اقتصاد
إسقاط الاتفاق مع الصندوق… هكذا يرى عواقبه

في بلد العجائب لبنان، وحده قرار استثنائي بتعليق العمل بالتوقيت الصيفي كان كافياً لإشعاله طائفياً، تماماً كما أشعله شعبياً رسم ٦ سنت على اتصالات الواتساب قبل نحو أربعة أعوام، فيما انهيار العملة الوطنية أمام الدولار وخسارتها أكثر من ١١٠ في المئة من قيمتها لم يحرك ساكناً، تماماً أيضاً كما التحذيرات الشديدة اللهجة التي ساقتها بعثة صندوق النقد الدولي قبل أيام عن أزمة التوقيت حيال المفترق الخطير الذي وصل إليه لبنان.
جاءت أزمة الساعة المفتعلة حتماً لتحرف الأنظار عن كثير من المسائل والفضائح المثارة، من تحذيرات الصندوق معطوفة على الرسائل التحذيرية المماثلة التي حملتها مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى بربارة ليف، وصولاً الى فضائح بالجملة تبدأ من صفقة التراضي في مطار رفيق الحريري الدولي مروراً بتهريب إدخال سيارات على دولار جمركي بـ٨٠٠٠ ليرة ولا تنتهي حتماً بتلزيمات تنظيفات بالتراضي أيضاً في السرايا. ذلك أن مسلسل الفضائح يتراكم عاكساً حجم التحلل والانكشاف الذي بلغته السلطة السياسية، وتجلى أخيراً في التخاطب السوقي لنواب تحت قبة البرلمان، على نحو بات يشبه ساعات الاحتضار الأخيرة التي تسبق الموت.
ليس بيان نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي أول من أمس بعيداً أبداً من هذا الواقع. وبدا هدفه واضحاً ويتجلى في أمرين، الأول إعادة عقارب الساعة الى حيث انتهى بيان بعثة صندوق النقد، منعاً لتذويبه أو التغاضي عن الحقائق المرة التي أوردها. وتجلى الهدف الثاني في رغبة الشامي في الرد بالموقف الحكومي الرسمي على جملة من النقاط المثارة بعد بيان الصندوق وكانت إشكالية التوقيت قد أطاحت النقاش حولها.
أولى هذه النقاط تأكيد الشامي أن الحكومة ملتزمة الاتفاق مع الصندوق تمهيداً للدخول في برنامج معه، على قاعدة أن البرنامج هو المدخل للخروج من الأزمة.
ثانية النقاط يركز على الرد على الانتقادات الموجهة للحكومة حيال عدم وجود برنامج إصلاحي اقتصادي يواكب الاتفاق مع الصندوق، ليؤكد أن الحكومة أنجزت البرنامج لكنها عجزت عن تنفيذه في ظل البطء في إرساء الإصلاحات المطلوبة.
وإن كانت النقطة الثالثة التي أثارها الشامي تتصل بمخاطر عدم إنجاز الإجراءات المتفق عليها مع الصندوق، وتلكؤ المسؤولين الذي يقوّض صدقية البلد ويزيد تصلب الصندوق حيال قبول أفكار جديدة، فإن أخطر ما قاله الشامي يتصل بالخلاصة التي وصل إليها في بيانه، والتي حذر فيها من أن المراوغة في تطبيق الإصلاحات قد يؤدي الى مزيد من المأسوية، والضوء في نهاية النفق الطويل يخفت شيئاً فشيئاً ويكاد ينطفئ.
يخلص الشامي الى الخلاصة ذاتها التي وصل إليها رئيس الحكومة، بقوله إنه عند فقدان الأمل قد يضطر المسؤول الى الانكفاء وينتقل الى الظل حتى لا يكون شاهد زور على الانهيار الحاصل، محذراً من أن يؤدي التلكؤ الى انسحاب لبنان من الاتفاق وليس العكس.
