Connect with us

اجتماع

تأجيل البلديات فرصة لفرض اللامركزية

Published

on

يكشف التمادي في الانتهاكات التي تتعرّض لها الأملاك العامة في الجنوب ومساحات واسعة من الضاحية والبقاع أنّ الاعتداء على الدولة لا يقتصر فقط على السيطرة الاستراتيجية لـ»حزب الله» على القرار الاستراتيجي وعلى السلم والحرب فحسب، بل يمتدّ عميقاً إلى كلّ جوانب الحياة حيث أصبحت «دولة الحزب» أمراً واقعاً يستحيل إصلاحه نظراً لاتساع دوائر السيطرة وشمولها كلّ جوانب الاجتماع والاقتصاد والتربية والإعلام.

ما يحصل فعلياً هو فرض السيطرة على مساحات كبيرة من مشاعات الدولة في مناطق الدويلة، بل والذهاب نحو تشريعها بوسائل ملتوية بالتوازي مع تعطيل مفاعيل وجود مؤسسات الدولة الأمنية والإدارية، حتّى أصبحت المخافر لزوم ما لا يلزم، وبات وزير الداخلية بسام مولوي يناضل لتأمين جرافة من جبل لبنان لتزيل مخالفة في الجنوب، والأخطر من ذلك تواطؤ البلديات المحكومة بنفوذ الثنائي الشيعي في ترسيخ الاغتصاب المتواصل لأملاك الدولة.

وساهم وجود وزارة المالية في قبضة «الثنائي الشيعي» في التلاعب بمصير المشاعات من خلال قرارات تتيح لها التحكم بأوضاعها في مناطق تقع خارج نفوذ «الثنائي» وباتت تهدِّد وضعية عدد من المناطق المسيحية الحساسة، هذا فضلاً عن استخدام الخلاف على المشاعات وسيلة للاعتداء الأمني والسياسي كما هو حاصل في لاسا وعدد آخر من المواقع.

هذا النموذج الذي يمتدّ إلى خطوط التهريب في التجارة ويضرب فرص المنافسة الشريفة مع تجار بقية المناطق، بالإضافة إلى ما هو معروف من الاكتفاء المصرفي من خلال «القرض الحسن»، يحقّق المثل القائل إنّ الصيت بالتقسيم الفعلي لبعض القوى المسيحية والفعل للثنائي الشيعي، مع التذكير بأنّ ذروة هذا الانفصام تكمن في جيش المائة ألف مقاتل ومئات آلاف الصواريخ وانخراط «حزب الله» في حروب دفع لبنان الدولة والشعب فيها أثماناً قاتلة.

مناسبة هذه المقدّمة هي أنّ القوى السيادية تقف اليوم أمام فرصة لطرح تسوية متكاملة ليس في رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة فقط، بل أيضاً باستكمال تطبيق اتفاق الطائف والذهاب نحو اللامركزية الإدارية، وفي ضوء المتغيرات التي حصلت منذ توقيع الاتفاق حتى اليوم، يجب إضافة اللامركزية المالية.

يؤكِّد الواقع أنّه لا يمكن فرض القانون واستعادة الحقوق العامة والخاصة التي اغتُصبت في مناطق سيطرة الثنائي الشيعي، ومرحلة ما بعد حرب تموز 2006 خير شاهد على ذلك، إذ عندما اشترطت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة إبراز الأوراق الثبوتية القانونية للعقارات التي تحتاج إلى إعادة إعمار، تعرّض الرجل لحملة سياسية وشخصية وتخوين انتهت بإقرار الانتهاكات للأملاك العامة والخاصة.

واليوم، ليس هناك فرصة حقيقية لاستعادة الحق العام في مناطق سيطرة الثنائي، وليس هناك إمكانية لإعادة اندماج مجتمع «حزب الله» على الأقل في المجتمع اللبناني لأنّه مرتبط بشكل كامل بمرجعيته الإيرانية عقيدة ومعاملات وطريقة حياة.

وفي حال جرى العمل على تسوية سياسية، رئاسية وحكومية فقط، فإنّ الدولة المركزية لن تتعافى من هيمنة الثنائي وستبقى، كما هي الآن، وسيلة لإطباق الهيمنة على سائر اللبنانيين من خلال أجهزة الدولة الأمنية والقضائية والمالية، وستبقى سائر المناطق محرومة من حقوقها الطبيعية، وخاصة في القضايا الاستراتيجية مثل مطار الرئيس رينيه معوض وتوسيع مرفأ طرابلس أو مطار حامات، هذا فضلاً عن استمرار غياب العدالة الإنمائية. ليس من العدل في شيء أن تلتزم فئة من اللبنانيين بالقانون وتدفع الضرائب وتمارس التجارة تحت سقف القانون، وتقوم فئة أخرى بالامتناع عن هذه الواجبات وتتحكّم بقرار وحصص المناطق وحقوقها في الإنماء المعطل منذ عقود.

لذلك، أصبحت اللامركزية الإدارية والمالية مطلباً وطنياً، وليس صحيحاً أنّه إذا طرحها طرف سياسي مسيحي تصبح خياراً غير وطني، أياً كان هذا الطرف، «فلا يجرمنكم شنآن قوم على ألّا تعدلوا»… والعدالة توجب أن تنال كلّ منطقة حصتها ونصيبها من المال والخدمات من دون أن تكون مرهونة لتسلّط فئة لا تقيم للقانون وزناً ولا للشراكة اعتباراً.

