مجتمع
الأب نجيب بعقليني وقَّع كتابه الجديد “عالمنا المترنح بين خريف العولمة والتحوُّلات الجيوسياسيَّة” وكلمات ركزت على أهمية بناء غد أفضل على الحوار والعدالة والديمقراطيَّة والأخوَّة الإنسانيَّة والسلام

لمناسبة صدور كتابه الجديد “عالمنا المترنح بين خريف العولمة والتحوُّلات الجيوسياسيَّة” (منشورات دار سائر المشرق وجمعية عدل ورحمة ) التقى حول الأب الدكتور نجيب بعقليني، رئيس “جمعيّة عدل ورحمة”، حشد من أهل السياسة والفكر والثقافة والدين فضلًا عن الأصدقاء، في احتفال دعت إليه “جمعيّة عدل ورحمة” ودار “سائر المشرق” في الجامعة الأنطونيَّة بعبدا-الحدث،
تضمن الاحتفال توقيع الكتاب (عاد ريعه إلى خدمات “جمعيَّة عدل ورحمة”) الذي قدّم له الدكتور فادي فاضل بكلمة اعتبر فيها أن “النصّ يُشَيرُ بِالبَنَانِ إلى الشرّ الذي يكون المؤلِّف فيه الإنسان على صُعد الحروب والظُلم وتجاهُل أخيه الإنسان… في المُقابل يوضح الطريق الواجب اتّباعه لإعادة نسج الرابِط الذي يوحّد بين البشَر، الرابِط الإنساني، الرابط الاجتماعي، والعَقد بين الناس على غرار شُرعة حُقوق الإنسان…[…] يقدم لنا الأب بعقليني، الجريء والبصير والمثابر، مؤلّفًا يماشي العصر مع خارطة طريق نحو عالم أفضل وأمل يتجاوز الواقع المرير الذي يعيشه مُواطنونا في واقعهم اليومي”.
كذلك تضمن الاحتفال ندوة شارك فيها النائبان جورج عقيص وابراهيم منيمنة والدكتورة الهام كلّاب رئيسة جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان، وقدمتها الدكتورة سحر حيدر(أستاذة مادة “المواطنة والمجتمع” في الجامعة الأنطونيّة).
سحر حيدر
بعد الترحيب بالحضور وقبل أن تقدِّم المنتدين، ألقت الدكتورة سحر حيدر كلمة مما جاء فيها: “أصدُقكم القول، إنني حين قرأتُ كتاب الأب الدكتور نجيب بعقليني، وجدُتني أمام “صورةِ الإنسان” الذي لأجلهِ، صار “الكلمةُ” إنسانًا وحلَّ بيننا .أن تكون إنسانًا، يعني أن تكون مسؤولًا، تُشارك الله في مُساندة إخوتك وخِدمتهم ودعمهم. أن تعيش “حُرّ” الفكرِ والقلم، وتكونَ سيّدَ أفعالِك وأقوالِك. زينتُكَ الأخلاقُ، درعُكَ المعرفة، وتاجُك التواضع، ورأسمالُك تقوى الله ومحبةُ الآخرين غير المشروطة”.
أضافت: أحبائي بالأصالة عن نفسي وباسم “جمعيَّة عدل ورحمة” رئيسًا وأعضاء، أتقدّم بباقة من الشكر والاحترام والتقدير، اطرحها على مائدة “الرهبانيَّة الأنطونيَّة” اولًا، تلك التي “انجبت هذين الأخوين المُتعاضدين، أعني بهما “الجامعة الأنطونيّة” و”جمعيّة عدل ورحمة”، هذه الرهبنة التي كانت وما زالت تزرع البتِلات، حيث ما حلّ أبناؤها، رحمةً وثقافة وعدلًا وإنسانية، رغم ضبابيّة المشهد العام القائم، والظُّروف العصيبة التي تمرّ بها البلاد، عبر مؤسَّساتها التعليميَّة والخدماتيَّة والإنسانية والروحيَّة”.
تابعت: “ليست المرة الأولى التي تُسهم فيها الجامعة في نشر كتابات الأب بعقليني، فلقد سبق لدار نشر الجامعة أن ساندت الكاتب واحتضنت من مجموعته “الكنز” خمسة مؤلفاتٍ، وها هي اليوم تجمعنا من جديد حول إصدارٍ مُميَّز، يخاطب فيه الأب بعقليني عقولنا. اختار له عنوانًا صارخًا “عالمنا المترنّح بين خريف العولمة والتحولات الجيوسياسيَّة”، يعبّر بشكلٍ صريحٍ عن مكنونات هذا المؤلَّف، مع إدراك لجسامة المُهمَّات التي تنتظر مختلف مؤسَّسات المجتمع المدني، ويطالبها، كما يطالب كلًّا منا، بنشر وبناء ثقافة السِّلم الأهلي والوعي الإنسانيّ والأخلاق وحثّ المواطنين، بخاصةٍ “جيل لبنان الغد” على مُمارسة الديمقراطيَّة وعيشها من دون خوف أو تزلُّف. علّنا معًا نُبعدُ شبح الفقر والعوز، والجهل والقلق ونعيد كتابة تاريخ لبنان، بعدما انهارت جُذور الثقة بين أبناء الأرضِ الواحدة وكادت أن تنقطع قنواتُ الاتصال”.
