Connect with us

مجتمع

لقاء تكريمي في جامعة سيدة اللويزة بعنوان: “التضامن في الخدمة: تمكين الدفاع المدني اللبناني لتحقيق تنمية مستدامة”

Published

on

العميد نبيل فرح:” هذا التكريم حافز لمواصلة مسيرة التضحية والتفاني من أجل لبنان.”

أقام مكتب المنشورات – مكتبة مريم ويوسف في جامعة سيدة اللويزة – زوق مصبح لقاءً بعنوان: “التضامن في الخدمة: تمكين الدفاع المدني اللبناني لتحقيق تنمية مستدامة” تكريمًا للدفاع المدني اللبناني وتقديراً لمديره العام الجديد العميد نبيل فرح، وذلك يوم الخميس 3 نيسان 2025، في حرم جامعة سيدة اللويزة – ذوق مصبح، قاعة عصام فارس.
تقدّم الحضور ضيف الشرف العميد نبيل فرح مدير الدفاع المدني بالتكليف، سفير الهند في لبنان محمّد نور رحمان شيخ، السيد إرنستو روميرو بوك، رئيس البعثة المكسيكية في السفارة المكسيكية في لبنان، النائب نقولا الصحناوي، الأميرة حياة إرسلان منسقة طاولة حوار المجتمع المدني، العماد رودولف هيكل قائد الجيش اللبناني ممثلاً بالعميد وليد مشموشي قائد منطقة جبل لبنان، العميد حسن شقير مدير عام الأمن العام ممثلاً بالمقدم رنا عصفور رئيسة مكتب الأمن العام الإقليمي في كسروان، حضرة اللواء الركن إدغار لاوندس مدير عام أمن الدولة ممثلاً بالمقدّم لبيب سعد، رئيس حزب القوات اللبنانيّة الدكتور سمير جعجع ممثلاً بالنائب رازي الحاج، رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة الشيخ سامي الجميّل ممثلاً بالمحامي ميشال حكيم رئيس إقليم كسروان، النائب ملحم الرياشي ممثلاً بالأستاذ عوّاد تابت، السيدة نجوى سويدان فرح مديرة الإدارة المشتركة في وزارة الداخلية والبلديات، السفير الدكتور خليل كرم رئيس الرابطة المارونيّة، الأستاذ ميشال متى رئيس المجلس العام الماروني، الأستاذ جوان حبيش – رئيس إتحاد بلديات كسروان والفتوح ورؤساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية والإختيارية، الأستاذ روي مارون عيد عضو في ATFL : American Task Force on Lebanon وعضو مؤسّس في منظمّة أهلا American Help For Lebanon Association، القاضي جان فهد رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقاً،

رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري محاطًا بنوابه والعمداء، الدكتورة مارغريت عيد مديرة مكتبات جامعة سيدة اللويزة، ممثلو دور النشر، والمكتبات الجامعيّة، والمؤسسات التربويّة، الى جانب أسرة الجامعة التعليميَّة، الإداريَّة والطلابيَّة.
إستُهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، من ثَّم كانت كلمة ترحيب بالحضور وبالعميد فرح ألقاها الأستاذ ماجد بوهدير، مدير مكتب الشؤون العامة، البروتوكول، والعلاقات الإعلاميَّة في الجامعة قال فيها:” شهدت جامعة سيدة اللويزة في كانون الأول الفائت تنظيم المعرض الأول للكتاب في حرمها الرئيسي في ذوق مصبح، بمبادرة من مكتبات الجامعة، واختارت أن يعود ريعُه إلى الدفاع المدني الذي يستحقّ كلّ دعم واحتضان، وكانت الانطلاقة آنذاك مع المدير العام السابق للدفاع المدني العميد ريمون خطّار، وكوكبة من دور النشر والمكتبات، فكانت النتيجة الرائعة أن تجاوب طلاب الجامعة مع هذه المبادرة، وقاموا بشراء الكتب، في زمن أبعدهم عن الصفحات الورقيّة”.
وتابع:” فُتحت في المديرية العامة للدفاع المدني صفحةُ جديدةً مع مدير عامٍ جديد هو العميد نبيل فرح، ضابطٌ جبيليٌّ يحمل رايةَ مدينة الحرف، الذي يتذيّل في الكتاب ومنه تتشكّل الكلمة، هذا الاعتبار هو الذي أتى بك نبيلاً يحمل في جعبته، المناقبية، المواطنيّة، الالتزامَ، الخدمةَ، الخبرةَ عن استحقاق، جدارةٍ وأكثر، والأكثر هو أنك مؤتمّن على ستة آلاف سنة حضارة من جبيل التي صدّرت الحرف، وكأني بك تكتب اليوم من خلال هذه الأحرف، تاريخاً متجدّداً يتّعظ من تاريخ، يتّكىء على حاضر، ويرنو إلى مستقبل من خلاله سوف تكون الأمينَ الأمين!”
بعد الترحيب كان للأب بشارة الخوري كلمة قال فيها:” إنَّ هذا الصرح الأكاديمي يستمد قوّته من طلابه والمبادرات الرامية إلى دعم المؤسسات الإنسانيَّة لما فيه خير المجتمع. ونحن نعتزّ بالإنجازات التي حققها هذا المعرض، ونتطلع إلى مواصلة خطوات فاعلة تسهم في نهضة الوطن.”

