلت. تأسست وكالة ضمان الودائع في سنة 1934 وعندها اطمأن المودعون العاديون الى سلامة أموالهم.
تمويل الافلاسات المصرفية كان يأتي عموما من الموازنات، وبالتالي كان أصحاب المصارف يخاطرون، لعلمهم أن الانقاذ سيأتي من الدولة وبالتالي لا خوف على ودائع المواطنين. تغيرت القواعد العامة وأصبحت مسؤولية المصارف وأصحابها تغطية الخسائر، وبالتالي خفت عمليات السقوط والافلاس وكانت هنالك نقلة نوعية في ادارة المصارف. الخطر التضخمي لم يأت الا لاحقا أي في بداية الخمسينات عندما شعر المصرف المركزي الأميركي بضرورة التنبه لهذا السارق الليلي الذي يسمى التضخم. لم تكن المصارف المركزي جاهلة لخطورة السارق انما كان لها هدف آخر حاولت الوصول اليه بعد الحروب المتعددة التي حصلت بدءا من الحرب العالمية الثانية الى حربي فيتنام وكوريا وغيرهما، والتي فرضت على المؤسسة النقدية الأساسية الحفاظ على الاستقرار لكن على حساب البطالة.
كانت نظريات «ميلتون فريدمان» الركيزة الأساسية التي بنيت عليها السياسات النقدية. لذا وجب التنبه لنمو الكتلة النقدية منعا لحصول التضخم الذي لا يمكن معالجته الا عبر رفع الفوائد. هذا ما يحصل اليوم أي سباق على رفع الفوائد القصيرة الأجل من قبل المصارف المركزية الأساسية تجنبا للأسواء على حساب البطالة والنمو وخطورة الوقوع في ركود قاس يصعب محاربته. لم تكن السياسة النقدية وحدها التي سببت التضخم القوي بدأ من الخمسينات بل كانت السياسات المالية مسؤولة أيضا وهي التي هدفت الى تمويل الحروب والبرامج الوطنية من ضمانات ومشاريع بنية تحتية وغيرها.
بدأ التضخم الجدي في الخمسينات، لكن الذروة بلغت خلال الثمانينات مما اضطر المصرف المركزي الأميركي الى رفع الفوائد تماما كما يحصل اليوم. نجحت وقتها تلك السياسات مما سبب سقوط مؤشر التضخم من 13% الى 3%. فهل تنجح المصارف المركزية اليوم علما أن خطر التضخم الحالي ليس أقل وبالتالي رفع الفوائد الحذر لا بد وأن يعطي النتيجة المطلوبة؟ لا شك أن البطالة كما النمو تأثرا سلبا بسياسات الثمانينات وسيتأثران كذلك اليوم.
من الأخطاء الأساسية التي حصلت خلال تطبيق السياسات المحاربة للتضخم هي:
أولا: رفع الفوائد كان مفيدا لأكثرية القطاعات أهمها العقارات، لكن ليس للجميع كالصناعة التي تعتمد على الاقتراض. يجب مقاربة أوضاع القطاعات بشكل متواز. ما حصل كان تصرف منحاز من قبل واضعي السياسات وان يكن تفسيره واضح.

ثانيا: عدم القيام بالرقابة الجدية المسبقة لمنع حصول الأزمات كان خطاء كبيرا خاصة في فترات النهوض والازدهار حيث يستفيد الجميع من الأرباح وتخف الرقابة الدقيقة الوقائية.
ثالثا: الضبابية أو السرية المعتمدة في سياسات وأعمال المصارف المركزية ترتكز على التهرب من المحاسبة، اذ لا يتم شرح الواقع دوريا بدقة وشفافية بل تبقى المعلومات قليلة ومجزأة. هذا يمنع على المواطنين والشركات تكوين توقعات صحيحة بشأن المستقبل. الضبابية تؤذي الاستثمارات وتمنع على المواطن التصرف بذكاء وانتباه.
رابعا: هنالك مقولة منتشرة في الأسواق المالية وهي أن المصارف الكبيرة لا تسقط وهنالك دائما من ينقذها. هذا خطأ شائع والحقيقة أن المصارف الكبيرة تسقط وان اداراتها ليست دائما أفضل من المتوسطة والصغيرة، وبالتالي سلامة الادارة وليس الحجم هي الأساس. الرقابة الدورية والجدية ضرورية خاصة في زمن النهوض حيث تبنى الركائز المالية والادارية للمؤسسات.
خامسا: أزمات الدول الصغيرة ربما لا تؤذي الاقتصاد الدولي لكنها حتما تصيب المواطن العادي في حياته ومعيشته. ما يحصل مثلا في لبنان وسريلانكا وغيرهما موجع ومقلق للمواطن، ولن يتأذى عمليا الا المواطن نفسه. يبقى الاهمال أساس الأزمات والمحاسبة تبقى ضرورية للحاضر وخاصة للمستقبل.
سادسا: أي نظام مصرفي ومالي لا يسهل اقراض الشركات الناشئة كما الصغيرة والمتوسطة لا يبني للمستقبل. ان انقاذ أي اقتصاد لا يمكن أن يتم عبر السياسات النقدية وحدها، وبالتالي تحميل كل المسؤولية للمؤسسات النقدية ظالم ولا يعبر عن الحقيقة.