ختمت: “اسمحوا لي أن استقي من عناوين كتابه بعض العبارات. اسمعه ينادي “بأنسنة العولمة” وينبّه من “اضمحلال حقوق الإنسان” ويتهيّب من صدام الحضارات، ويتساءل ما إذا كانت صراعًا أم حوارًا؟ ويعتبر أن الدين هو عاملٌ إيجابي، يجيب الإنسان الحرّ المتمتّع بالحرية والإرادة، من خلاله، على مُبادرة الخالق الذي يكشف له ذاتَه وأعماله ومشروعه الخلاصيّ للبشر، مشددًا على الأخوَّة الإنسانيَّة ومُمارسة المُواطنة والتشبُّث بالهويَّة الوطنيَّة مع احترام التنوُّع والاختلاف”.

عقيص
في كلمته اعتبر النائب جورج عقيص أن كتاب الأب بعقليني “مكتوب بريشةٍ روحانية، مبني على وقائعَ علمٍ ومعرفة، مسند الى تجارب شخصية عاشها المؤلف، وهو بالتالي خلطة إيمان وعلم، وتحدِّ لمقولة إن الإيمان نقيض المحسوس، والمحسوس نقيض الإيمان. كتاب تكثر فيه الأسئلة، وتفيض فيه الإجابات. كتاب يشرح المفاهيم المُلتبسة والمختلِطة في ما بينها كالعالمية والعولمة، حقوق الانسان وحقوق الدول، ويبيّن بشأن كل منها الحدود والفواصل، المزايا والمساوئ، ثم ينطلق بعد الشرح إلى معاينة الواقع بعين الفاحص المجرّد، يطرح البعد الشاسع بين المعيوش والمنشود، ويسكب من خلف ستائر أوراقه تجربته الشخصية في مجال حقوق الإنسان”..
أضاف: “نادرة هي المؤلفات التي تشكّل في وقت واحد ناقوساً يحذّر مما نحن عليه ودليلاً على ما يجب ان نكون” ، مشيرًا إلى أنه “في معرض رسمه للعالم الأفضل بمكوناته كافة، يصف الأب نجيب القادة الحقيقيين فيقول: ” نعم، نحلم بعالم أفضل عندما يتحلى قادة البلدان بروح القيادة الحقة. يتكل البعض على طموحه ومهارته وجدارته وموهبته ومزاياه، وحتى على ماله وكريزمته، ويعتبر ان تلك الميزات تخول من يمتلكها ان يكون قائدا حقا. ينسى هؤلاء ان من مؤهلات القيادة التحلي بفضائل إنسانيَّة في الطليعة، منها: العدالة، التواضع، الفطنة، التمييز ، الشهامة، الصدق، المرونة، الشجاعة، السيطرة على الذات وغيرها. هذه الفضائل الانسانية الاساسية والجوهرية تحيي شخصية القائد وتنميها وتساعده على اتخاذ قرارات صائبة تصب في خانة المصلحة العامة”.
ختم: “في معرض بحثنا مع الأب نجيب عن مفاهيم تحتاج بنظره ونظرنا الى تجديد واعادة هندسة مثل الديمقراطية والمواطنة، اتساءل اليوم، وفي هذه اللحظة السياسية بالذات، ألم يحن الوقت في لبنان، لكي يكون عندنا رئيس بمزايا الراهب، وشعب يتحوّل نحو نخبوية المواطنة الحقة، وكتاب مقدس لكل طائفة صحيح ولكن مع كتاب مقدس جامع بالمعنى السياسي هو الدستور؟”
إلهام كلّاب
أشارت دكتورة إلهام كلّاب في كلمتها إلى أن “مؤلفات الأب بعقليني تحاول المُشاركةَ في التساؤلات الإنسانيَّةِ في “الارتقاء بين الموروثات والتطلُّعات” وفي “الومضات النورانيَّة في الزمن الصَّعب”، وهو عنوانُ كتابِه ما قبلَ الأخير… الزَّمنُ الصعب… اليوم والأحرى بالقول زمنُ اللامعقول، وهو ما نُقاربُه في كتابِك “عالمُنا المترنّح بين خريف العولمة والتحوُّلات الجيوسياسيَّة”.
