مصارف
بيان نواب حاكم مصرف لبنان بين المستور الذي كشف والرجاء الذي حمل!
*في الأوقات المأزومة تطفو الممارسات المذمومة… وهذا ما نشهده في هذه المرحلة
*تغاضوا بل أنكروا حقيقة وجود خطة ظل مدروسة بدهاء، وهي تنفذ على قدم وساق
*أين كانوا من ضرورة تصحيح الإنحرافات في التعاميم 150 و151 و158 و161 و165؟
*السكوت والتغاضي وعدم الإنتفاض ضد الإنحرافات هو عبارة عن شراكة في الجرم
- أين هم من إدمون نعيم الذي تصدى وواجه احتراماً لقسمه على تطبيق القانون والشرف؟
- نطرح تساؤلات عن صوابية تعيينهم، وهل يحترمون ما أقسموا عليه أم حنثوا بذلك القسم؟!
*إذا شغر منصب الحاكم لا يدخل المجلس المركزي في تصريف أعمال بل يعمل كـ»مجلس جماعي»
*ليس في مصرف لبنان تصريف أعمال بل تسيير أعمال واستمرارية لعمل المرفق العام
أصدر نواب حاكم مصرف لبنان في 6 تموز الجاري بياناً، من دون تحديد صريح للجهة الموجه إليها، أعلنوا بنهايته «أنه من واجبهم التشديد على ضرورة تعيين حاكم عملاً بالمادة 18 من قانون النقد والتسليف. وإلا سيضطرون إلى اتخاذ الإجراء الذي يرونه مناسباً للمصلحة العامة».
مصرف لبنان يتدخل بعمل الحكومة لا العكس!
البيان غير مسبوق بتاريخ مصرف لبنان منذ نشأته. فهي المرة الاولى التي يحصل فيها امر لم يتم توقعه، وهو ان يتدخل قيمون على المصرف المركزي بحث مجلس الوزراء، المعني ضمنياً بالبيان، وصاحب الصلاحية الاعلى برسم السياسات العامة وتعيين كبار المسؤولين العموميين بمقتضى المادة 65 من الدستور، على أمر يخرج عن اطار المادتين 71 و72 من قانون النقد والتسليف اللتين تحددان اطار العلاقة بين مصرف لبنان والحكومة. اذ لا يندرج من ضمن هذا الاطار موضوع التباينات السياسية في انتخاب رئيس للجمهورية وملء الشواغر والتي ذكرها البيان انها من مسببات صدوره.
والطريف ان الخوف كان بذهن المشرع عند وضع قانون النقد والتسليف معاكساً. اي التحوط من تدخل الحكومة باعمال مصرف لبنان بجعله تابعاً لها حسب شرح الاسباب الموجبة لقانون النقد والتسليف للمادة 13 منه تحت حجة منحه الامتياز والرأسمال.
ما علاقة بري بقضية تهديد نواب الحاكم بالإستقالة؟
إعتراض على عدم وجود خطة واضحة ومشاركة فاعلة بـ»خطة الظل»
البيان مستغرب في الصياغة والمضمون. ويمكن ادراجه من قبل المتابعين لتاريخ الازمات النقدية والمصرفية في العالم من ضمن ما اعلنه مؤرخ لامع لهذه الازمات الاستاذ Rene Sedillot من انه «في الاوقات المأزومة تطفو الممارسات المذمومة».
ففي مسبباته، يذكر البيان «عدم توافق القوى السياسية في مقاربتها لمعالجة الازمة الاقتصادية والمالية وغياب خطة شاملة وواضحة لاعادة التوازن المالي والمصرفي، كما وتحقق توازن في موازنة الدولة مما يسمح للمصرف المركزي بوضع الاسس النقدية والمالية لاعادة الثقة».
كلام علق عليه بيان صدر عن نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي واصفاً اياه بانه صادم نظراً «لوجود الخطة ولان مصرف لبنان، كمؤسسة، كان جزءاً من الفريق الذي شارك في اعدادها ومناقشتها والاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي». وما يستخلص من البيانين: بيان نواب الحاكم وبيان الشامي، ان آلية العمل في مصرف لبنان لا تضع نواب الحاكم باستمرار بجو وبتفاصيل المناقشات مع صندوق النقد الدولي على اساس ان الحاكم هو بمقتضى المادة 26 من قانون النقد والتسليف ممثل المصرف الشرعي والذي يوقع جميع الاتفاقات، وعلى هذا فهو المعني شخصياً بالمفاوضات الممهدة لهذه الاتفاقات.