وتابع الأب الرئيس: “فالدفاع المدني، بما يقدّمه من تضحيات جسام، يستحق كل أشكال الدعم والمساندة من المجتمع بأسره. وإنَّ تكريم هذه الجهود ليس مجرد واجب، بل هو تعبير صادق عن الامتنان والتقدير. فبفضل هذه التضحيات، ينعم الوطن بالأمان، ويترسخ مفهوم العطاء المسؤول في وجدان الأجيال الصاعدة.”
ليختم الأب الخوري:” يُجسّد هذا الحدث حرص جامعة سيدة اللويزة على المسؤولية الاجتماعيَّة، ويُقدّر جهود فرق الدفاع المدني وتضحياتهم، كما يلهم الطلاب لدعم القضايا المجتمعية والمشاركة الفاعلة في العمل المدني”.
ومن ثمَّ كانت كلمة للمدير العام للدفاع المدني بالتكليف العميد نبيل فرح الذي قال:” نجتمع اليوم معكم تحت شعار التضامن في الخدمة – دعم الدفاع المدني اللبناني من أجل التقدم المستدام”، لنؤكد لطلاب جامعة سيدة اللويزة أنكم لستم مجرد هواة شعارات، بل أنتم طلاب أفعال. لقد دعمتم الدفاع المدني وعناصره ليس بالكلام فحسب، بل بالأفعال الجادة، والمساهمة الملموسة مادياً ومعنوياً.”
وأكمل العميد فرح:” إن مهام الدفاع المدني لا تقتصر على العمليات الفعلية فقط في مكافحة الحرائق، والإسعاف، والتعامل مع الكوارث الطبيعية، والبحث والإنقاذ، والتدخل في الحوادث الكيميائية، وحالات الإغاثة، وتأمين السلامة العامة في مختلف الظروف، بل تشمل أيضًا مهامًا معنوية وتوعوية لا تقل أهمية، مثل نشر ثقافة السلامة العامة، وتدريب المواطنين والمتطوعين، وتعزيز التعاون مع المدارس والجامعات، والتنسيق مع المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية. فالتطوع ليس مجرد مساهمة عابرة، بل هو التزام أخلاقي واجتماعي “.
وأضاف:” عناصر الدفاع المدني هم الجنود المجهولون الذين استشهدوا وجرحوا من أجل رسالة إنسانية قائمة على التضحية والتفاني، حيث في الحرب الأخيرة، استشهد 29 عنصراً وجرح 78 آخرين. ورغم هذه التضحيات الجسيمة، فإن عناصرنا صامدون، مستمرون في أداء رسالتهم بكل عزيمة وصلابة، مستندين إلى إخلاصهم ووفائهم للمسؤولية، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والنقص في المعدّات والإمكانيات المادية حيث يعملون باللحم الحي.”
ليختم قائلًا: “هذا التكريم ليس لي وحدي، بل لكل فرد في الدفاع المدني، لكل موظف ومتطوع وشهيد وجريح ارتدى بزّة العطاء. وهو مسؤولية تحفّزنا على مواصلة مسيرة التضحية والتفاني من أجل لبنان أكثر أمانًا واستقرارًا.”
وبدورها شكرت الدكتورة مارغريت عيد مديرة مكتبة الجامعة الحضور وأكدت: “أنَّ العمل الإنساني يمثل أحد الدعائم الأساسية في بناء المجتمعات المتماسكة، حيث يعزز التعاون والتكافل بين الأفراد في مواجهة التحديات”.
كما أكّدت عيد أنَّ “المعرض الذي أقامته الجامعة لا يعد فقط وسيلة لنشر المعرفة، بل هو اليوم يثبت أنَّه أداة لدعم المبادرات الإنسانيَّة، من خلال تخصيص جزء من عائدات البيع لدعم الأنشطة الخيرية. فبذلك، يصبح الكتاب وسيلة فاعلة في خدمة المجتمع وتحقيق الأهداف الإنسانيَّة”.
وفي هذا السياق قدّم رئيس قسم التدريب في الدفاع المدني نبيل صلحاني عرضًا تفصيليًا حول عملياتهم، مدعومًا بتجارب ميدانية واقعية، وسلَّط الضوء على فرص التطوع للطلاب الراغبين في خدمة مجتمعهم.
في الختام قدم الأب بشارة الخوري هدية تذكاريَّة للعميد نبيل فرح ولوحة تعبّر عن التضامن بين أبناء الدفاع المدني والمجتمع ككُلّ، وأيضاً كتابًا للسيد نبيل صلحاني بعنوان ” لبنان الكبير في مئويته الأول”، ليلتقط الجميع بعدها الصّور التذكاريَّة مع عناصر الدفاع المدني اللبناني.