أضافت: “كم يبدو هذا العُنوانُ مترفقًا وأكاد أقول متأنِّيًا، عندما تصفعُنا تحوّلاتُ عالمِ اليوم في أزماتِه المُفاجئةِ والمُتعاقبةِ، كما في محطَّات القهر والتسلُّط، ونحن هذا البلدُ الصغيرُ على شاطئِ المتوسط، المُغري بتوهُّجِه والهشّ بتماسُكه، الذي يُعايشُ عصفَ عالمِ العُنفِ والقوَّة والمال والتحكُّمِ بحُدود البُلدان وحياةِ ناسِها.لكن يتعدَّدُ في هذا الكتاب ذِكرُ الأحداثِ والتحوّلاتِ والمواقفِ والتقاريرِ والوثائقِ المتشظيّةِ الآفاقِ والمُثيرةِ للقلقِ على حاضرِ الإنسانيَّة وعلى مُستقبلِها”.
تابعت: “هو ليس كِتابًا أكاديميًّا، ولكن يُسائلُ الكاتبُ العولمةَ والحداثةَ وما بعد العولمةِ وما بعد الحداثةِ، يتوقّفُ بأسى عند حُقوقِ الإنسانِ المُنتهَكةِ في نظامٍ عالمي يزدادُ شراسةً وهشاشةً. هو عالمٌ يترنَّحُ كي يستولدَ جديدَه في زمنٍ مُتسارع يمحو ويرمي، عالمٌ مُقلقٌ ومُخيفٌ، عالمُ سُلطةِ القوّةِ والعُنفِ والمال حين تتفلّتُ من عِقالها”.
توقفت د. كلّاب عند مقارَبة الأب نجيب بعقليني كلَّ هذه المواضيع بنقاطٍ ثلاث مُترابطة: قلقُ الإنسانِ المُعاصِر، الالتزامُ التربوي، روحانيّةُ الإيمان. “لذا يدعو هذا الكتابُ إلى مُواطنةٍ فاعلةٍ إنسانيّة، وإلى سُلطةٍ مُقتدرةٍ، إلى حوار الحضارات حيال صِراعِها، والى مبدأ المسؤوليَّةِ والديمقراطيّةِ، وإلى حوارِ الهويَّات، وأنسنةِ العقل، إلى العدالةِ الاجتماعيَّةِ، والتفوُّقِ على الذَّات، وإلى الأخوَّة الإنسانيَّة. هو يحاولُ تجاوزَ الواقِع المؤلم دون أن يتجاهلَ أنينَ المُتألِّمين وصُراخَ المظلومين، وفي مواضيعَ متشعبةٍ كثيرة- أكاد أقول – ينوء بها كتابٌ واحِد، ولكن لُحمتَها وسداها الجرأة والمُثابرة والدَّعوة إلى السَّلام والتآخي والعدل والمحبَّة والرَّحمة”.
فيلم وثائقي
قبل كلمة النائب ابراهيم منيمنة عُرض فيلم وثائقي تضمَّن فُصولًا من مسيرة “جمعيَّة عدل ورحمة” التي يترأسها الأب الدكتور نجيب بعقليني، وإنجازاتِها وعطاءاتِها التي زادت عن خمسٍ وعشرين سنة، لا تكِلّ ولا تمَل.
براهيم منيمنة
اعتبر النائب ابراهيم منيمنة في كلمته أنه “لا يمكن الحديث عن العولمة دون التطرق إلى القيم التي باتت تفرضها على المجتمعات. قيمٌ تشجع على المنافسة والفعالية والسرعة، لكنها كثيرًا ما تكون على حساب القيم الإنسانية الأساسية مثل التضامن والعدالة. وكما يُوضح الكاتب: “إن غياب التوازن بين قيم الإنتاجية والقيم الإنسانية يهدد بتفكيك الروابط الاجتماعية وتآكل النسيج المجتمعي”.
أضاف: “يتناول هذا الكتاب دور المؤسسات الدولية والسياسية في تشكيل نظام عالمي جديد. هذه المؤسسات، التي أُنشئت بهدف تحقيق العدالة العالمية، أصبحت أحيانًا أداة لتعزيز مصالح القوى الكبرى على حساب الدول الأقل نفوذًا. إن هذا الواقع يفرض علينا التفكير بعمق في كيفية إصلاح هذه المؤسسات بحيث تُصبح أكثر عدالة وشمولية”.
تابع: “لبنان، هذا الوطن الصغير بحجمه والكبير برسالته، يُمكن أن يكون نموذجًا للتعددية والتعايش. وكما يُشير الكاتب: “إن لبنان يملك مقومات فريدة تجمع بين الثقافات، ما يؤهله ليكون منبرًا للحوار الإنساني في مواجهة عواصف العولمة”.