وبيان نواب الحاكم يشكل بالحقيقة تغاضياً لا بل انكاراً لحقيقة وجود «خطة ظل» مدروسة بدهاء جار العمل على تنفيذها باشراف وادارة الجميع بدون استثناء، ونكرر الجميع بدون استثناء، وقوامها تذويب الودائع بشتى واسرع السبل وبوسائل جرمية.
تصريف الأعمال للحكومة لا لمصرف لبنان
ايضا يتضمن بيان نواب الحاكم امراً غريباً وخطيراً هو اعلانهم امراً دستورياً يخرج عن صلاحياتهم ولا يمكنهم التقرير فيه وورد في الفقرة 2 من المادة 64 من الدستور، ويتعلق بعدم امكانية الحكومة الاستمرار بممارسة صلاحياتها بعد استقالتها او اعتبارها مستقيلة الا بالمعنى الضيق لتصريف الاعمال، ليستخلصوا منه تجاوزاً بانه «لا يجوز ان ينسحب مفهوم تصريف الاعمال الى السلطة النقدية الاعلى في الدولة «، وهو امر منتقد باتجاهين:
(الاول) مجافاته لاحكام الدستور الذي يعدد في الباب الثاني من فصله الاول السلطات اللبنانية فيذكر انهم ثلاث: تشريعية، تنفيذية قضائية لا يندرج من ضمنها مصرف لبنان كما هو الامر في بلدان اخرى كالمانيا وسويسرا، اللتين تكرسان استقلالية المصرف المركزي بنص صريح في الدستور وهو ما ليس معتمداً في لبنان.
(الثاني) عدم الحاجة عن اي كلام عن «تصريف للاعمال» بالنسبة لمصرف لبنان مع وضوح النصوص القانونية التي تحكم الامور عند الشغور في منصب الحاكم. فالمادة 17 من قانون النقد والتسليف تنص على التالي « تؤمن ادارة « المصرف» من حاكم يعاونه نائب حاكم اول ونائب حاكم ثان ونائب حاكم ثالث ونائب حاكم رابع، ومن مجلس مركزي يدعى «المجلس».
و»الادارة» المقصودة في النص السابق هي بمعنى الـ administration حسب نص قانون النقد والتسليف الذي وضع اصلاً باللغة الفرنسية، ثم تمت ترجمته الى اللغة العربية. وايضا سنداً لشروحات السيد جوزيف اوغورليان رئيس اللجنة الذي كلف باعداد مشـروع القـانـون، وقد وردت في الصفحة 205 من كتابه المعنون une monnaie un etat histoire de la monnaie libanaise.
والادارة بمفهوم الـ administration تقسم حسب نص المادة 17 بين مرجعيتين (1) الحاكم ونوابه و(2) المجلس المركزي. بحيث اذا شغر منصب الحاكم، فان المجلس المركزي لا يدخل بمرحلة «تصريف اعمال» كما يومي الى ذلك بيان نواب الحاكم، بل يستمر بالعمل كمجلس جماعي اي conseil collegial. لان تولي نائب الحاكم الاول مهام الحاكم عند شغور منصب الاخير هو، عملا بالمادة 25، في اطار الكلام عن الادارة العامة بمفهوم direction generale و»تسيير الاعمال» اي الـ affaires courantes. وقد استكملت المادتان 26 و27 سن الاحكام التي ترعى «الادارة العامة « و»تسيير الاعمال» فذكرت انه في حال غياب الحاكم او تعذر وجوده يحل محله نائب الحاكم الاول وبحال التعذر على الاول فنائب الحاكم الثاني.