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

مجتمع

يان صادر عن آل ناصرالدين

Published

on

بقلوبٍ دامية، وعيونٍ لا تكفّ عن البكاء، ووجدانٍ ما زال يرفض التصديق، سبق ونعينا إلى الوطن، إلى الإنسان، إلى الضمير، فلذة كبدنا، ابننا الشاب المغدور سالم الذي أُرديَ برصاصةٍ غادرة اخترقت صدره النابض بالحياة، وقضت على روحه التي لم تعرف يوماً إلا الخير، والكرامة، وخدمة الناس.
لقد خُطف من بيننا شابٌ استثنائي، لم يكن كغيره، فقد جعل من وجعه جسراً يعبر عليه الفقراء نحو العلاج، ومن جيبه الملآن بالنية الطيبة صيدليةً للمرضى الذين أغلقت الأبواب في وجوههم. لم يكن يتقن فن التمييز، ولا يعترف بجدران الطوائف والمذاهب، بل كان يرى الناس بعينٍ واحدة.. عين الإنسانية.
كان يجوب القرى، القريبة والبعيدة، يوزّع الدواء، ويطبطب على أوجاع البؤساء، ويجمع التبرعات لتأمين أسرّة المستشفيات لمن لا سند لهم إلا الله. لم يكن يعمل في الظل، بل كان ضوءًا في ليل الحاجة، ورفيقًا في درب اليأس، وممرّضاً بروح ملاك.
وها هو اليوم يُقتل بدمٍ بارد، وتُنتزع من بيننا زهرةٌ في ربيعها، من دون أن نعلم بعد من اغتال هذا النور، ومن أمر بموته، أو تواطأ على إسكات صوته الذي لم يعرف إلا الدعاء والبذل.