أكد أن “التجربة اللبنانية، رغم ما تمر به من تحديات، تظل مصدر إلهام للدول التي تسعى لإيجاد توازن بين التعددية والاستقرار. هذا التوازن يحتاج إلى رؤية واضحة وجهود مشتركة من جميع مكونات المجتم”، لافتًا إلى إن الحديث عن العولمة لا يكتمل دون الإشارة إلى دور المجتمعات المحلية. إن نجاح أي نظام عالمي يعتمد على مدى تفاعل المجتمعات المحلية معه. فالمجتمعات التي تحترم التنوع وتدعم قيم العدالة والمساواة ستكون قادرة على مواجهة التحديات التي تفرضها العولمة. وفي هذا السياق، يمكن للمجتمع المدني اللبناني أن يلعب دورًا محوريًا. فهو يمتلك القدرة على تعزيز القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، مما يجعله قوة دافعة للتغيير الإيجابي. إن استثمار هذا الدور يتطلب رؤية واضحة ودعمًا من جميع القطاعات”.
ختم: “على المستوى الإقليمي، يمكن للبنان أن يكون جسراً للتواصل بين الثقافات والحضارات المختلفة. هذا الدور يتطلب تعاونًا أكبر بين الدول العربية لتعزيز القيم الإنسانية المشتركة. ومن هنا، يمكن للبنان أن يقود حوارًا بناءً يُسهم في تطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات المشتركة. إلى جانب دور لبنان الداخلي، يمكنه أيضًا أن يكون محركًا لمشروع عربي إنساني. هذا المشروع يمكن أن يُعيد صياغة العلاقات بين الدول العربية على أسس إنسانية وثقافية تُعزز من مكانتها عالميًا. إن التعاون الإقليمي المبني على الاحترام المتبادل يمكن أن يكون الردّ الأمثل على التحديات التي تواجه المنطقة. وفي خضم هذه التحديات، يجب أن نتذكر أن لدينا فرصة لبناء مستقبل أفضل. هذا المستقبل يتطلب منا جميعًا العمل معًا لتحقيق رؤية مشتركة تستند إلى العدالة والكرامة الإنسانية”.
الأب بعقليني
في ختام اللقاء شكر الأب بعقليني المنتدين والحضور وألقى كلمة مما جاء فيها: “نعم، يحقُّ لي أن أحلُم بعالَمٍ أفضل يخرُج من الرتابة الفِكريّة والأخلاقيَّةِ و”القيميّة” ويتصدى، بالوسائل المُتاحة، لانحدار الإنسانيَّة، ويتحلّى القادة فيه بروح القيادةِ الحقَّة. مطلوب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن يعرف أصحابُ السُّلطة والمسؤولون عن حياة الناس، أن أولوياتِهم خدمةُ الإنسان، وليس استعمالَ “سطوتِهم” السلبيّة والمؤذية لتحقيق “عدالة منقوصة ومشوّهة” تصُبُّ في المنفعةِ الخاصة والضيّقة.المُواطنة تُصحِّح مسار الأنظمة المُتعثِّرة، تُنتجُ مُواطنًا صالِحًا حاملًا في فِكره وعقله وأدائه التنبُّه إلى المصير المُشترَك من خلال وعي الأخطار والحذر من التشرذُم والاقتتال ومُخالفة القانون والغرق في المصالِح الخاصة الضيِّقة”.
أضاف: “نعم، يحقُّ لي أن أحلُم بـ “ثورة بيضاء”، على الذات أولًا، ومن ثم على كلّ اعوجاج يهدّد مصيرَ المُجتمع وسط التحولات الجذريّة والتطوّرات السريعة والانقلابات غير المتوازنة وغير المتزنة، فأصحاب الثورات البيضاء يملِكون قلوبًا نقيّة وضمائرَ ناصعةً وشفافة تخوّلهم أن يكونوا أولياء ومسؤولين بجدارة”.
ختم: “نؤمن بالإنسان، فلا حياةَ من دونه، ونحلُم وننتظرُ عالمًا أفضل، ونعيشُ بالأمل والتفاؤل كما بالرجاء، فالأملُ هو شُعورٌ بالطُمأنينةِ والارتياح، أما الرَّجاءُ فيبدأ عندما يختفي الأملُ، لأنه مبني على إيمان بحت بقُدرة الخالِق ووجودِه”.

مجتمع
يان صادر عن آل ناصرالدين

بقلوبٍ دامية، وعيونٍ لا تكفّ عن البكاء، ووجدانٍ ما زال يرفض التصديق، سبق ونعينا إلى الوطن، إلى الإنسان، إلى الضمير، فلذة كبدنا، ابننا الشاب المغدور سالم الذي أُرديَ برصاصةٍ غادرة اخترقت صدره النابض بالحياة، وقضت على روحه التي لم تعرف يوماً إلا الخير، والكرامة، وخدمة الناس.