وشمول احكام المادة 25 المادة 17 يؤدي الى نتيجة غير منطقية تظهر وكأن المشرع يتشدد في تنظيم حالة «غياب الحاكم « اكثر من تنظيمه لحالة «شغور منصب الحاكم». اذ يقصر حلول نائب الحاكم الثاني محل نائب الحاكم الاول على الحالة الاولى. وهو امر يمكن تجاوزه باعتماد مفهوم الـ conseil collegial والذي تحل معه ايضا اشكالية من يتولى منصب نائب الحاكم الاول عند تمرسه بصلاحيات الحاكم في المجلس المركزي؟ هل يحتفظ بها فيكون له صوتان في اجتماعات هذا المجلس ام لا؟
علما ان استعمال البيان لتعبير «تصريف الاعمال» في ما خص مصرف لبنان غير موفق. فهذا التعبير هو تعبير دستوري ويستعمل حصراً في حالة الحكومة المستقيلة او المعتبرة مستقيلة حسب الفقرة 2 من المادة 64 من الدستور. اما بالنسبة لمصرف لبنان فالمتعارف عليه استعمال تعبيرمقابل هو «تسيير الاعمال التي تدخل من ضمن الادارة العامة حسب المادة 26 من قانون النقد والتسليف» في الظروف العادية وتعبير»استمرارية المرفق العام» في حال شغور منصب الحاكم. والتعبير الاخير استخدمه حاكم مصرف لبنان في التعاميم التي اصدرها بعد انتهاء ولاية نوابه وعدم تعيين بديلين عنهم لمدة من الوقت. ولم يصدر في حينه الحاكم بياناً مشابهاً لبيان نوابه يتشدد فيه بضرورة تعيين نواب حاكم جدد تحت طائلة التهديد بالاستقالة او بغيرها.
هل يدفع ميقاتي بقوة لتعيين حاكم قبل نهاية الشهر؟
لماذا لم يكن هناك بيان سابق مماثل مندد بانحرافات الدولة والمصارف؟
والامر المثير بالمناسبة هو انكفاء وتقاعس نواب الحاكم عن اصدار تحذير يقع ضمن مهامهم، ولذات المعنيين في بيانهم، اي مجلس الوزراء، يتشددون فيه بمطالبته بالتقيد باحكام المادة 85 من قانون النقد والتسليف التي تلزم مصرف لبنان بان يدفع ويحول المبالغ والاموال التي يأمر بصرفها القطاع العام حتى قيمة موجودات الاخير لديه، كما بالتقيد باحكام المادتين 91 و95 اللتين تحددان اصول وشروط اقراض الخزينة. ومعلوم ان مخالفة المواد السابقة وغيرها ادت الى اكبر منهبة وسرقة موصوفة في العصر الحديث لاموال المودعين من جهات منتدبة قانوناً للحفاظ على هذه الاموال. ومعروف ايضا ان السكوت والتغاضي عن هذا الامر وعدم الانتفاض عليه يشكل شراكة في الجرم وتعاقب المحاكم الاوروبية ومحكمة العدل الاوروبية المرتكبين المشاركين فيه باقصى العقوبات الجزائية والمدنية.
كذلك المثير، وطالما ان الكلام هو عن البيان التحذيري لنواب الحاكم، انكفاء الاخيرين وتقاعسهم بالرغم من مرور اكثر من ثلاث سنوات من تعيينهم، عن التحذير ببيان مماثل، المصارف من مماطلتها وتلكؤها في اعادة تكوين المراكز المطلوبة منها قانوناً ومن تماديها في اذلال مودعيها. وتهديدها بان انحرافاتها لن تمر وان لدى مصرف لبنان خيار شبيه لخيار الرئيسين الايسلندي OlafurGrimsson والفرنسي Vincent Auriol في حل الازمة المصرفية من خلال الهيئة المصرفية العليا وغيره.
لقد كانت المناسبة سانحة امام نواب الحاكم ان يكونوا meritocrates الوطن على غرار اسماء تفتخر بها الاوطان الاخرى امثال الفرنسي Émile Moreau والالمانيين Schacht و Tietmeyer والاميركيين Volker و Powel والكندي Carney، وان يكونوا خير قدوة في اكمال مسيرة الحاكم ادمون نعيم في كيفية التصدي ومواجهة قوى الضغط الرسمية والخاصة على السواء. كما وتصحيح الانحرافات القانونية الفاقعة المرتكبة بالتعاميم 150 و151 و158 و161 و165 بدعم رئاسي سابق في عهد ميشال عون لهذه التعاميم كما بدعم حكومي متأخر ولاحق لها من قبل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. والطريف بالنسبة لدعم حكومة الرئيس ميقاتي حصوله في مرحلة تصريف الاعمال !!!!