إنّنا، نحن عائلته ناصرالدين المكلومة، نُعلن بوضوح لا لبس فيه:
نرفض رفضاً قاطعاً أن يكون دم ابننا فتنة بين قرانا، أو وقوداً لنزاعٍ لا يشبه حياته ولا رسالته. لن نسمح لأحد أن يتخذ من مصابنا منصةً للثأر أو الاستثمار أو التحريض. لقد كان ابننا صوت محبة، ولن نرضى أن يُستبدل صداه بنداء كراهية.
وفي الوقت عينه، نرفض أن تُميّع القضية، أو يُغلق الملف تحت ذرائع باطلة أو حسابات ضيقة. إنّ دم سالم أمانة في رقاب الجميع، ولن نتهاون في المطالبة بالحقيقة، ولن نقبل إلا بعدالة كاملة، لا تأخذها في الحق لومة لائم.
نُخاطب المعنيين، وأصحاب القرار، وكل من في موقع مسؤولية. لا تجربوا صبرنا. إننا نؤمن بالدولة، وبالقضاء، وبسيادة القانون، وسنقف حيث يجب أن نقف، ولكن على الدولة أن تقف أيضاً حيث يجب، وتحمي دماء أبنائنا من أن تُهدر أو تُنسى.
دم ابننا ليس تفصيلاً، ولا رقماً في سجل. إنّه حياةٌ خُطفت، وحقٌ يجب أن يُعاد. ننتظر كلمة التحقيق، ونترقّب عدالةً نأمل ان لا تتأخر، وان لا ترتجف أمام نفوذٍ أو سطوة.

ليعلم الجميع لم ولن ندفن مع سالم الحقيقة. هذا بياننا الاول وللحديث بقية.

الرحمة لروحه، والعدل لوطنٍ لا قيام له إن ضاعت فيه دماء الأبرياء.

ال ناصرالدين
القماطية

Continue Reading

مجتمع

شركة IDM ووزارة الشؤون الاجتماعية تطلقان مبادرة “إنترنت للكلّ”

Published

on

أطلقت شركة IDM، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، مبادرة “إنترنت للكلّ” لتوفير خدمات الإنترنت المنخفضة الكلفة للأشخاص ذوي الإعاقة.
انعقد الاحتفال في وزارة الشؤون الاجتماعية في بيروت يوم الثلاثاء الواقع في 10 حزيران 2025 برعاية وحضور السيدة حنين السيد وزيرة الشؤون الاجتماعية، والسيد مارون شمّاس رئيس مجلس إدارة شركة IDM ، والسيدة رنا زخّور، المديرة العامة لشركة IDM، إضافة إلى كبار الموظفين في وزارة الشؤون الاجتماعية وكوادر وممثلين عن شركة. IDM وقد حضر كذلك ممثلون عن الجمعيات الأهلية، وفعاليات اجتماعية، وحشد من الإعلاميين وممثلي وسائل الإعلام في لبنان.
في هذه المناسبة، ألقت السيدة حنين السيد، وزيرة الشؤون الاجتماعية، كلمة اعتبرت فيها أنّ الوزارة تعتمد رؤية حقوقية جديدة لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، تقوم على الانتقال من الدعم التقليدي إلى التمكين الفعلي، وإزالة كافة الحواجز التي تعيق مشاركتهم في المجتمع. وشرحت أنّ الوزارة باشرت بخطوات عديدة في هذا الاتجاه، أبرزها إعادة انتخاب الهيئة الوطنية لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، وتطوير برنامج البدل النقدي ليشمل أكثر من 20 ألف مستفيد، بالإضافة إلى تعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية، كما وضمان المشاركة السياسية. وشددت الوزيرة السيد على أهمية الإدماج الرقمي، معتبرة إيّاه ضرورة أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص. واختتمت الوزيرة كلمتها بشكر شركة IDM على هذه المبادرة المهمة، مؤكدةً استمرار التزام الوزارة ببناء لبنان أكثر عدالةً وإنصافًا وشمولاً لجميع أبنائه.