لقد خُطف من بيننا شابٌ استثنائي، لم يكن كغيره، فقد جعل من وجعه جسراً يعبر عليه الفقراء نحو العلاج، ومن جيبه الملآن بالنية الطيبة صيدليةً للمرضى الذين أغلقت الأبواب في وجوههم. لم يكن يتقن فن التمييز، ولا يعترف بجدران الطوائف والمذاهب، بل كان يرى الناس بعينٍ واحدة.. عين الإنسانية.
كان يجوب القرى، القريبة والبعيدة، يوزّع الدواء، ويطبطب على أوجاع البؤساء، ويجمع التبرعات لتأمين أسرّة المستشفيات لمن لا سند لهم إلا الله. لم يكن يعمل في الظل، بل كان ضوءًا في ليل الحاجة، ورفيقًا في درب اليأس، وممرّضاً بروح ملاك.
وها هو اليوم يُقتل بدمٍ بارد، وتُنتزع من بيننا زهرةٌ في ربيعها، من دون أن نعلم بعد من اغتال هذا النور، ومن أمر بموته، أو تواطأ على إسكات صوته الذي لم يعرف إلا الدعاء والبذل.
إنّنا، نحن عائلته ناصرالدين المكلومة، نُعلن بوضوح لا لبس فيه:
نرفض رفضاً قاطعاً أن يكون دم ابننا فتنة بين قرانا، أو وقوداً لنزاعٍ لا يشبه حياته ولا رسالته. لن نسمح لأحد أن يتخذ من مصابنا منصةً للثأر أو الاستثمار أو التحريض. لقد كان ابننا صوت محبة، ولن نرضى أن يُستبدل صداه بنداء كراهية.
وفي الوقت عينه، نرفض أن تُميّع القضية، أو يُغلق الملف تحت ذرائع باطلة أو حسابات ضيقة. إنّ دم سالم أمانة في رقاب الجميع، ولن نتهاون في المطالبة بالحقيقة، ولن نقبل إلا بعدالة كاملة، لا تأخذها في الحق لومة لائم.
نُخاطب المعنيين، وأصحاب القرار، وكل من في موقع مسؤولية. لا تجربوا صبرنا. إننا نؤمن بالدولة، وبالقضاء، وبسيادة القانون، وسنقف حيث يجب أن نقف، ولكن على الدولة أن تقف أيضاً حيث يجب، وتحمي دماء أبنائنا من أن تُهدر أو تُنسى.
دم ابننا ليس تفصيلاً، ولا رقماً في سجل. إنّه حياةٌ خُطفت، وحقٌ يجب أن يُعاد. ننتظر كلمة التحقيق، ونترقّب عدالةً نأمل ان لا تتأخر، وان لا ترتجف أمام نفوذٍ أو سطوة.
ليعلم الجميع لم ولن ندفن مع سالم الحقيقة. هذا بياننا الاول وللحديث بقية.
الرحمة لروحه، والعدل لوطنٍ لا قيام له إن ضاعت فيه دماء الأبرياء.
ال ناصرالدين
القماطية
مجتمع
شركة IDM ووزارة الشؤون الاجتماعية تطلقان مبادرة “إنترنت للكلّ”

أطلقت شركة IDM، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، مبادرة “إنترنت للكلّ” لتوفير خدمات الإنترنت المنخفضة الكلفة للأشخاص ذوي الإعاقة.
انعقد الاحتفال في وزارة الشؤون الاجتماعية في بيروت يوم الثلاثاء الواقع في 10 حزيران 2025 برعاية وحضور السيدة حنين السيد وزيرة الشؤون الاجتماعية، والسيد مارون شمّاس رئيس مجلس إدارة شركة IDM ، والسيدة رنا زخّور، المديرة العامة لشركة IDM، إضافة إلى كبار الموظفين في وزارة الشؤون الاجتماعية وكوادر وممثلين عن شركة. IDM وقد حضر كذلك ممثلون عن الجمعيات الأهلية، وفعاليات اجتماعية، وحشد من الإعلاميين وممثلي وسائل الإعلام في لبنان.
في هذه المناسبة، ألقت السيدة حنين السيد، وزيرة الشؤون الاجتماعية، كلمة اعتبرت فيها أنّ الوزارة تعتمد رؤية حقوقية جديدة لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، تقوم على الانتقال من الدعم التقليدي إلى التمكين الفعلي، وإزالة كافة الحواجز التي تعيق مشاركتهم في المجتمع. وشرحت أنّ الوزارة باشرت بخطوات عديدة في هذا الاتجاه، أبرزها إعادة انتخاب الهيئة الوطنية لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، وتطوير برنامج البدل النقدي ليشمل أكثر من 20 ألف مستفيد، بالإضافة إلى تعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية، كما وضمان المشاركة السياسية. وشددت الوزيرة السيد على أهمية الإدماج الرقمي، معتبرة إيّاه ضرورة أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص. واختتمت الوزيرة كلمتها بشكر شركة IDM على هذه المبادرة المهمة، مؤكدةً استمرار التزام الوزارة ببناء لبنان أكثر عدالةً وإنصافًا وشمولاً لجميع أبنائه.