المادة 18 من قانون النقد والتسليف لم تتم قراءتها إلى آخرها
المادة الوحيدة التي وردت في بيان نواب الحاكم هي المادة 18 من قانون النقد والتسليف. وقد استندوا اليها للاعلان عن «واجبهم التشديد على ضرورة تعيين الحاكم في اقرب وقت». وهذه المادة تنص في فقرتها الاولى على «تعيين الحاكم لست سنوات بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير المالية». اما الفقرة الثانية من هذه المادة فتتحدث عن تعيين نواب الحاكم لمدة خمس سنوات بذات الآلية مضافة اليها استشارة الحاكم. وتتحدث الفقرة الثالثة عن ضرورة توافر شروط معينة في تعيين الحاكم ونوابه هي الشهادات الجامعية والخبرة وايضاً الصفات المعنوية التي تستوجبها ممارسة وظائفهم.
بالنسبة للصفات المعنوية تحدد الفقرة الاخيرة من المادة 18 واحدة منها هي « الشرف» والمقصود بـ»الشرف» كلمة honneur حسب النص الاصلي لقانون النقد والتسليف الموضوع بالفرنسية
Le Gouverneur et les sous-gouverneurs prêtent serment, entre les mains du Président de la République, de remplir leurs fonctions loyalement et scrupuleusement dans le respect de la loi et de l’honneur.
والقاسم المشترك بين القواميس الفرنسية في تحديد معنى كلمة honneur هو «مجموعة من المبادئ الأخلاقية التي تحث على عدم القيام بعمل يتسبب في فقدان احترامنا لذاتنا أو احترام الآخرين».
Ensemble de principes moraux qui incitent à ne jamais accomplir une action qui fasse perdre l›estime qu›on a de soi ou celle qu›autrui nous porte
وعدم الهروب من المسؤولية تقع بلا ريب من ضمن ان لم تكن في راس الامور التي يتعين على نواب الحاكم اتيانها. وهذا الامر كان واضحاً جداً في مخيلة وضمير الحاكم السابق ادمون نعيم، خلال فترة سقوط البلد بين حكومتين واحدة بقيادة الرئيس الحص والثانية بقيادة الرئيس عون، اذ كانت ردة فعله على من جاء يخبره عن حنق احد المسؤولين عليه لتمنعه عن صرف مبلغ كبير من المال لصالح فريقه واستعداده لاستعمال القوة المسلحة للحصول على هذا المبلغ قسراً، ان اعلن اصراره على تمسكه بموقفه وقام بتحصين مكتبه في المصرف باكياس من الرمل تقيه من القصف، وانتشرت صورته على غلاف مجلة Investor Institutional مع عنوان The Banker in The Bunker لتظهر للجميع السجن الذي ارتضى حبس نفسه فيه حارساً للامانة: اموال المودعين بالعملات الاجنبية لدى المصارف المراسلة بنسبة تتعدى الـ 90% من قيمة الودائع وايضاً احتياطي الذهب ورمزية مصرف لبنان ودوره.
وكان يرد على التعليقات التي تتناول وضعه بانه اقسم اليمين عملاً بالفقرة 5 من المادة 18 من قانون النقد والتسليف بانه «سيقوم بوظيفته باخلاص ودقة محترماً القانون والشرف». وانه ليس هو من يحنث بما يقسم عليه ايا كانت الظروف ضاغطة.