من جهته، ألقى السيد مارون شمّاس، رئيس مجلس إدارة شركة IDM ، كلمة شدّد فيها على “التزام الشركة الراسخ بتأمين إنترنت سريع وشرعي وبأسعار تنافسية لجميع المواطنين.” وشرح أنّه، “منذ بدايات الشركة في التسعينيات، كانت إتاحة الإنترنت للجميع في صلب رؤيتها ومهمّتها”. واعتبر شمّاس أنّ “الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يملكون دورًا فاعلًا في بناء الوطن، مهما كانت التحديات التي يواجهونها. كما وأنّ وصولهم الكامل إلى الإنترنت هو واجب وطني، خصوصًا في عصر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا اللذان يساعدان الأفراد على تخطّي الصعوبات.” وأوضح أنّ “الدولة لا يمكنها أن تقدّم خدمات فعليّة من دون إنترنت سريع ومتاح للجميع.” وأضاف شمّاس أنّ خدمة الانترنت السريعة عبر الألياف البصرية ليست فقط للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بل لكلّ مواطن لبناني.” واختتم كلامه بالتشديد على أنّ “توسيع هذه الخدمة لا يمكن أن يتمّ من دون تنفيذ شامل لشبكة الألياف البصرية، ولا سيما في المناطق التي ما زالت تعاني من غياب هذه البنية التحتية.” وأكّد على التزام IDM بهذه المبادرة كخطوة نحو مجتمع أكثر شمولاً وعدالة.”
تشكّل خدمة “انترنت للكلّ” الجديدة خطوة سبّاقة في لبنان، إذ إنها من اهم المبادرات التي تهدف إلى توفير خدمات الإنترنت للأشخاص ذوي الإعاقة. تشمل الخدمة الجديدة خيارات متعددة تتناسب مع احتياجات مختلف المستخدمين. كما أنّ المشتركين سيحصلون على الشهر الأول من الخدمة مجاناً، مع إجراءات التفعيل والتشغيل كاملةً دون أي تكلفة إضافية، بالإضافة إلى تقديم مودم لاسلكي مجاني، ودعم تقني متخصص على مدار الساعة وباقات اشتراك شهريّة مخفّضة.
إنّ هذا العرض الجديد متاح للأشخاص ذوي الإعاقة عبر تقديم طلب الاشتراك مرفق بنسخة عن بطاقة الإعاقة (الصالحة) الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية، مع الإشارة إلى أن صلاحية العرض تمتد حتى نهاية العام 2025. كما وستتعاون شركة IDM مع الوزارة لتنظيم حملات توعية مشتركة لتعريف الأفراد بكافة تفاصيل المبادرة وآلية الاستفادة منها. للاشتراك بهذا العرض، يمكن الاتصال بشركة IDM على الرقم 1282 أو زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بها.