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

أخبار عامة

“Bit Production Beirut” تبدأ رحلتها من بيروت نحو العالم

Published

on

أطلقت شركة Bit Production Beirut في سن الفيل – Boulevard Heights، أعمالها رسميًا، خلال حفل استقبال،بحضور حاشد من شخصيات رسمية، دبلوماسية، نقابية، إعلامية، ثقافية وفنية، وسط أجواء احتفالية تؤكد على ولادة مساحة جديدة للفنان الحر في لبنان والعالم العربي.

تميّز الحفل بحضور معالي وزير الإعلام الدكتور بول مرقص ممثلاً بالمحامي محمد عزالدين، والقنصل الفرنسي في لبنان السيد إريك أمبلار، إلى جانب نخبة من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية التي أضفت بعدًا رسميًا ووطنيًا على المناسبة.

كما شارك في الحضور شعراء مرموقون، ممثلون عن النقابات الفنية، وفنانون من مجالات الغناء، المسرح، السينما، والثقافة، ما عزّز الطابع الشامل والغني للحدث، الذي شهد أيضًا تغطية إعلامية لافتة.

وقد عرّفت الحفل الإعلامية لينا دياب عرضت خلاله رؤية الشركة وخدماتها، مسلّطة الضوء على فلسفة الإنتاج الحديث والداعم للفنان من دون قيود.

وقد شكّل الحفل مناسبة للإعلان عن إطلاق خدمة استشارية تُعدّ الأولى من نوعها في لبنان والمنطقة، بعنوان:
“Theater Artistic Production Consultancy” – وهي خدمة إنتاج وتوجيه فني واستشاري، تهدف إلى دعم الفنان بشكل شامل من دون أي التزام تعاقدي،وغيرها من الخدمات المميزة والفريدة.

وقد تخلّل الحفل عرض وثائقي خاص قدّم لمحة شاملة عن أهداف ورؤية الشركة، تبعه نخب الانطلاقة الرسمية وقطع قالب الحلوى، وسط تفاعل كبير من الحضور الذين رحّبوا بهذا المشروع الفني الطموح.

مع هذه الانطلاقة، تؤكد Bit Production Beirut أنها ليست مجرد شركة إنتاج، بل حركة فنية شاملة تُعيد للفن قيمته وللفنان حقه في التعبير، بعيدًا عن القيود، وبأعلى درجات الاحترافية والرؤية المستقبلية.

Continue Reading

Tech

وزارة الذكاء الاصطناعي في لبنان: خطوة نحو المستقبل الرقمي

Published

on

وزارة الذكاء الاصطناعي في لبنان

ما هي وزارة الذكاء الاصطناعي في لبنان؟

وزارة الذكاء الاصطناعي في لبنان هي وزارة جديدة تم إنشاؤها في عام 2025 بهدف تعزيز التحول الرقمي في البلاد ودعم الابتكار التكنولوجي. هذه الوزارة تمثل خطوة نحو بناء بنية تحتية رقمية حديثة تواكب التطورات السريعة في هذا المجال. الوزارة تهدف إلى تحقيق الأهداف التالية:

  • تطوير البنية التحتية الرقمية: العمل على تحديث الشبكات الرقمية في البلاد لتعزيز قدرة المؤسسات على تبني التكنولوجيا الحديثة.
  • تحسين كفاءة الخدمات الحكومية: استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المواطنين وتسهيل المعاملات الحكومية.
  • دعم الأبحاث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي: توفير التمويل اللازم لتشجيع الأبحاث العلمية التي تركز على الذكاء الاصطناعي.
  • تحفيز الاقتصاد الرقمي: استقطاب الاستثمارات المحلية والدولية في قطاع التكنولوجيا، مما يعزز الاقتصاد الوطني.

أهداف الوزارة الجديدة

  • تحسين الخدمات الحكومية: من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة وتقليل الفجوات في الخدمات.
  • خلق فرص عمل جديدة: دعم قطاع التكنولوجيا لتوفير وظائف جديدة للشباب اللبناني.
  • تعزيز الاقتصاد الرقمي: من خلال التحفيز المستمر للاستثمارات في القطاعات الرقمية.