للاسف بيان نواب الحاكم بغض النظر عن التفسيرات والتأويلات السياسية والادارية التي صدرت بشأنه لا يعكس التزاماً صارماً من قبل موقعيه بما اقسموا عليه. وهذا المنحى تبدى بالحقيقة سريعاً بعد استلامهم مهامهم ودون انتظار صدور بيانهم. اذ لم يحدثوا التصحيح المطلوب بتقويم الانحرافات القانونية البليغة في التعاميم المصدرة قبلهم. لا بل وافقوا على مرامي جميع هذه التعاميم بقيامهم بتعديلها بذات توجهاتها الرئيسية مع ما يرتب ذلك عليهم من مسؤوليات قانونية ستثيرها بلا ريب الدعاوى القضائية للحصول على التعويضات عن الاضرار المتأتية من هذه الانحرافات، كما حكم بذلك القضاء الفرنسي ومحكمة العدل الاوروبية، وكما يحضر له راهناً اصحاب السندات والودائع في الـ Credit Suisse من مراجعات امام القضاء السويسري لمطالبة الـ FINMA بتعويضهم عن الاضرار التي حلت بهم من سوء تنظيمها للامور وسوء رقابتها لعمليات الـ Credit Suisse
هل تعود التظاهرات أمام مصرف لبنان؟
تأويلات في صدور البيان:
إملاءات سياسية ورهبة من الآتي
من بين التأويلات المتداولة بشان بيان نواب الحاكم، مع الامل والتمني بان لا تكون صحيحة، (1) ان صدوره، اي البيان، اتى باملاءات وبضغوطات ومناورات من قبل مرجعياتهم السياسية لتحقيق مصالح الاخيرين بخلق واقع يضغط اما للتمديد للحاكم او لعدم الاعتراض على تعيين حاكم جديد من قبل حكومة معتبرة انها حكومة «تصريف الاعمال»، والامران دونهما محاذير معروفة. امر لو صح فانه يكشف عدم تقيد نواب الحاكم بموجب الاستقلالية الوارد في المادة 13 من قانون النقد والتسليف وشروحات اسبابه الموجبة لهذه المادة، كما واخلالهم بالتالي بقسمهم باحترام القانون.
(2) ان صدوره اتى برهبة من تحملهم المسؤولية بعد الشغور القادم في منصب الحاكم ما يعني ضمناً توجسهم من انفلات الامور بعد 31 تموز بشكل دراماتيكي وغير مسبوق في ظل عدم وضوح الرؤى لديهم للمعالجة. امر لو صح فانه يثير التساؤل عن صوابية تعيينهم ابتداء نواباً للحاكم باوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات من دون ان يكون لديهم اي تصور مسبق للتصدي لها ولتداعياتها فضلاً عن سلامة قسمهم بالقيام بوظيفتهم باحترام القانون وايضا الشرف.
صحيح ان غالبية الدول لا ترتب نتائج محددة على الاخلال بالقسم على الاخص «القسم السياسي» الذي يؤديه المسؤولون السياسيون في مقدمهم رؤساء الجمهورية، وتكون نتيجته على العموم محصورة بضمور بالثقة العامة لمن حنث بقسمه على اساس ان هذا بات للاسف سمة من سمات العمل السياسي. لكن الامر يختلف بالنسبة «للقسم المهني» الذي تؤديه شرائح واسعة من اصحاب المهن والقضاة والموظفين وحتى المصرفيين وغيرهم كما هي الحال في هولندا، اذ يكون الحنث بالقسم مدعاة لجزاءات متنوعة تبدأ بتثقيل العقوبة وتنتهي بكف اليد.
الرجاء الذي يحمله بيان نواب الحاكم
لا شك ان بيان نواب الحاكم اعاد خلط الامور وتعقيدها. اذ اضاف الى التجاذبات السياسية المعروفة حول مسألة من سيتولى مهام الحاكم بعد 31 تموز ومحاذير كل خيار يعتمد، تحذيرات لنوابه تضمر من بين ما تضمر اتجاههم لتقديم استقالة جماعية، ما يرجح عندها خيار تعيين حارس قضائي يتولى بصورة استثنائية لوحده صلاحية الحاكم والمجلس المركزي ويكون له الاستعانة بمن يشاء لتسيير الامور في المصرف.
وحتى هذا الامر ليس ايضاً باليسير، اذ ليس من السهل الوقوع على شخصية لبنانية تتوافر لديها جميع المؤهلات العلمية والمهنية والادبية للمرحلة الراهنة وتقبل المهمة الشاقة. ما سيقود الى التفكير بخيار الاستعانة بشخصية اجنبية مرموقة على غرار ما فعلته عدة دول لتخطي ازمات اقل حدة من الازمة اللبنانية، مثل اسرائيل التي استدعت الامين العام السابق لصندوق النقد الدولي stainly Fischer لقيادة مصرفها المركزي مؤقتاً. فكان له الفضل في اخماد ازمة الشيكل واعادة هيكلة المصرف على نحو علمي معاصر تقوده الكفاءة والجدارة وتتوازن فيه المهام بدون اي تمركز للسلطة.