الى أين تقود هذه التحذيرات وهل بدأ لبنان يخسر فرصة الاتفاق مع الصندوق بسبب تقاعسه، أم الصندوق هو من يدفع لبنان الى الخروج من الاتفاق عبر متطلباته، كما يسوّق المعارضون له؟
الأكيد أن لبنان بالوضع الذي هو فيه اليوم من تحلل وانهيار وإفلاس بات عاجزاً بسلطته القائمة على قيادة البلاد وإدارة الازمة بالمستوى والجدية المطلوبين. وهذا ما دفع ربما ميقاتي والشامي الى وضع الآخرين أمام مسؤولياتهم لئلا يتحمّلا وحدهما مسؤولية ما ينتظر لبنان في المرحلة المقبلة.
في المقابل، لا يخفي دبلوماسيون وسفراء غربيون اندفاعهم للتسويق للبرنامج مع الصندوق كحل أخير أو فرصة أخيرة للإنقاذ والحصول على الدعم الدولي. كذلك فعلت مساعدة وزير الخارجية الاميركي بربارة ليف في زيارتها الاخيرة لبيروت، حيث كانت الرسالة الأبرز هي الاتفاق مع الصندوق.
لم تعد الأولوية لانتخاب رئيس إن لم يترافق ذلك مع تنفيذ الاتفاق.
وفي رأي أوساط اقتصادية مراقبة، لا محالة أمام لبنان للتهرب أو التقاعس، ذلك أن الشرط الرئيسي للاتفاق يكمن في أنه يفتح الباب أمام حصول لبنان على الدعم الدولي الذي يحتاج إليه، ويفرض المراقبة لحسن التطبيق حتى لو كانت الشروط قاسية ومتقشفة. لذلك لا مفرّ أمام تطبيق الاتفاق أقله من جانب الصندوق الذي لا يملك خيار التراجع، بما أن هذا من صلب مهامه ودوره كمؤسسة أنشئت لتلبية هذه الأغراض ومساعدة الدول الأعضاء على مواجهة أزماتهم الاقتصادية والمالية. لذلك، فإن موقف الصندوق ثابت لجهة التزامه الدعم، ولكنه مشروط بـ”التزام لبنان وتنفيذه الثابت لبرنامج إصلاح شامل وطموح في هذا الصدد”، كما جاء في البيان الختامي لبعثة المادة الرابعة، مع تكرار الترحيبب “بالتزام السلطات بالعمل مع صندوق النقد الدولي والشركاء الدوليين الآخرين لتنفيذ سياسات لمواجهة التحديات الحالية ووضع الاقتصاد اللبناني على مسار مستدام، بما في ذلك في إطار برنامج يدعمه صندوق النقد الدولي”.
ولكن ماذا عن خيار استمرار السلطات اللبنانية بالتقاعس والمماطلة، وماذا يرتب ذلك من عواقب، فترد المصادر بأن العواقب حددها الصندوق بوضوح تام في بيانه، عندما تحدث عن الطريق المعاكس للإصلاح، وأعاد الشامي تأكيدها عندما قال إن الضوء في نهاية النفق بدأ يخفت وينطفئ.
هو مفترق طرق خطير، هكذا وصف الصندوق البديل من الاتفاق، مشيراً الى أنه بدون إصلاحات سريعة سيكون لبنان غارقاً في أزمة لا تنتهي أبداً. سيظلّ الفقر والبطالة مرتفعاً، وستستمر الإمكانات الاقتصادية في التدهور. واستمرار الوضع سيقوّض الثقة بمؤسسات الدولة وسيؤدي التأخير الإضافي في تنفيذ الإصلاحات إلى إبقاء الاقتصاد في حالة ركود، مع عواقب لا رجعة فيها على الدولة بأكملها، وخاصة الأسر ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط. ستؤدي حالة عدم اليقين المرتفعة إلى إضعاف الوضع الخارجي بشكل أكبر وسيستمر مصرف لبنان في خسارة الاحتياطيات الدولية النادرة. سيظل انخفاض سعر الصرف والتضخم المتصاعد بلا هوادة، مما يؤدي إلى تسريع الدولرة النقدية المرتفعة بالفعل للاقتصاد. سوف تزداد الطابع غير الرسمي للاقتصاد، مما يقلل من نطاق الضرائب ويزيد من انخفاض الإنفاق في الميزانية، مع زيادة خطر ترسخ الأنشطة غير المشروعة في الاقتصاد. بدون الاعتراف بالفجوة المالية الكبيرة في القطاع المصرفي ومعالجتها بمصداقية، لن تتمكن البنوك من تقديم ائتمان ذي مغزى لدعم الاقتصاد، وسيواصل صغار المودعين تكبّد خسائر كبيرة في عمليات سحب العملات الأجنبية الخاصة بهم، سوف تتسارع الهجرة، ولا سيما العمال المهرة، مما يقوّض آفاق النموّ في المستقبل أكثر.