نبذة عن شركة IDM: تُعد شركة IDM من أوائل مزوّدي خدمات الإنترنت في لبنان، حيث تأسست عام 1995 وأسهمت في إدخال أحدث تقنيات الاتصال الرقمي السلكي واللاسلكي إلى السوق المحلي. وقد استحصلت الشركة على كافة التراخيص اللازمة من وزارة الاتصالات، حيث تغطي خدماتها كافة الأراضي اللبنانية. وتتميّز IDM بتقديم حلول متطورة تشمل الإنترنت السريع ADSL عبر خطوط الهاتف الأرضي بسرعات تتراوح ما بين 4 و50 ميغابت/ثانية، وخدمة VDSL بسرعات تتراوح ما بين 40 و100 ميغابت/ثانية، وخدمة الألياف الضوئية FIBER بسرعات تصل إلى 300 ميغابت/ثانية في المناطق المجهزة، بالإضافة إلى حلول مخصصة للشركات والمرافق العامة. تلتزم الشركة بتقديم خدمة إنترنت موثوقة وآمنة ودعم فني متواصل على مدار الساعة لخدمة زبائنها من الشركات والأفراد.

Continue Reading

مجتمع

بنت الأصول: حين يُجلد الجسد وتُحاكم الحياة

Published

on

أ.د ماريز يونس
حين تنتهي من قراءة “بنت الأصول” لجورج معلولي، لا تخرج منها كما دخلت. فهي ليست مجرد رواية عن فتاة مجهولة النسب تُدعى ناديا، بل صدمة أدبية – اجتماعية تضع القارئ في مواجهة مرآته الأخلاقية، وتعيد طرح سؤال شديد القسوة: من نصّب المجتمع قاضياً أعلى للأخلاق، ومن منحه هذا الحق لجلد الضعفاء؟ ناديا، في سردها، ليست شخصية روائية بقدر ما هي نموذج حيّ لكل من سقط عليه عنف الوصمة، وعاش حياة كاملة يدافع فيها عن حقه في الوجود، لا لأنه اقترف ذنباً، بل لأنه وُلد خارج “الشرعية” التي قرّرها الآخرون.
يحضر بقوة في هذه الرواية مفهوم “الوصمة” كما صاغه إرفينغ غوفمان، الذي اعتبر أن المجتمع يُنتج الهويات المرفوضة عبر تصنيف الأفراد بناءً على صفات يعتبرها غير مقبولة أو مشينة، ثم يعيد إنتاج هذا الرفض اجتماعياً ونفسياً. ناديا في “بنت الأصول” تعيش هذا الجرح من لحظة إدراكها لاختلافها البيولوجي، حين وُصفت بأنها “بنت حرام”. هذه العبارة، في ظاهرها حكم أخلاقي، لكنها في جوهرها إعلان عن طرد رمزي من دائرة الانتماء، وفرض هوية مشروخة عليها طوال حياتها.
الوصمة هنا ليست سلوكًا فرديًا، بل نظام متكامل من التصورات والممارسات. المجتمع لا يعاقب ناديا لأنها سيئة، بل لأنها لا تناسب نموذج النقاء الذي يريد أن يراه في المرأة، تحديداً في جسدها، وفي نسبها، وفي صمتها. فالنظام الاجتماعي القائم على “المعايير المقبولة للهوية” ، يُخضع الفرد ويعاقبه إذا لم ينطبق عليه النموذج. وهكذا، تجد ناديا نفسها محاصرة بين نظرة المجتمع وبين حاجتها لأن تحيا ببساطة دون تفسير دائم لوجودها.
الرواية تُبرز التناقض الصارخ بين ما يُقال عن الشرف وما يُمارس باسمه. ناديا تتعرض للاستغلال، وللإقصاء من أفراد ينتمون إلى ذات المجتمع الذي يتغنى بالشرف، بينما يتغاضى عن جرائم حقيقية ترتكبها ذات السلطة الأخلاقية المزعومة. هذا ما تسميه نانسي فريزر بـ “الازدواجية المؤسساتية”، حيث يتم استخدام قيم كالكرامة والعفة لقمع فئات معينة، في حين يُعفى أصحاب النفوذ من أي محاسبة.
القسوة التي تعرضت لها ناديا، من المحيطين بها، تكشف كيف يمكن للمجتمع أن يصنع قبحه في أبسط تفاصيله اليومية. عبارة مثل “يلعن الساعة اللي جبناك من الميتم”، لا تأتي فقط من عاطفة مضطربة، بل من بنية ثقافية ترى في الطفل المُتبنّى مشروع نقص، لا مشروع إنسان. إنها الثقافة التي تشترط الولادة في حضن شرعي كي تمنح الكرامة، والتي ترى الحب المشروط أفضل من العدل المطلق.
هنا تُبين الرواية سيكولوجيا متناقضة: الأهل يحبون ناديا، لكنهم في لحظة انفعال أو حرج اجتماعي يُسقطون عليها كل عقدهم. إنها ليست فقط ضحية جهل المجتمع، بل ضحية هشاشة الحب الذي يُشترط له صك شرعي. وهنا يتجلى العنف الرمزي بمختلف صوره المباشرة وغير المباشرة، فيتتسلل عبر اللغة، والنظرة، والصمت، والاتهام الضمني.