ايضا انكلترا المشهورة بوفرة الاخصائيين لديها بامور المال والنقد والمصارف لم تجد غضاضة باستدعاء البروفسور الكندي Carney Mark لتولي ادارة مصرفها المركزي. والاخير صاحب صيت ذائع بكفاءته العلمية والمهنية وبثقافته الواسعة وايضا بجرأة ادبية رائدة واحدة من تجلياتها بعد توليه حاكمية مصرف انكلترا تسجيله موقفاً علنياً وصريحاً موثقاً بالحجج والارقام اثبتت الايام صحته ومعارضاً لموقف الحكومة بمسالة الـBrexit. ايضا يعرف عنه شفافية في العمل ندر ان مارس مثلها اي حاكم لمصرف مركزي في بلد آخر، حلقة من حلقاتها تخصيصه في موقع كلا المصرفين المركزيين الكندي والانكليزي على شبكة الانترنت خلال ادارته لهما صفحتين خاصتين بتفصيلات نفقاته الشخصية ذات الصلة بعمله.
ان اتخاذ قرار بتعيين البروفسورCarney حارساً قضائياً لمصرف لبنان سيكون بالتاكيد افضل قرار يمكن تصوره. اذ سيكون ابلغ رسالة يمكن للبنان تقديمها للخارج بان فجراً جديداً قد اشرق على الوطن زاخراً بآمال ووعود مؤكدة في ادارة مسؤولة وواعية للنقد والمصارف واسواق المال.
مصارف
Credit Libanais enables Google Pay on all its MasterCardand Visa cards issued through its platform, thus empowering secure, seamless and contactless payments on Andriod and Wear OS devices.
Credit Libanais is proud to announce the official launch ofGoogle Pay, the globally trusted mobile payment solution, now available to all its cardholders, whether carrying a MasterCard or a Visa card, customers can now enjoy the convenience of secure, contactless payments using their Android smartphones and Wear OS devices – anytime, anywhere.
Through the Google Wallet App, Credit Libanais customers can easily add their cards and start transacting immediately in-store, online, or within mobile applications, both locally and internationally. Google pay brings a frictionless user experience paired with powerful security layers, including tokenization encryption, and biometric authentication, ensuring each payment is fast, safe and private. .
“At Credit Libanais, digital transformation is more than a goal – it’s a commitment to deliver real value to our customers, anytime, anywhere. With Google Pay, we are not simply enabling a payment feature; we are building a digital bridge that connects every customer to the future of finance, regardless of card type or location. This step reflects our mission to empower lives through accessible technology, convenient services, and secure banking environment tailored for today’s evolving needs,” said Mrs. Randa Bdeir, Deputy General Manager and Head of Electronic Payment Solutions and Cards Technology at Credit Libanais. “By integrating Google Pay across both MasterCard and Visa portfolios, Credit Libanais offers customers true freedom of choice and seamless flexibility making digital payments more accessible and paying through their Android phones offering users a seamless experience at millions of merchants worldwide or online. The availability of Google Pay for both MasterCard and Visa cards confirms our promise to bring global technology closer to our local users – securely and instantly.”
Mrs. Bdeir added: “Bringing Google Pay to our MasterCard and Visa portfolio is a step toward a truly mobile-first future reinforcing our commitment to advancing the future of payment in Lebanon and the region.
Why Google Pay? Why Now?
Lebanon is on the hub of a digital payment revolution since it has now 5.3 million users representing 91.6% penetration , with smartphone adoption reaching over 80% and growing demand for frictionless solutions and cashless options, Credit Libanais is meeting consumers where they are: on their phones, in the moment, and ready to tap.
With Google Pay, users benefit from:
• Speed & Simplicity: One-tap checkout in-store, online, and in apps.
• Top-Tier Security: Built-in tokenization replaces card numbers with encrypted codes via a dynamic mode that changes with every transaction, ensuring sensitive information stays protected.
• Global Convenience: Accepted wherever contactless payments are available – from Beirut to Berlin.
Getting Started Is Easy
Customers simply need to:
1. Download or open the Google Wallet app on their Android device.
2. Tap “Add to Wallet” and follow the simple steps.
3. Start paying with their phone – no need to carry a physical card.
This launch is part of Credit Libanais’ broader vision to offer cutting-edge digital banking solutions that keep pace with global innovation while remaining deeply rooted in customer-centricity.