من جهته، ألقى السيد مارون شمّاس، رئيس مجلس إدارة شركة IDM ، كلمة شدّد فيها على “التزام الشركة الراسخ بتأمين إنترنت سريع وشرعي وبأسعار تنافسية لجميع المواطنين.” وشرح أنّه، “منذ بدايات الشركة في التسعينيات، كانت إتاحة الإنترنت للجميع في صلب رؤيتها ومهمّتها”. واعتبر شمّاس أنّ “الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يملكون دورًا فاعلًا في بناء الوطن، مهما كانت التحديات التي يواجهونها. كما وأنّ وصولهم الكامل إلى الإنترنت هو واجب وطني، خصوصًا في عصر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا اللذان يساعدان الأفراد على تخطّي الصعوبات.” وأوضح أنّ “الدولة لا يمكنها أن تقدّم خدمات فعليّة من دون إنترنت سريع ومتاح للجميع.” وأضاف شمّاس أنّ خدمة الانترنت السريعة عبر الألياف البصرية ليست فقط للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بل لكلّ مواطن لبناني.” واختتم كلامه بالتشديد على أنّ “توسيع هذه الخدمة لا يمكن أن يتمّ من دون تنفيذ شامل لشبكة الألياف البصرية، ولا سيما في المناطق التي ما زالت تعاني من غياب هذه البنية التحتية.” وأكّد على التزام IDM بهذه المبادرة كخطوة نحو مجتمع أكثر شمولاً وعدالة.”
تشكّل خدمة “انترنت للكلّ” الجديدة خطوة سبّاقة في لبنان، إذ إنها من اهم المبادرات التي تهدف إلى توفير خدمات الإنترنت للأشخاص ذوي الإعاقة. تشمل الخدمة الجديدة خيارات متعددة تتناسب مع احتياجات مختلف المستخدمين. كما أنّ المشتركين سيحصلون على الشهر الأول من الخدمة مجاناً، مع إجراءات التفعيل والتشغيل كاملةً دون أي تكلفة إضافية، بالإضافة إلى تقديم مودم لاسلكي مجاني، ودعم تقني متخصص على مدار الساعة وباقات اشتراك شهريّة مخفّضة.
إنّ هذا العرض الجديد متاح للأشخاص ذوي الإعاقة عبر تقديم طلب الاشتراك مرفق بنسخة عن بطاقة الإعاقة (الصالحة) الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية، مع الإشارة إلى أن صلاحية العرض تمتد حتى نهاية العام 2025. كما وستتعاون شركة IDM مع الوزارة لتنظيم حملات توعية مشتركة لتعريف الأفراد بكافة تفاصيل المبادرة وآلية الاستفادة منها. للاشتراك بهذا العرض، يمكن الاتصال بشركة IDM على الرقم 1282 أو زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بها.
نبذة عن شركة IDM: تُعد شركة IDM من أوائل مزوّدي خدمات الإنترنت في لبنان، حيث تأسست عام 1995 وأسهمت في إدخال أحدث تقنيات الاتصال الرقمي السلكي واللاسلكي إلى السوق المحلي. وقد استحصلت الشركة على كافة التراخيص اللازمة من وزارة الاتصالات، حيث تغطي خدماتها كافة الأراضي اللبنانية. وتتميّز IDM بتقديم حلول متطورة تشمل الإنترنت السريع ADSL عبر خطوط الهاتف الأرضي بسرعات تتراوح ما بين 4 و50 ميغابت/ثانية، وخدمة VDSL بسرعات تتراوح ما بين 40 و100 ميغابت/ثانية، وخدمة الألياف الضوئية FIBER بسرعات تصل إلى 300 ميغابت/ثانية في المناطق المجهزة، بالإضافة إلى حلول مخصصة للشركات والمرافق العامة. تلتزم الشركة بتقديم خدمة إنترنت موثوقة وآمنة ودعم فني متواصل على مدار الساعة لخدمة زبائنها من الشركات والأفراد.



مجتمع
بنت الأصول: حين يُجلد الجسد وتُحاكم الحياة

أ.د ماريز يونس
حين تنتهي من قراءة “بنت الأصول” لجورج معلولي، لا تخرج منها كما دخلت. فهي ليست مجرد رواية عن فتاة مجهولة النسب تُدعى ناديا، بل صدمة أدبية – اجتماعية تضع القارئ في مواجهة مرآته الأخلاقية، وتعيد طرح سؤال شديد القسوة: من نصّب المجتمع قاضياً أعلى للأخلاق، ومن منحه هذا الحق لجلد الضعفاء؟ ناديا، في سردها، ليست شخصية روائية بقدر ما هي نموذج حيّ لكل من سقط عليه عنف الوصمة، وعاش حياة كاملة يدافع فيها عن حقه في الوجود، لا لأنه اقترف ذنباً، بل لأنه وُلد خارج “الشرعية” التي قرّرها الآخرون.