وما يُعمّق من جمالية الرواية ويفجّر بعدها الإنساني، ليس فقط شخصية ناديا بحدّ ذاتها، بل عدسة الراوي – أمير، الذي لم يكن شقيقها في الدم، لكنه كان الشاهد الأقرب على نزيفها. هو ليس مجرد راوٍ يحكي قصتها، بل هو الذي احتضنها من الطفولة حتى الانهيار، وتحمّل موجات غضبها القاسي، ذلك الغضب الذي لم يكن موجهًا ضده شخصيًا بقدر ما كان صدى لسنوات من الشعور بالرفض والتشكيك والوحدة. أمير، بهذا المعنى، لا يروي فقط من الخارج، بل من الداخل المتشظي، من موقع المحبّ الذي أُقصي، ثم عاد، ثم أعاد تشكيل علاقته معها على أساس الفهم لا المطالبة، وعلى أساس الحنان لا المطابقة.
تشير دراسات العلاقة بين الأخوة غير البيولوجيين إلى ما يُعرف بـ”الانتماء العاطفي البديل”، وهو شكل من أشكال الارتباط الذي لا يقوم على رابطة الدم بل على الامتصاص الطويل للألم المشترك. أمير لم يكن شقيق ناديا في الهوية الوراثية، لكنه كان مستوعب جروحها، وحامل روايتها التي لم تكتبها، ولم تُفصح عنها، لأنه الوحيد الذي قرأ وراء كلماتها الجارحة، وعرف أن قسوتها لم تكن سوى شكلٍ متطرّف من الدفاع عن النفس أو ما يعرف بـ”عدوان النجاة”، حين تؤذي كي لا تُؤذى أو حين تصرخ لتمنع السقوط.
الرواية تُظهر كيف يمكن للإنسان أن يتحول إلى جلاد ذاته. ناديا في تراكُم صدماتها وفشلها العاطفي، خاصة في زواجيها، تتحول أحيانًا إلى شخصية فظة، لئيمة، هجومية، لا تميّز بين من أحبها ومن خذلها، كأنها ألغت منطقة التدرّج بين العدوّ والصديق. وهذا السلوك مألوف في في مسار الصدمات النفسية والاجتماعية، فيحدث نوعا من “التشويش العاطفي ما بعد الإقصاء”، حيث تصبح كل العلاقات مشبوهة في عين الضحية، وكل اقتراب يبدو محاولة للهيمنة، وكل محبة مشروع خيانة مؤجلة.
وأمير، على الرغم من كل هذه الانفعالات المتفجّرة، لم يتراجع. ظلّ الشقيق الذي لم تنجبه الأم، لكنه وُلد من وجع ناديا نفسه. ولأنه لم يكن يُطالبها بأي شكل من الامتنان، بل فقط بالصمود، أصبح وحده الإنسان الذي ارتاحت إليه في النهاية. كأنها أعادت ترتيب من يستحق البقاء حولها ليس على أساس النسب، بل على أساس من وقف معها وهي تسقط، ولم يغادر حين طردته بالكلمات. وهنا يتحول أمير، لا إلى راوٍ فقط، بل إلى شاهدٍ ومشاركٍ وصاحب قضية – الرواية، في النهاية، هي روايته أيضًا، لأنه اختار أن يحمل وجعها بدلًا منها، حين لم تعد تملك لغة لتشرحه.
وهذا ما يجعل من بنت الأصول عملًا مزدوج الطبقة: رواية عن معذَّبة، ورواية عن من أحبها رغم كل محاولاتها لرفض الحب. وكأن الرسالة الأعمق في النص، أن الانتماء الحقيقي لا يُصاغ بالدم، بل بالتماس الحميم مع هشاشة الآخر، والقدرة على البقاء رغم الجراح المفتوحة.
بنت الأصول، لا تحاكي الضحية فقط، بل تكشف زيف البطولة الاجتماعية. تُظهر كيف يمكن للمجتمع أن يرفع شعارات العدل على منصات الولاءات والانتماءات الطائفية، لكنه لا يملك عدالة لناديا. هذا هو التناقض الذي يُحيل القيم إلى أدوات سلطوية، والشرف إلى فخ يُنصب للضعفاء فقط.
تطرح الرواية في جوهرها سؤالًا أبعد من لبنان، وأقسى من الميتم: من يقرر من نكون؟ وهل يمكن أن ننجو بذاتنا حين تُصبح الهويات عبئًا لا نملك التخلص منه، والنجاة مشروعًا فرديًا محفوفًا بالخذلان؟ ناديا ليست فقط بطلة، بل هي مرايا ممزقة نحملها كلنا، ونخاف النظر فيها. إنها تُعرّي كل تلك اللحظات التي انحزنا فيها للعرف بدلًا من العدل، والتي صمتنا فيها أمام إهانة لأننا لم نكن نحن المستهدفين. إنها تضعنا أمام مسؤولية إعادة تعريف من نحن، وكيف نمنح القيمة، ولمن. وفي هذا، ربما، تبدأ أولى خطوات التحرر من مجتمعات نمت على جلد الضحية، وارتاحت في حضن الوصمة وبنت شرعيتها بتمجيد الجلاد.

Continue Reading

Trending