مصارف
مصر تفرض أضخم غرامة في تاريخها على بنك إماراتي
فرض البنك المركزي المصري غرامة مالية قياسية بلغت مليار جنيه (21 مليون دولار) على بنك أبو ظبي الأول مصر.
وإضافةً إلى الغرامة، التي تُعدّ الأكبر في تاريخ القطاع المصرفي المصري، قرر المركزي إقالة رئيس قطاع مخاطر الائتمان في البنك، بحسب مصدرين مطلعين تحدثا لـ “الشرق” شرط عدم الكشف عن هويتهما.
وأفاد أحد المصدرين وفقا لوكالة “بلومبرغ” أن عدة بنوك أخرى — من بينها بنك الكويت الوطني – مصر — تعرّضت أيضًا لغرامات أصغر، بلغت في حالة “الكويت الوطني” نحو 170 مليون جنيه، على خلفية مخالفات مشابهة.
وأشار إلى أن إقالات إضافية قد تطال قيادات أخرى في “أبوظبي الأول مصر” خلال الفترة المقبلة.
“بلتون القابضة” أصدرت بيانًا عبر البورصة المصرية أكدت فيه قوة ملاءتها المالية والتزامها الكامل بالقوانين، مشيرة إلى أن “حق الرد مكفول للبنوك” بشأن قرارات المركزي.
و”بنك أبوظبي الأول مصر” قال إنه “يلتزم بكافة القوانين واللوائح الصادرة عن البنك المركزي”، ويعمل على “أعلى معايير الحوكمة والرقابة”، لكنه “لا يعلق على أي معاملات تخص عملاءه”، تماشيًا مع سياسات السرية المصرفية.
كما وصف إقالة رئيس مخاطر الائتمان بأنها جزء من “استراتيجيته للنمو المستدام وتحسين الكفاءة التشغيلية”.
في مذكرة بحثية للمستثمرين، حذّرت شركة الأهلي فاروس من أن الغرامة — رغم أنها لم تُفرض على “بلتون” مباشرة — تمثّل إشارة واضحة إلى تشديد الرقابة من قبل البنك المركزي، ما قد:
- يُصعّد من صعوبة حصول “بلتون” على تمويلات جديدة على المدى القصير،
- يُقيّد خططها التوسعية (العضوية وغير العضوية) في السوق المصرية.
وتوقعت المذكرة هبوط سهم “بلتون” بنسبة لا تقل عن 10%، ودعت المستثمرين إلى “تقليص انكشافهم على السهم حتى تتضح الصورة بالكامل”.
وبالفعل، انخفض سهم “بلتون” بنسبة 4.15% عند الساعة 11:38 بتوقيت القاهرة، ليصل إلى 3 جنيهات، متصدرًا قائمة أعلى قيم التداولات في البورصة.
وتُعد “بلتون” من كبرى المؤسسات المالية في مصر، وتضم 18 شركة تعمل في الاستثمار، إدارة الأصول، الأوراق المالية، وتغطية الاكتتابات.
- بلغت محفظة قروضها 22.4 مليار جنيه حتى 30 يونيو 2025.
- جمعت الشركة 20 مليار جنيه من المساهمين عبر بورصة مصر على مرحلتين (آخرها يوليو 2023)، واجهت خلالها شكاوى من صغار المساهمين بسبب تأخر ظهور الأسهم، ما دفع الهيئة العامة للرقابة المالية للتدخل لضمان حقوقهم.
- في 2022، استحوذت مجموعة شيميرا الإماراتية على 56% من أسهم “بلتون” مقابل 385 مليون جنيه، بسعر 1.485 جنيه للسهم، بينما يتداول السهم حاليًّا عند 3.13 جنيه.
- يأتي هذا القرار في إطار حملة موسعة يشنها البنك المركزي المصري لضمان توجيه التسهيلات الائتمانية لأغراضها المصرح بها، ومواجهة أي استخدامات غير مشروعة أو مخالفة للسياسات النقدية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
ويبقى السؤال الأهم: هل تمثّل هذه الخطوة بداية موجة تصحيح في سلوك المؤسسات المالية، أم أنها ستفاقم أزمة السيولة في سوق يعاني أصلاً من تقلص التمويل؟.