هذه هي العواقب التي حذّر منها الصندوق، فماذا عن آذان السلطة الصمّاء، وقد بدأت هذه العواقب تظهر في حياة اللبنانيين؟
اقتصاد
ماذا حدث لأسواق إيران وإسرائيل بعد حرب الـ12 يوما؟

بعد مرور 40 يومًا على توقف الصواريخ بين إيران وإسرائيل، بدأت تتضح ملامح التأثيرات الاقتصادية المختلفة للحرب التي استمرت 12 يومًا وانتهت في يونيو/حزيران، والتي كبّدت الطرفين خسائر مالية كبيرة، لكن بنتائج متباينة جذريًا.
فبينما دخل الاقتصاد الإيراني في دوامة من الانهيار، أظهرت مؤشرات السوق الإسرائيلية قدرة ملحوظة على التعافي، مدفوعة بهيكل اقتصادي أكثر تنوعًا، ومؤسسات مالية أكثر شفافية، وعلاقات راسخة بالأسواق العالمية.
الاقتصاد الإيراني: خسائر فادحة وعجز عن الاستجابة
قدّرت منصة “إيران واير” الخسائر الإيرانية المباشرة وغير المباشرة بأكثر من ثلاثة تريليونات دولار، في ظل اقتصاد مُثقل أصلًا بالعقوبات والتضخم.
سجّل الريال الإيراني تراجعًا حادًا خلال الصراع، إذ انخفض من 820 ألف تومان للدولار إلى نحو 880 ألفًا، وسط تقلبات حادة وتوقف شبه تام لنشاط تجار العملات بانتظار مؤشرات سياسية خارجية.
كما تدهورت سوق الأسهم الإيرانية بعد إعادة فتحها في 28 يونيو، رغم تدخل البنك المركزي بضخ نحو 60 تريليون تومان (680 مليون دولار)، وفرض قيود صارمة على التداول. ومع ذلك، تراجعت البورصة بنسبة 5% عن مستويات ما قبل الحرب، وخسرت نحو 40% من قيمتها الحقيقية بسبب موجات بيع واسعة وهروب المستثمرين.
بلغت الأزمة ذروتها في 9 يوليو، حين اقتحم مستثمرون غاضبون مبنى بورصة طهران احتجاجًا على خسائرهم.
وفي السياق الأوسع، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من 10% في يونيو، وتزايدت معدلات البطالة، وسط ما وصفه المسؤولون بـ”الركود العميق”. وشُلّت قطاعات واسعة من الاقتصاد بسبب الانقطاعات المتكررة في الكهرباء والغاز والمياه، ما أدى إلى توقف الإنتاج في معظم القطاعات غير الأساسية.
ويحذر خبراء من دخول إيران في “حلقة مفرغة”، حيث تمنع أعباء الحرب ومشكلات البنية التحتية النمو الاقتصادي المطلوب لتجاوز الأزمة.
إسرائيل: خسائر أقل وانتعاش أسرع
من جهته، أعلن البنك المركزي الإسرائيلي عن خسائر مباشرة بقيمة 12 مليار دولار، مع تقديرات مستقلة تشير إلى أن التكاليف الإجمالية قد تصل إلى 20 مليار دولار.
ورغم ذلك، أظهرت الأسواق الإسرائيلية قدرة ملحوظة على امتصاص الصدمة:
ارتفعت قيمة الشيكل بنسبة 8%، من 3.68 إلى 3.35 شيكل مقابل الدولار.
قفز مؤشر TA-35 بنسبة 12.7%، بينما سجّل مؤشر TA-125 الأوسع نطاقًا ارتفاعًا بنحو 8%.