التحديات التي تواجه الوزارة

  • ضعف البنية التحتية الرقمية: على الرغم من الخطوات المتخذة، إلا أن لبنان بحاجة إلى تحسين شبكات الإنترنت والبنية التحتية التكنولوجية لتواكب التطورات العالمية.
  • التشريعات القانونية: ضرورة تحديث التشريعات لتوفير إطار قانوني ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي ويحمي من المخاطر المحتملة.
  • التمويل الكافي: توفير التمويل اللازم لدعم الأبحاث والمبادرات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

كيف يمكن أن تؤثر الوزارة على الاقتصاد اللبناني؟

  • زيادة الإنتاجية: من خلال تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعليم والصحة والإدارة العامة، يمكن تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية في هذه القطاعات.
  • دعم الابتكار وريادة الأعمال: تشجيع الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا وتقديم الدعم لهم لإطلاق مشاريع مبتكرة.
  • تعزيز التعليم والبحث العلمي: العمل على تحديث المناهج التعليمية في الجامعات اللبنانية لتعزيز مهارات الطلاب في مجالات الذكاء الاصطناعي.

مقارنة لبنان مع الدول الأخرى في الذكاء الاصطناعي

الدولةالمبادرات التقنية
الإماراتاستراتيجية الذكاء الاصطناعي 2031
السعوديةمركز الابتكار للذكاء الاصطناعي
لبنانإطلاق وزارة الذكاء الاصطناعي في 2025

الخلاصة

إطلاق وزارة الذكاء الاصطناعي في لبنان يعد خطوة هامة نحو تحقيق اقتصاد رقمي متقدم. على الرغم من التحديات التي قد تواجهها الوزارة، فإن نجاحها يعتمد على تحسين البنية التحتية الرقمية وتوفير الدعم الكافي للابتكار والاستثمارات في هذا القطاع

إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد عن الذكاء الاصطناعي في لبنان، يمكنك زيارة موقعنا لمعرفة آخر التطورات في هذا المجال

يمكنك قراءة مقالات أخرى على موقعنا حول الاقتصاد الرقمي.

Continue Reading

أخبار عامة

الطقس المتوقع في لبنان: تغييرات جوية مع تحسن تدريجي

Published

on

الطقس

توقعت دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أن يشهد الطقس في لبنان غدًا تغييرات جوية ملحوظة، حيث سيكون غائمًا جزئيًا مع ارتفاع في درجات الحرارة وانخفاض في نسبة الرطوبة، إلى جانب استمرار ظهور الضباب على المرتفعات.

الحال العامة للطقس في لبنان:

يتأثر لبنان والحوض الشرقي للمتوسط بكتل هوائية باردة نسبيًا، مما يؤدي إلى طقس متقلب أحيانًا مع انخفاض في درجات الحرارة، ليعود الاستقرار يوم السبت.

ملاحظة:
معدل درجات الحرارة لشهر كانون الثاني في لبنان يتراوح بين 11 و 19 درجة في بيروت، وبين 9 و 17 درجة في طرابلس، ومن 3 إلى 13 درجة في زحلة.

الطقس المتوقع في لبنان:

الجمعة:

سيكون الطقس غائمًا بشكل عام مع انخفاض في درجات الحرارة، وتهطل أمطار متفرقة ومتقطعة، تشتد أحيانًا في المناطق الشمالية، ترافقها برق ورعد ورياح ناشطة. كما يتوقع تساقط الثلوج بدءًا من ارتفاع 1800 متر. ستنحسر الأمطار تدريجيًا في المساء ويتحول الطقس إلى غائم جزئيًا مع تكوّن الضباب على المرتفعات مما سيؤدي إلى سوء الرؤية.

السبت:

غائم جزئيًا مع ارتفاع في درجات الحرارة، وانخفاض في نسبة الرطوبة، مع بقاء الضباب على المرتفعات.

الأحد:

قليل الغيوم في الصباح، ثم يتحول تدريجيًا بعد الظهر إلى غائم جزئيًا مع سحب مرتفعة وزيادة إضافية في درجات الحرارة.

الإثنين:

غائم جزئيًا مع سحب مرتفعة، يتحول بعد الظهر إلى قليل الغيوم مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة.

الحرارة المتوقعة:

  • على الساحل: من 13 إلى 19 درجة.
  • فوق الجبال: من 7 إلى 12 درجة.
  • في الداخل: من 5 إلى 14 درجة.

الرياح السطحية:

جنوبيّة إلى جنوبية غربية نهارًا، متقلبة وضعيفة ليلاً، سرعتها بين 10 و 35 كم/س.

الرطوبة النسبية على الساحل:

بين 50 و 85%.

الانقشاع:

جيد.

حالة البحر:

منخفض ارتفاع الموج إلى مائج أحيانًا (0.5 متر)، حرارة سطح الماء: 18 درجة.

الضغط الجوي:

767 ملم زئبق.

أوقات الشروق والغروب:

  • شروق الشمس: 6:35 صباحًا.
  • غروب الشمس: 5:09 مساءً.

The Weather Channel:مصدر

Check more News

Continue Reading

Trending