يعد بنك أبوظبي الأول مصر، التابع لمجموعة بنك أبوظبي الأول، ثالث أكبر البنوك الأجنبية العاملة في مصر، عقب دمج أصول بنك عوده مصر.
وتتوزع فروع البنك، البالغ عددها 72 فرعاً، في مختلف أنحاء جمهورية مصر العربية.
ويعد بنك أبوظبي الأول أكبر بنك في دولة الإمارات العربية المتحدة وأحد أكبر وأأمن المؤسسات المالية في العالم.
وتتوزع شبكة فروعه في خمس قارات، يقدم من خلالها علاقاته الدولية، وخبراته الواسعة وقوته المالية لدعم الشركات المحلية والإقليمية والدولية التي تسعى لإدارة أعمالها محلياً وعالمياً.
ويتمتع بنك أبوظبي الأول بتصنيف Aa3 وAA- وAA- من وكالات موديز، وستاندرد آند بورز، وفيتش على التوالي، ما يجعله يحظى بأقوى تصنيف مجمّع للبنوك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وحصل بنك أبوظبي الأول على تصنيف البنك الأكبر والأكثر أماناً في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط.
مصارف
استعدادات مصرفية في أبو ظبي لإبرام صفقات غير مسبوقة
يبحث اثنان من أكبر البنوك التجارية في أبو ظبي الدخول إلى سوق “نقل المخاطر الكبيرة”، حيث تواجه المصارف في الإمارات متطلبات رأسمالية أعلى.
يدرس اثنان من أكبر البنوك التجارية في أبو ظبي الدخول إلى سوق “نقل المخاطر الكبيرة، إذ يواجه المقرضون (المصارف) في الإمارات متطلبات رأسمالية أعلى.
ووفقا لأشخاص مطلعين، أجرى كل من “بنك أبوظبي الأول” و”بنك أبوظبي التجاري” محادثات مع مستشارين متخصصين في مثل هذه المعاملات. وأوضحت المصادر أن الاستعدادات لا تزال في مراحلها المبكرة، وأن أي صفقات محتملة ستخضع للحصول على الموافقات التنظيمية.
وتمثل عمليات نقل المخاطر الكبيرة، التي يشار إليها غالبا باسم “نقل المخاطر الاصطناعي”، وسيلة للبنوك لتحويل مخاطر التخلف عن سداد القروض.
وتتيح هذه المعاملات، التي غالبا ما تكون مصممة على شكل سندات مرتبطة بالائتمان، للبنوك تعزيز نسب ملاءتها المالية وتقليل اعتمادها على خيارات أقل جاذبية للمساهمين مثل إصدار أسهم جديدة أو خفض توزيعات الأرباح، كما تزيد من هامشها المتاح لمنح قروض جديدة أو القيام بعمليات استحواذ أو توزيعات للمساهمين.
ووفقا لـ”الرابطة الدولية لمديري محافظ الائتمان”، بلغت القروض المرتبطة بصفقات “نقل المخاطر الاصطناعي” نحو 700 مليار يورو بنهاية العام الماضي، 97% منها من مصارف أوروبية وأمريكية.
-
خاص10 months agoالمايسترو”: طموحي أن أكون رقم واحد في الوطن العربي في عالم الأعمال
-
مجتمع11 months agoAXA Middle East Board of Directors’ Meeting:Joseph Nasnas appointment to the post of General Manager AXA Middle EastAXA Group reaffirms its confidence in AXA Middle East and its role in Lebanon’s economic future.
-
Uncategorized1 year ago“Wink Transfer” from Credit Libanais:Pioneering the future of Digital Transfers
-
مجتمع4 months agoلمسة وفاء من جمعية “كل الفرح للاعمال الخيرية” لرئيسة جمعية “المرأة الدرزية “كاميليا حليمة بلان
-
قطاع عام1 year agoلقاء لقطاع التأمين…واستذكار ايلي نسناس
-
محليات11 months agoكلام لافت عن “القوات”.. هذا ما قاله “قبلان”
-
أخبار عامة11 months agoالطقس المتوقع في لبنان: تغييرات جوية مع تحسن تدريجي
-
مال1 year agoاتحاد جمعيات قدامى خريجي جامعة القدّيس يوسف في بيروت يطلق برنامج بطاقة مسبقة الدفع الخاص بالجامعة وذلك بالتعاون مع شركة فيزا
