Connect with us

اقتصاد

«الذهب الأحمر اللبناني الأجود في العالم»… النبيذ المحلي تقاطع التاريخ والطبيعة مع تراث «الكنعانيين»

Published

on

المجالس قديماً، لم تكن مجرد مكان لاحتشاد مجموعة من المقتدرين والوجهاء، في حلقات شعرية وادبية يتم فيها تبادل الشعر وارتجاله، بل كانت قناني النبيذ حاضرة بقوة. و»الخمرة» ترمز في الشعر الصوفي الى المعرفة والشوق والمحبة الإلهية، حيث يكثر ذكر الكأس، والنديم والشارب والسكر والنشوة. وهذه الاوصاف تحمل دلالات روحانية بعيدة عن اللذات الجسدية المباشرة. يُذكر ان الاندلسيين استرسلوا بوصف الخمرة وادواتها، وفي طليعتهم أبو نواس أستاذ «فن الخمريات» في الشعر العربي، الذي كان من أكثر فنون الشعر شيوعا بين شعراء الاندلس.

أصل «العريش» عنب

يعرف العنب على انه ثمر ناعم القشرة، لبّي، عصيري، ينمو على شجر الكرم «العريشة»، وتظهر الاعناب على عناقيد يوجد فيها عادة ما بين 6 ثمرات الى 300، يختلف لون ثمار العنب بحسب أصنافه، وتكون الوانها اما سوداء او زرقاء او بنفسجية، او ذهبية اللون تميل الى الخضرة الفاتحة والحادة أحيانا. وتعود أصول زراعة كروم العنب الى الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين والشام وحضارة المصريين القدماء. اما الخمر فهناك ادلة تشير الى ان الكنعانيين اول من ادخل النبيذ الى العالم القديم واخترعوا صناعته، ونقلوا كميات كبيرة منه عبر البحر الأبيض المتوسط.

الفوائد

يحتوي العنب على مجموعة كبيرة من الفيتامينات الهامة مثل فيتامين «أي» و«ك» و«س»، ويشتمل على المعادن مثل الكالسيوم، النحاس، الحديد، المغنسيوم، المنغنيز، الفوسفور، البوتاسيوم، السيليكون والكبريت، وفيه نسبة جيدة من المركبات المضادة للأكسدة واهمها «الفلافونويد». ويحمي العنب من السرطان لغناه بمركبات «البوليفينول»، التي تعمل على تقليل الأورام في الكبد والمعدة والصدر والقولون. كما يعزز من صحة القلب والشرايين ويضبط ضغط الدم لاحتوائه على البوتاسيوم، ويقي من الإمساك بسبب نسبة الالياف العالية فيه، ويخفف من الالتهابات المزمنة بسبب مادة «الريسفيراترول»، ويعزز من صحة البصر لاحتوائه على «اللوتين» و«الزياكسانثين».

مصنوعات

كثيرة

يصنع من العنب الزبيب، دبس العنب، الملبن، المربى، الخمر والحصرم، وهو كما يعرف اول العنب، ويكثر في بدايات الصيف قبل ان ينضج، ولا يؤكل كفاكهة بل يستغل في المصنوعات الغذائية والمطبخية، كبديل للحامض والخل تحديدا.

وحموضة الحصرم الطبيعية هي ما تعطيه قيمته العالية، وتزيد من أهميته في الطهي. وبحسب المعلومات الطبية، فان نسبة الاحماض العضوية فيه مرتفعة جدا على عكس نسبة السكريات الضئيلة. ويشتمل على «الفلافونويد» وهي مادة عضوية تتحلل في الماء، ومضادة للأكسدة والبكتيريا والفطريات والطفرات الوراثية والفيروسات. والجدير ذكره ان دراسات طبية أميركية اشارت الى أهميته في محاربة السمنة والتخلص من الوزن. وأبرز استخدامات الحصرم الطازج، تكمن في اضافته الى ورق العنب والمحاشي والسلطات والفتوش والتبولة وحتى مع الدجاج بالفرن.

النبيذ

يعد النبيذ اللبناني الفاخر من أكثر الأنواع جودة واهمها في العالم، وبحسب السيد ماريو توما، وهو «يضمن» كروم عنب في منطقة زحلة ويملك مخمرة، « يتيح المناخ المشمس في البلاد بأن ينضج العنب بشكل مثالي، وهذا عامل أساسي يساعدنا على انتاج نبيذ عالمي راقي المستوى، ويدخل العنب «العبيدي» و«المراوح» في انتاج أرقى الأصناف».

وعن كيفية صناعة «النبيذ» شرح توما لـ «الديار» انه «يتم تقسيم العنب المخصص لصناعة مختلف أنواع الخمر على الخزانات المعدّة لهذه الغاية، ويتم فرز كل نوع ووضعه في خزان منفصل عن الآخر، ويمزج العنب مع القشرة، حيث ينقل من أسفل الخزان الى أعلاه لاستخراج اجود الطعمات من القشرة». مشيرا الى «ان السر في نكهة النبيذ يعود الى الطعمة واللون ومصدرهما هو قشور العنب».