يحضر بقوة في هذه الرواية مفهوم “الوصمة” كما صاغه إرفينغ غوفمان، الذي اعتبر أن المجتمع يُنتج الهويات المرفوضة عبر تصنيف الأفراد بناءً على صفات يعتبرها غير مقبولة أو مشينة، ثم يعيد إنتاج هذا الرفض اجتماعياً ونفسياً. ناديا في “بنت الأصول” تعيش هذا الجرح من لحظة إدراكها لاختلافها البيولوجي، حين وُصفت بأنها “بنت حرام”. هذه العبارة، في ظاهرها حكم أخلاقي، لكنها في جوهرها إعلان عن طرد رمزي من دائرة الانتماء، وفرض هوية مشروخة عليها طوال حياتها.
الوصمة هنا ليست سلوكًا فرديًا، بل نظام متكامل من التصورات والممارسات. المجتمع لا يعاقب ناديا لأنها سيئة، بل لأنها لا تناسب نموذج النقاء الذي يريد أن يراه في المرأة، تحديداً في جسدها، وفي نسبها، وفي صمتها. فالنظام الاجتماعي القائم على “المعايير المقبولة للهوية” ، يُخضع الفرد ويعاقبه إذا لم ينطبق عليه النموذج. وهكذا، تجد ناديا نفسها محاصرة بين نظرة المجتمع وبين حاجتها لأن تحيا ببساطة دون تفسير دائم لوجودها.
الرواية تُبرز التناقض الصارخ بين ما يُقال عن الشرف وما يُمارس باسمه. ناديا تتعرض للاستغلال، وللإقصاء من أفراد ينتمون إلى ذات المجتمع الذي يتغنى بالشرف، بينما يتغاضى عن جرائم حقيقية ترتكبها ذات السلطة الأخلاقية المزعومة. هذا ما تسميه نانسي فريزر بـ “الازدواجية المؤسساتية”، حيث يتم استخدام قيم كالكرامة والعفة لقمع فئات معينة، في حين يُعفى أصحاب النفوذ من أي محاسبة.
القسوة التي تعرضت لها ناديا، من المحيطين بها، تكشف كيف يمكن للمجتمع أن يصنع قبحه في أبسط تفاصيله اليومية. عبارة مثل “يلعن الساعة اللي جبناك من الميتم”، لا تأتي فقط من عاطفة مضطربة، بل من بنية ثقافية ترى في الطفل المُتبنّى مشروع نقص، لا مشروع إنسان. إنها الثقافة التي تشترط الولادة في حضن شرعي كي تمنح الكرامة، والتي ترى الحب المشروط أفضل من العدل المطلق.
هنا تُبين الرواية سيكولوجيا متناقضة: الأهل يحبون ناديا، لكنهم في لحظة انفعال أو حرج اجتماعي يُسقطون عليها كل عقدهم. إنها ليست فقط ضحية جهل المجتمع، بل ضحية هشاشة الحب الذي يُشترط له صك شرعي. وهنا يتجلى العنف الرمزي بمختلف صوره المباشرة وغير المباشرة، فيتتسلل عبر اللغة، والنظرة، والصمت، والاتهام الضمني.
وما يُعمّق من جمالية الرواية ويفجّر بعدها الإنساني، ليس فقط شخصية ناديا بحدّ ذاتها، بل عدسة الراوي – أمير، الذي لم يكن شقيقها في الدم، لكنه كان الشاهد الأقرب على نزيفها. هو ليس مجرد راوٍ يحكي قصتها، بل هو الذي احتضنها من الطفولة حتى الانهيار، وتحمّل موجات غضبها القاسي، ذلك الغضب الذي لم يكن موجهًا ضده شخصيًا بقدر ما كان صدى لسنوات من الشعور بالرفض والتشكيك والوحدة. أمير، بهذا المعنى، لا يروي فقط من الخارج، بل من الداخل المتشظي، من موقع المحبّ الذي أُقصي، ثم عاد، ثم أعاد تشكيل علاقته معها على أساس الفهم لا المطالبة، وعلى أساس الحنان لا المطابقة.
تشير دراسات العلاقة بين الأخوة غير البيولوجيين إلى ما يُعرف بـ”الانتماء العاطفي البديل”، وهو شكل من أشكال الارتباط الذي لا يقوم على رابطة الدم بل على الامتصاص الطويل للألم المشترك. أمير لم يكن شقيق ناديا في الهوية الوراثية، لكنه كان مستوعب جروحها، وحامل روايتها التي لم تكتبها، ولم تُفصح عنها، لأنه الوحيد الذي قرأ وراء كلماتها الجارحة، وعرف أن قسوتها لم تكن سوى شكلٍ متطرّف من الدفاع عن النفس أو ما يعرف بـ”عدوان النجاة”، حين تؤذي كي لا تُؤذى أو حين تصرخ لتمنع السقوط.