بلغت الأسواق الإسرائيلية أعلى مستوياتها خلال 52 أسبوعًا في 19 يونيو – اليوم ذاته الذي زعمت فيه وسائل إعلام إيرانية أن صواريخ الحرس الثوري “دمرت” الحي المالي في تل أبيب.
ورغم ارتفاع معدل البطالة مؤقتًا إلى 10% في يونيو، إلا أنه عاد سريعًا إلى 2.9%. وبلغ معدل التضخم 3.3% فقط، مقارنة بـ40.1% في إيران.
وظلت شركات التكنولوجيا ومعظم الصناعات الإسرائيلية تعمل دون انقطاع، حيث بقي نحو 95% من المصانع نشطًا خلال فترة القتال.
وساهم الشفافية الحكومية والإفصاح المالي المستمر – بخلاف الغياب شبه الكامل للأرقام الرسمية من طهران – في استعادة ثقة المستثمرين بسرعة.
بنية الاقتصاد تُحدد مصير ما بعد الحرب
كشفت نتائج الحرب عن التباين العميق في هيكلي الاقتصادين:
تعتمد إيران بشكل أساسي على صادرات النفط وتفتقر إلى قاعدة صناعية متنوعة، كما أنها معزولة عن الأسواق العالمية.
في المقابل، تستند إسرائيل إلى اقتصاد متنوع قائم على الابتكار والتكنولوجيا، ولديها علاقات مالية دولية واسعة.
هذا الفارق البنيوي ساهم في سرعة تعافي الأسواق الإسرائيلية، في وقت تعاني فيه إيران من أزمة متصاعدة وغياب محفزات داخلية قادرة على إحياء النشاط الاقتصادي.
الرواية الإعلامية… واقع مغاير
في حين تحاول وسائل الإعلام الإيرانية التقليل من حجم أزمتها الاقتصادية، مركزة على ما تصفه بـ”الارتباك في الأسواق الإسرائيلية”، تظهر الأرقام والمؤشرات الرسمية أن الرواية مختلفة تمامًا.
وبينما تواجه إيران فترة تعافٍ طويلة ومؤلمة، تبدو إسرائيل في موقع أقوى لإعادة تثبيت استقرارها الاقتصادي، رغم التحديات الأمنية المتواصلة.
اقتصاد
إرتفاع أسعار اللحوم في أميركا
اقتصاد
المالية تحوّل أكثر من 5800 مليار ليرة للضمان الاجتماعي

أعلنت وزارة المالية، في بيان، انها “بصدد تحويل مساهمة مالية للصندوق الوطني الضمان الاجتماعي بقيمة ٥،٨٢٤،٩٤٢،٦١١،٠٠٠ خمسة آلاف وثمانمئة واربعة وعشرون ملياراً وتسعماية وأثنان وأربعون مليون وستماية وأحد عشر ألف ليرة لبنانية، من موازنة العام ٢٠٢٥ مخصصة بمجملها للمرض والأمومة، بعدما سلكت آلياتها المطلوبة عبر موافقة ديوان المحاسبة.
-
Uncategorized8 months ago
“Wink Transfer” from Credit Libanais:Pioneering the future of Digital Transfers
-
مجتمع6 months ago
AXA Middle East Board of Directors’ Meeting:Joseph Nasnas appointment to the post of General Manager AXA Middle EastAXA Group reaffirms its confidence in AXA Middle East and its role in Lebanon’s economic future.
-
مجتمع6 months ago
المايسترو”: طموحي أن أكون رقم واحد في الوطن العربي في عالم الأعمال
-
محليات6 months ago
كلام لافت عن “القوات”.. هذا ما قاله “قبلان”
-
قطاع عام8 months ago
لقاء لقطاع التأمين…واستذكار ايلي نسناس
-
فن7 months ago
بعد نجاحها الباهر في التمثيل والغناء… هذه هي الجائزة التي حصلت عليها ماريلين نعمان في الموريكس دور!
-
محليات6 months ago
حفل تأبين الدكتور حسن علي يونس
-
امن6 months ago
قوى الأمن: توقيف سارق مجوهرات ومبالغ مالية من منزل في الهلاليّة وضبط قسم من المسروقات