ينتج لبنان سنويا ما بين 8 و10 ملايين قنينة نبيذ، نصفها يصدّر الى الخارج وتبلغ الايرادات السنوية حوالي 15 مليون دولارا، وقد يتضاعف هذا الرقم الى 3 او 4 اضعاف في حال وضعت وزارة الصناعة و«الزراعة» خطة تسويقية مدروسة. الجدير ذكره، ان النبيذ اللبناني حاز على جوائز وميداليات عالمية، لان الخمر المصنع محليا لا ينقصه شيء بحسب التقارير العالمية كونه يطابق المواصفات والمعايير العالمية.

المنافع

الاستهلاك اليومي المعتدل من النبيذ يعزز الجهاز المناعي، من خلال زيادة تأثير اللقاحات في الجسم بسبب كحول «الايثانول» ومضادات الاكسدة، التي تعتبر فعالة في مقاومة أكثر من 200 نوع من الفيروسات. كما يزيد من قوة العظام ويعمل على مضاعفة كثافتها ويمنع هشاشتها.

أنواع وكروم جديدة

في سياق متصل، قال رئيس «تجمع مزارعي وفلاحي البقاع» إبراهيم ترشيشي لـ «الديار»، «يوجد في لبنان أصناف كثيرة من العنب، وهناك أنواع وكروم جديدة وهي الأفضل في العالم، منها: «السكارليت» وهو عنب ابيض خالي من البذور، ويتم تصديره الى أوروبا والدول العربية، ومن ثم يأتي «الكرمسون» و»الريد كلوب»، حيث نوع قشرته قاسية وهذا يستغل في التخزين ويتأخر في النضج». واشار «الى الأنواع العادية مثل «التفيفيحي» و«البيتموني»، وهو من أكثر الأنواع المرغوبة في السوق المحلي، وبعض الدول تطلبه بشكل خاص ويتم نقله بواسطة الطائرة، ويبدأ بالاستواء ابتداء من شهر تشرين».

أردف «نستطيع تغطية السوق اللبناني اعتبارا من أوائل شهر حزيران، ويستمر الموسم حتى الشهر الرابع من السنة المقبلة، حيث يتم تخزينه ويبقى طازجا وصالحا للاستهلاك طول هذه الفترة».

وعن العنب الذي يدخل في صناعة الخمر قال: «ان الكميات ليست كبيرة، لان المساحات التجارية المعدة للاستثمار هي من نوعية «الكرمسون» و«الريد كلوب»، اما «السكارليت» فهو مكلف جدا، الا ان محصوله جيد وقد يصل انتاج الدونم الى حوالى الـ 1500 دولار، صحيح ان كلفته باهظة، لكن المكسب كبير».

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

اقتصاد

ماذا حدث لأسواق إيران وإسرائيل بعد حرب الـ12 يوما؟

Published

on

بعد مرور 40 يومًا على توقف الصواريخ بين إيران وإسرائيل، بدأت تتضح ملامح التأثيرات الاقتصادية المختلفة للحرب التي استمرت 12 يومًا وانتهت في يونيو/حزيران، والتي كبّدت الطرفين خسائر مالية كبيرة، لكن بنتائج متباينة جذريًا.

فبينما دخل الاقتصاد الإيراني في دوامة من الانهيار، أظهرت مؤشرات السوق الإسرائيلية قدرة ملحوظة على التعافي، مدفوعة بهيكل اقتصادي أكثر تنوعًا، ومؤسسات مالية أكثر شفافية، وعلاقات راسخة بالأسواق العالمية.

الاقتصاد الإيراني: خسائر فادحة وعجز عن الاستجابة
قدّرت منصة “إيران واير” الخسائر الإيرانية المباشرة وغير المباشرة بأكثر من ثلاثة تريليونات دولار، في ظل اقتصاد مُثقل أصلًا بالعقوبات والتضخم.

سجّل الريال الإيراني تراجعًا حادًا خلال الصراع، إذ انخفض من 820 ألف تومان للدولار إلى نحو 880 ألفًا، وسط تقلبات حادة وتوقف شبه تام لنشاط تجار العملات بانتظار مؤشرات سياسية خارجية.

كما تدهورت سوق الأسهم الإيرانية بعد إعادة فتحها في 28 يونيو، رغم تدخل البنك المركزي بضخ نحو 60 تريليون تومان (680 مليون دولار)، وفرض قيود صارمة على التداول. ومع ذلك، تراجعت البورصة بنسبة 5% عن مستويات ما قبل الحرب، وخسرت نحو 40% من قيمتها الحقيقية بسبب موجات بيع واسعة وهروب المستثمرين.

بلغت الأزمة ذروتها في 9 يوليو، حين اقتحم مستثمرون غاضبون مبنى بورصة طهران احتجاجًا على خسائرهم.