إنّ طرح اللامركزية الإدارية والمالية هو المناسب وفترة تأجيل الانتخابات البلدية فرصة لطرح إصلاحات جذرية تسهم في إرساء الاستقرار في الحياة العامة، حتى لا يصل اليائسون من التعايش مع الدويلة إلى طروحات الفدرالية وما بعدها.

اجتماع

كبارة وحبيب في بكركي

Published

on

زار سفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة ورئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصرف الإسكان أنطوان حبيب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي اليوم لتهنئته بالأعياد.

وبعد اللقاء، أدلى كبارة بتصريح هنأ فيه بالأعياد، آملًا في “انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور عامين على الفراغ الرئاسي”.

أما حبيب، فقال: “جئنا لتهنئة غبطة البطريرك الراعي بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة، ونتمنى أن ينتخب مجلس النواب رئيسًا للبلاد في ٩ الحالي وتأليف حكومة جديدة في القريب العاجل كي يرتاح الشعب اللبناني من الأزمات المتواصلة منذ سنتين حتى اليوم.”

وردًا على سؤال عن أمنياته في العام الجديد، أمل في “إعادة فتح شارع المصارف في بيروت، وبالتالي إعادة الحياة إلى وسط المدينة، لما يمثله هذا الشارع من أهمية حيوية للمنطقة.”

Continue Reading

اجتماع

سلسلة استقبالات لبري وتتبّع لتطورات الأوضاع

Published

on

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الاميركيّ جاسبر جيفيرز.

وحضرت السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلاميّ لرئيس المجلس علي حمدان.

وعرضوا الأوضاع الميدانية منها على ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لبنود الإتفاق.

كما استقبل بري وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو والوفد المرافق وبحثوا الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.

وتابع بري الأوضاع العامة والمستجدات السياسية، خلال لقائه السفير البابويّ في لبنان المطران باولو بورجيا، السفير بورجيا رئيس المجلس رسالة قداسة البابا فرنسيس في اليوم العالميّ الثامن والخمسين للسلام وكتابًا عن مذكراته.

Continue Reading

اجتماع

مواكبة لمتطلبات المرحلة و رياح التغيير المفصلية ، قراءة لزيارة بيك الجبل و الوفد المرافق لقصر المهاجرين التاريخية:

Published

on

في خطوة تُعدّ من أبرز المحطات على صعيد العلاقات التاريخية والسياسية في المنطقة، جاءت زيارة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين المسلمين المعروفيين ، الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، والزعيم وليد كمال جنبلاط ونجله تيمور ، برفقة وفد كبير ورفيع المستوى، إلى قصر المهاجرين التاريخي هذه الزيارة، التي تعتبر الأولى من نوعها، تحمل دلالات بالغة الأهمية وتعكس تحولات استراتيجية عميقة في مسار العلاقات السياسية والاجتماعية في المنطقة.

قصر المهاجرين ليس مجرد مكان تاريخي بل يمثل رمزاً من رموز الإرث الثقافي والسياسي لسوريا، وهو شاهد على العديد من التحولات السياسية والاجتماعية التي مرت بها البلاد و اختيار هذا المكان بالتحديد يُبرز بُعداً رمزياً في إعادة تأكيد الروابط التاريخية بين طائفة الموحدين الدروز وسوريا، ويعكس الرغبة في تعزيز الحوار والتفاهم في ظل الظروف الإقليمية الراهنة.

إن وجود شيخ عقل الطائفة والزعماء السياسيين في هذه الزيارة يعكس التمسك بجذور العلاقة العميقة التي تربط الدروز بسوريا على المستويات الدينية، الاجتماعية، والسياسية بحيث تأتي الزيارة في وقت حساس تمر فيه المنطقة بتحديات وتحولات كبيرة وبالتالي، فهي إشارة واضحة إلى نية القيادة الدرزية في تعزيز الانفتاح والحوار مع الأطراف المختلفة، مما يمهد الطريق للتعاون المستقبلي و من خلال هذه الخطوة يظهر رغبة الزعامات الدرزية في تأكيد وحدة الصف والهوية المشتركة بين أبناء الطائفة، والعمل على تعزيز الروابط الإنسانية والاجتماعية بعيداً عن الخلافات السياسية و تحمل الزيارة أبعاداً تتجاوز الإطار المحلي للطائفة، إذ إنها تأتي كخطوة تهدف إلى ترسيخ دور الطائفة الدرزية كلاعب و مكون أساسي في المعادلة الإقليمية، خاصة في ظل التحديات الراهنة.

زيارة قصر المهاجرين ليست مجرد لقاء عابر بل هي محطة محورية تؤسس لمرحلة جديدة من العمل المشترك والانفتاح في إطار التحديات والتغيرات التي تعصف بالمنطقة هي دعوة للتأمل في دور القيادات الروحية والسياسية في تعزيز الحوار، والعمل على بناء جسور التواصل بين الماضي والحاضر لتحقيق مستقبل أكثر استقراراً.

✍️نـزار بو علي
كاتب و باحث لبناني
عضو مجلس رجال الاعمال العرب
عضو مجلس سفراء البورد الاوروبي

Continue Reading

Trending