الرواية تُظهر كيف يمكن للإنسان أن يتحول إلى جلاد ذاته. ناديا في تراكُم صدماتها وفشلها العاطفي، خاصة في زواجيها، تتحول أحيانًا إلى شخصية فظة، لئيمة، هجومية، لا تميّز بين من أحبها ومن خذلها، كأنها ألغت منطقة التدرّج بين العدوّ والصديق. وهذا السلوك مألوف في في مسار الصدمات النفسية والاجتماعية، فيحدث نوعا من “التشويش العاطفي ما بعد الإقصاء”، حيث تصبح كل العلاقات مشبوهة في عين الضحية، وكل اقتراب يبدو محاولة للهيمنة، وكل محبة مشروع خيانة مؤجلة.
وأمير، على الرغم من كل هذه الانفعالات المتفجّرة، لم يتراجع. ظلّ الشقيق الذي لم تنجبه الأم، لكنه وُلد من وجع ناديا نفسه. ولأنه لم يكن يُطالبها بأي شكل من الامتنان، بل فقط بالصمود، أصبح وحده الإنسان الذي ارتاحت إليه في النهاية. كأنها أعادت ترتيب من يستحق البقاء حولها ليس على أساس النسب، بل على أساس من وقف معها وهي تسقط، ولم يغادر حين طردته بالكلمات. وهنا يتحول أمير، لا إلى راوٍ فقط، بل إلى شاهدٍ ومشاركٍ وصاحب قضية – الرواية، في النهاية، هي روايته أيضًا، لأنه اختار أن يحمل وجعها بدلًا منها، حين لم تعد تملك لغة لتشرحه.
وهذا ما يجعل من بنت الأصول عملًا مزدوج الطبقة: رواية عن معذَّبة، ورواية عن من أحبها رغم كل محاولاتها لرفض الحب. وكأن الرسالة الأعمق في النص، أن الانتماء الحقيقي لا يُصاغ بالدم، بل بالتماس الحميم مع هشاشة الآخر، والقدرة على البقاء رغم الجراح المفتوحة.
بنت الأصول، لا تحاكي الضحية فقط، بل تكشف زيف البطولة الاجتماعية. تُظهر كيف يمكن للمجتمع أن يرفع شعارات العدل على منصات الولاءات والانتماءات الطائفية، لكنه لا يملك عدالة لناديا. هذا هو التناقض الذي يُحيل القيم إلى أدوات سلطوية، والشرف إلى فخ يُنصب للضعفاء فقط.
تطرح الرواية في جوهرها سؤالًا أبعد من لبنان، وأقسى من الميتم: من يقرر من نكون؟ وهل يمكن أن ننجو بذاتنا حين تُصبح الهويات عبئًا لا نملك التخلص منه، والنجاة مشروعًا فرديًا محفوفًا بالخذلان؟ ناديا ليست فقط بطلة، بل هي مرايا ممزقة نحملها كلنا، ونخاف النظر فيها. إنها تُعرّي كل تلك اللحظات التي انحزنا فيها للعرف بدلًا من العدل، والتي صمتنا فيها أمام إهانة لأننا لم نكن نحن المستهدفين. إنها تضعنا أمام مسؤولية إعادة تعريف من نحن، وكيف نمنح القيمة، ولمن. وفي هذا، ربما، تبدأ أولى خطوات التحرر من مجتمعات نمت على جلد الضحية، وارتاحت في حضن الوصمة وبنت شرعيتها بتمجيد الجلاد.

-
Uncategorized6 months ago
“Wink Transfer” from Credit Libanais:Pioneering the future of Digital Transfers
-
مجتمع5 months ago
AXA Middle East Board of Directors’ Meeting:Joseph Nasnas appointment to the post of General Manager AXA Middle EastAXA Group reaffirms its confidence in AXA Middle East and its role in Lebanon’s economic future.
-
مجتمع4 months ago
المايسترو”: طموحي أن أكون رقم واحد في الوطن العربي في عالم الأعمال
-
محليات4 months ago
كلام لافت عن “القوات”.. هذا ما قاله “قبلان”
-
قطاع عام6 months ago
لقاء لقطاع التأمين…واستذكار ايلي نسناس
-
فن6 months ago
بعد نجاحها الباهر في التمثيل والغناء… هذه هي الجائزة التي حصلت عليها ماريلين نعمان في الموريكس دور!
-
محليات4 months ago
حفل تأبين الدكتور حسن علي يونس
-
محليات4 months ago
نائب يكشف: نادم لأنني سميت نواف سلام