وفي السياق الأوسع، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من 10% في يونيو، وتزايدت معدلات البطالة، وسط ما وصفه المسؤولون بـ”الركود العميق”. وشُلّت قطاعات واسعة من الاقتصاد بسبب الانقطاعات المتكررة في الكهرباء والغاز والمياه، ما أدى إلى توقف الإنتاج في معظم القطاعات غير الأساسية.

ويحذر خبراء من دخول إيران في “حلقة مفرغة”، حيث تمنع أعباء الحرب ومشكلات البنية التحتية النمو الاقتصادي المطلوب لتجاوز الأزمة.

إسرائيل: خسائر أقل وانتعاش أسرع
من جهته، أعلن البنك المركزي الإسرائيلي عن خسائر مباشرة بقيمة 12 مليار دولار، مع تقديرات مستقلة تشير إلى أن التكاليف الإجمالية قد تصل إلى 20 مليار دولار.

ورغم ذلك، أظهرت الأسواق الإسرائيلية قدرة ملحوظة على امتصاص الصدمة:

ارتفعت قيمة الشيكل بنسبة 8%، من 3.68 إلى 3.35 شيكل مقابل الدولار.

قفز مؤشر TA-35 بنسبة 12.7%، بينما سجّل مؤشر TA-125 الأوسع نطاقًا ارتفاعًا بنحو 8%.

بلغت الأسواق الإسرائيلية أعلى مستوياتها خلال 52 أسبوعًا في 19 يونيو – اليوم ذاته الذي زعمت فيه وسائل إعلام إيرانية أن صواريخ الحرس الثوري “دمرت” الحي المالي في تل أبيب.

ورغم ارتفاع معدل البطالة مؤقتًا إلى 10% في يونيو، إلا أنه عاد سريعًا إلى 2.9%. وبلغ معدل التضخم 3.3% فقط، مقارنة بـ40.1% في إيران.

وظلت شركات التكنولوجيا ومعظم الصناعات الإسرائيلية تعمل دون انقطاع، حيث بقي نحو 95% من المصانع نشطًا خلال فترة القتال.

وساهم الشفافية الحكومية والإفصاح المالي المستمر – بخلاف الغياب شبه الكامل للأرقام الرسمية من طهران – في استعادة ثقة المستثمرين بسرعة.

بنية الاقتصاد تُحدد مصير ما بعد الحرب
كشفت نتائج الحرب عن التباين العميق في هيكلي الاقتصادين:

تعتمد إيران بشكل أساسي على صادرات النفط وتفتقر إلى قاعدة صناعية متنوعة، كما أنها معزولة عن الأسواق العالمية.

في المقابل، تستند إسرائيل إلى اقتصاد متنوع قائم على الابتكار والتكنولوجيا، ولديها علاقات مالية دولية واسعة.

هذا الفارق البنيوي ساهم في سرعة تعافي الأسواق الإسرائيلية، في وقت تعاني فيه إيران من أزمة متصاعدة وغياب محفزات داخلية قادرة على إحياء النشاط الاقتصادي.

الرواية الإعلامية… واقع مغاير
في حين تحاول وسائل الإعلام الإيرانية التقليل من حجم أزمتها الاقتصادية، مركزة على ما تصفه بـ”الارتباك في الأسواق الإسرائيلية”، تظهر الأرقام والمؤشرات الرسمية أن الرواية مختلفة تمامًا.

وبينما تواجه إيران فترة تعافٍ طويلة ومؤلمة، تبدو إسرائيل في موقع أقوى لإعادة تثبيت استقرارها الاقتصادي، رغم التحديات الأمنية المتواصلة.

Continue Reading

اقتصاد

إرتفاع أسعار اللحوم في أميركا

Published

on

ارتفعت أسعار اللحم البقري إلى مستويات قياسية في الولايات المتّحدة الأميركيّة، حيث بلغ متوسط سعر رطل اللحم المفروم 6.12 دولار، بزيادة 12 بالمئة عن العام الماضي.

كذلك، ارتفعت أسعار كافة شرائح اللحم البقري غير المطهية بنسبة 8 بالمئة.

Continue Reading

اقتصاد

المالية تحوّل أكثر من 5800 مليار ليرة للضمان الاجتماعي

Published

on

أعلنت وزارة المالية، في بيان، انها “بصدد تحويل مساهمة مالية للصندوق الوطني الضمان الاجتماعي بقيمة ٥،٨٢٤،٩٤٢،٦١١،٠٠٠ خمسة آلاف وثمانمئة واربعة وعشرون ملياراً وتسعماية وأثنان وأربعون مليون وستماية وأحد عشر ألف ليرة لبنانية، من موازنة العام ٢٠٢٥ مخصصة بمجملها للمرض والأمومة، بعدما سلكت آلياتها المطلوبة عبر موافقة ديوان المحاسبة.

Continue Reading

Trending